ارشيف من :أخبار لبنانية
الصفحة الأجنبية: تعرض شخصيات سعودية بارزة ممن اعتلقوا الى الضرب والتعذيب

علي رزق
كشفت مواقع غربية أنّ "عدداً من الشخصيات السعودية المعروفة الذين اعتقلوا في الحملة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعرضوا للضرب والتعذيب المبرح"، لافتةً الى أن "حجم الاعتقالات في السعودية أكبر بكثير مما يكشف عنه".
هذا وشدد صحفيون غربيون على أن ابن سلمان لن ينجح بتوتير الوضع في لبنان بعد ما أجبر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة، كذلك اعتبر دبلوماسيون أميركيون سابقون أن "ابن سلمان يشكل تهديداً للمصالح والمصداقية الأميركية في المنطقة، وأن السياسات التي أقدم عليها أضرت بالمصالح الاميركية".
وفي سياق غير بعيد، حذر باحثون غربيون من أن قيام ابن سلمان بإقالة قائد قوات الحرس الوطني متعب بن عبدالله قد تكون "خطأ فادحاً".
بعض الشخصيات السعودية البارزة المعتلقة تتعرض للضرب والتعذيب
نشر موقع "Middle East Eye" تقريراً كشف فيه أن عددا من الشخصيات السعودية البارزة ممن اعتلقوا في حملة الاعتقالات الأخيرة تعرضوا للضرب والتعذيب المبرح خلال اعتقالهم أو استجوابهم بحيث نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج.
الصحف الأجنبية
ونقل الموقع عن مصادر في البلاط الملكي أن حجم حملة الاعتقالات أكبر بكثير مما يتم الاعتراف به من قبل السلطات السعودية، حيث يحتجز ما يزيد عن 500 شخص بينما يتم استجواب ضعف هذا العدد.
كما أضاف الموقع أنّ" بعض الشخصيات البارزة ممن اعتلقوا تلقوا المعاملة الأسوأ مما تسبب بجروح في أجسادهم من خلال استخدام أساليب التعذيب "الكلاسيكية""، وتابع بأنّ" هؤلاء لم يصيبوا بأي جروح في وجوههم، وذلك كي لا تظهر أي جروح عندما يظهروا الى العلن".
كذلك كشف الموقع أنّ" بعض المحتجزين تعرضوا للتعذيب من أجل الكشف عن تفاصيل حساباتهم المصرفية"، نقل عن مصادر بأن" الشخصيات المعروفة من العائلة الملكية ممن احتجزوا نقلوا الى القصر الملكي"، وأشار الى أنّ من أبرز الشخصيات المعتلقة بندر بن سلطان وهو السفير السعودي السابق لدى واشنطن.
كما نقل الموقع عن مصادر في الرياض أنّ" عدد حالات إغلاق الحسابات المصرفية وفرض حظر سفر هو أضعاف عدد حالات الاعتقال".
ابن سلمان يشكل تهديداً للمصالح والمصداقية الأميركية بالمنطقة
كتب الدبلوماسيان الأميركيان السابقان "Aaron Miller" و"Richard Sokolsky" مقالة نشرت على موقع "National Interest" شددا فيها على ضرورة أن لا تصطف الولايات المتحدة بشكل كامل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اذ إن هذا الاصطفاف الكامل قد يؤدي الى "إغراق" السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
وأشار الكاتبان الى أن" كل الخطوات التي يقدم عليها ابن سلمان، سواء القتل والدمار في اليمن، أو السياسات السعودية في سوريا أو الحملة على قطر، وكذلك التصعيد ضد ايران تؤدي الى مشاكل كبيرة"، ونبه الكاتبان الى أن ابن سلمان لم يقدم شيئاً حتى الآن يدعو الى الثقة بقيادته للسياسة الخارجية السعودية او مؤهلاته كحاكم".
وتحدث الكاتبان عن تحالف وثيق اليوم بين البيت الابيض وابن سلمان، وحذرا من أن ذلك يحمل معه خطر جر الولايات المتحدة الى المزيد من النزاعات في الشرق الاوسط، وأضافا بأن هناك العديد من القواسم المشتركة بين ترامب وابن سلمان، وأن كلاهما ذات شخصية استبدادية وعديمة الخبرة في الحكم، وخاصة في مواضيع السياسة الخارجية.
كما قالا "إن كل من ترامب وابن سلمان يعانيان من مشكلة الكبرياء الزائد والذي يشكل عائقاً امام التصرف الحكيم المطلوب من اجل الحكم الرشيد".
و تابع الكاتبان بأنّ" كل ما قام به ابن سلمان سواء في اليمن او قطر او سوريا او لبنان لم يخدم المصالح الاميركية بل على العكس، حيث أشارا الى أن "تهور" ابن سلمان أدى الى تقوية "داعش" و"القاعدة" والى تقسيم مجلس التعاون الخليجي، اضافة الى زيادة عدم الاستقرار في اليمن ولبنان وجعل الولايات المتحدة متورطة في جرائم الحرب السعودية في اليمن مما شوه سمعة واشنطن اكثر فاكثر داخل المنطقة وخارجها.
كما أضاف الكاتبان بان "الولايات المتحدة مكّنت ولي العهد السعودي من القيام بمغامرات غير محسوبة في المنطقة"، وشددا على أن الرئيس الاميركي ومستشاريه -وإذا ما إرادوا تجنب المزيد من التورط في نزاعات المنطقة-، فيجب أن يتعاطوا مع ابن سلمان على أساس أنه يشكل تهديدا للمصالح والمصداقية الأميركية في المنطقة ويتوقفوا عن "تمكينه".
كذلك قالا "ان ترامب لا يفكر بواقعية اذا ما كان يعتبر أن السعودية تحت قيادة ابن سلمان ستصبح شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة في دحر نفوذ ايران وتحقيق "سلام عربي "إسرائيلي"".
وحول رؤية ابن سلمان الاقتصادية ومساعيه للتنويع الاقتصادي، اعتبر الكاتبان ان نجاحه في هذا الاطار ليس مؤكدا، وأشارا الى أن سياسته الخارجية ضد إيران قد فشلت "بالغالب"، وبالتالي على واشنطن أن لا تضع كل رهاناتها عليه.
إقالة متعب بن عبدالله قد تكون "خطأ فادحا" من قبل ابن سلمان
كتب الباحث "Michael Horton" مقالة نشرت بمجلة "The American Conservative" رأى فيها أن حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحق عدد من الشخصيات السعودية البارزة هي عبارة عن "انقلاب استباقي"، غير أنه نبه في الوقت نفسه من أن قيامه بإقالة قائد الحرس الوطني السعودي الامير متعب بن عبدالله قد تكون "خطأه الفادح".
وشدد الكاتب على أن" اقالة متعب قد تكون خطأ كبيرًا في الحسابات من قبل ابن سلمان، إذ إن ابن سلمان هو في الأصل شخصية غير محبوبة لدى طيف واسع في القوات البرية الملكية السعودية بسبب حربه على اليمن"، وحذر الكاتب من أن "الاستياء من ابن سلمان قد يتجسد لدى زعماء القبائل في الحرس الوطني السعودي حيث هناك ولاء كبير لقبيلة شمر في عائلة آل سعود، وهي القبيلة التي ينتمي اليها متعب ووالده الراحل عبدالله بن عبد العزيز.