ارشيف من :أخبار لبنانية
السعودية تصعد ضد لبنان.. وتمسّك بالحريري رئيساً

تناولت الصحف اللبنانية عدة ملفات محلية واقليمية وتصدر خبر التمسك الرسمي بالرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة ولتياره عناوين الصحف التي اشارت ايضا الى التصعيد الكلامي والتهديد بتحركات اضافية من قبل المملكة السعودية ضد لبنان.
الصحف المحلية
الأخبار.. السعودية تهوّل: عدوان عسكري وانتفاضة شعبية
تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول “حتى ليل أمس، كانت السعودية غير راضية عن أجوبة بيروت. آل الحريري رفضوا تلبية الدعوة الى الرياض لمبايعة بهاء الحريري خلفاً لشقيقه سعد. والنقاشات الخلافية داخل فريق الحريري في بيروت انتهت الى توافق على أولوية المطالبة بعودته، من دون توجيه اتهام مباشر للسعودية بحجز حريته، بينما أبلغت الرئاسة الفرنسية العائلة ومراجع لبنانيين بفشل المحاولة الأخيرة للرئيس إيمانويل ماكرون في إقناع الرياض بإطلاق سراح رئيس الحكومة، الذي لم يُسمح له حتى بالاختلاء بسفير فرنسا في الرياض، الذي قابله لدقائق عدة في حضور ضابط مخابرات سعودي.
وفيما وجدت السعودية نفسها أمام ضغوط مستجدّة من جانب أنصارها في بيروت، صُدم بهاء الحريري إثر تلقّيه تقريراً من مدير أعماله في لبنان، صافي كالو، الذي وصل الرياض أمس، يبلغه فيه أن غالبية من التقاهم في بيروت أبلغوه اعتراضهم على ما تقوم به السعودية، وأن الاولوية هي لعودة سعد الى بيروت، على أن يترك أمر تسمية من يتولى قيادة العائلة أو التيار الى مرحلة لاحقة، علماً بأن بهاء الذي وصل الى الرياض الاحد، كان قد أبلغ مقرّبين منه في بيروت أن زيارته للسعودية لم تأت إثر استدعاء، بل بمبادرة منه، وأنه غير معنيّ بكل ما يجري داخل المملكة من ملاحقات تتعلق بالفساد.
بيد أن المشكلة لم تعد محصورة في احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية، إذ يبدو أن قرار السعودية بالتصعيد بلغ مستويات جديدة. وهذا ما سمعه ماكرون في أبو ظبي والرياض، ونُقلت أجواؤه على عجل الى بيروت، ليل أمس، عبر الموفد الفرنسي السفير أوريليان لوشافاليه، الذي سيعقد اليوم سلسلة لقاءات مع مسؤولين رسميين وسياسيين، فيما دعا مصدر دبلوماسي غربي في بيروت الى عدم التقليل من شأن التهديدات السعودية بشنّ عدوان على لبنان.
ومع أن التهويل بالعدوان بدأ متزامناً مع حجز الحريري ودفعه الى الاستقالة، إلا أن الأمور تفاعلت أكثر في اليومين الماضيين، وسرت شائعات قوية، تحولت الى معلومات في أوساط حلفاء السعودية في لبنان، حول ضربة عسكرية خاطفة تعدّ لحزب الله في لبنان وسوريا، تليها انتفاضة شعبية في لبنان تطلب نزع سلاح الحزب و«رفع الوصاية الإيرانية عن لبنان».
حزب الله الذي لا يرى مؤشرات مباشرة على عدوان من هذا النوع، لا يستبعد وصول الجنون السعودي الى مغامرة من هذا النوع، بضوء أخضر أميركي ومشاركة إسرائيلية مباشرة. وسيكون للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في خطابه اليوم لمناسبة يوم الشهيد، موقف من هذه الرسائل، علماً بأن الحزب يتمسّك بالموقف اللبناني الرسمي من استقالة الحريري، وهو يميّز بين الخلاف مع الحريري بمعزل عن حجمه، وبين احتجازه من قبل السعودية. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن الحزب مستعد لمواجهة أي مغامرة من هذا النوع، وهو سيتعامل مع أيّ عدوان على أن مصدره إسرائيل والولايات المتحدة. أما طريقة الرد على أي طرف آخر، فمن الأفضل عدم التطرق اليها وتركها الى الحزب فقط.
النهار: مؤشِّرات المواجهة تتصاعد وتحرُّك دولي
صحيفة النهار بدورها تناولت الشان المحلي في ظل التصاعد الحاصل في التحركات من قبل السعودية مر "خميس" الانتظار أمس من غير أن يحضر الرئيس سعد الحريري الى بيروت، بل ان الأزمة التي نشأت بفعل استقالته السبت الماضي من الرياض اتخذت على نحو دراماتيكي اتجاهات تصعيدية جديدة من شأنها ان تزيد القلق والمخاوف من تداعياتها المتسارعة. ومع ان اللبنانيين معتادون سماع دعوات الدول الى رعاياها لمغادرة لبنان أو تجنب السفر اليه في حقب الازمات، فان الدعوة التي وجهتها المملكة العربية السعودية أمس الى رعاياها في لبنان وخارجه لمغادرته وتجنب السفر اليه اتخذت وجهاً مختلفاً من حيث كونها شكلت مؤشراً لتصاعد الأزمة بين المملكة ولبنان، علماً ان الكويت ودولة الامارات العربية المتحدة سارعتا بعد السعودية الى اطلاق دعوات مماثلة الى رعاياهما وكانت البحرين اتخذت خطوة كهذه قبل أيام. ولم يقف التأزم عند هذا الحد اذ برزت معالم سخونة تصاعدية في موقف الحكم من موضوع استمرار غياب الرئيس الحريري عن البلاد منذ 3 تشرين الثاني أي عشية اعلانه استقالته من الرياض وقت ستتجه الانظار اليوم الى الموقف الرسمي الذي سيبلغه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى سفراء مجموعة الدعم الدولية في شأن الأزمة وغياب الحريري.
ولعل المفارقة اللافتة انه في حين كانت تصدر اشارات رسمية اولى الى تحركات ديبلوماسية وخارجية محتملة في شأن الأزمة كان المكتب الاعلامي للرئيس الحريري يعلن ان الحريري استقبل في دارته في الرياض ظهر أمس السفير الفرنسي في المملكة العربية السعودية فرنسوا غوييت كما استقبل أول من أمس رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في المملكة ميشال سيرفون دورسو وكذلك القائم بالاعمال الأميركي في الرياض كريستوفر هينزل والسفير البريطاني سايمون كولينز.
الجمهورية.: «المســتقبل» يتمسَّك بزعيمه
وتناولت الجمهورية الشأن الداخلي وكتبت تقول “أضهرت خلاصة المشاورات الداخلية حول استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، مزيداً من الغموض لدى كلّ المستويات الرئاسية والرسمية والسياسية. فيما تحرّكَ لبنان في محاولةٍ لجلاء الصورة، عبر مهمّة أوكِلت للمدير العام اللواء عباس ابراهيم قادته إلى عمان وباريس، ترافقَت مع حركة فرنسية تجاه الرياض، تزامنَت مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنّ السلطات الفرنسية أجرت اتّصالاً غيرَ رسمي بالحريري. وكذلك موقف روسيّ لافِت لوّح بطرحِ ما يتّصل بوضع الحريري على مجلس الأمن. بالتوازي، مع تصعيد في الإجراءات السعودية تجاه لبنان، تُرجِم بالطلب من الرعايا السعوديين مغادرةَ لبنان في أسرع فرصة ممكنة وعدم السفر إليه، وتبعتها دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت. واقترن ذلك بتغريدة جديدة للوزير السعودي ثامر السبهان قال فيها إنّ «كلّ الإجراءات المتخَذة تباعاً، في تصاعدٍ مستمر ومتشدّد حتى تعود الأمور لنصابها الطبيعي».
بقيَ الداخل مضبوطاً على إيقاع استقالة الحريري وارتداداتها العابرة للحدود، في ظلّ جوّ ضبابي يَصعب معه تحديد معالم المرحلة المقبلة.
وقال مرجع كبير لـ«الجمهورية»: «لم تعُد المسألة مسألة استقالة، وبالتالي الأزمة كبيرة جداً وعميقة، وسبلُ المعالجة متعذّرة حتى الآن».
وعبَّر المرجع عن خشيته من أن يكون الهدف ممّا يجري هو إدخال لبنان في فراغٍ حكومي، قد تتولّد عنه فوضى، وإنْ وصلنا إلى هذه الحالة فمعنى ذلك أنّنا أمام كارثة تنتظرنا، وهو ما يجب التنبّه إليه والحؤول دون وقوعه والوصول بالأمور إلى هذا الحدّ».
وأضاف المرجع: «حتى الآن أحاولُ أن أقنِعَ نفسي بأنّ الرئيس الحريري غيرُ محتجَز، وأحاول أن أنظر بإيجابية إلى حركته ولقاءاته في المملكة وخارجها، التي تؤشر – إلى حدٍّ ما – إلى أنه حرٌّ، ولكن ما الذي يَمنعه من العودة إلى لبنان؟»
وردّاً على سؤال قال المرجع: «لستُ خائفاً، إنّما قلِق، وقلقِي يَزداد كلّما طالَ وضوح الصورة وكلّما تأخّرَ الحريري بالعودة إلى بيروت. عِلماً أنّ لبنان تلقّى تأكيدات دولية بالحِرص على استقراره ومنعِ تفلّتِ الأمور فيه، وأيضاً الحرص على الحكومة واستمرارها».