ارشيف من :أخبار عالمية

القراصنة في خليج عدن: الاستيلاء على السفن وطاقمها .. والفدية ملايين الدولارات

القراصنة في خليج عدن: الاستيلاء على السفن وطاقمها .. والفدية ملايين الدولارات

تقرير: ليلى سرعيني

يبدو أن اعمال القرصنة باتت من أهم وأكبر التجارات الرابحة في الصومال ، بعدما ارتفعت مؤخرا خصوصا في خليج عدن، لتشمل عمليات سلب وخطف للعديد من سفن الشحن والمراكب، فضلا عن قتلى وجرحى في صفوف راكبيها، واحتجاز رهائن، فاق عددهم الثلاثة آلاف شخص.

فبمجرد أن تبحر بالقرب من المسار الافريقي، بمحاذاة الصومال، تصبح هدفا، ويجتاحك وابل من القراصنة الصوماليين، الذين يسلبون منك كل شيء، بما فيه أغراضك الشخصية، وبالتالي لا يمكنك الا أن ترضخ للأمر الواقع,، او انك ستصبح بلمح البصر من عداد القتلى. يأسرونك، يسيطرون على السفينة او المركب، ومن ثم يطالبون مسؤوليك، بفدية تقارب فئة الملايين من طبعة الدولارات.


اثنتا عشر دقيقة، كانت كفيلة، لاختفاء القراصنة بعدما تسلموا فدية قيمتها 2.75 مليون دولارا أميركيا، مقابل الافراج عن سفينة الشحن الالمانية "هانسا ستافانجر"، وطاقمها البالغ 24 شخصا، بعدما احتجزها القراصنة، لمدة اربعة أشهر.

مصادر امنية المانية, أفادت أن طائرة ألقت بالفدية على متن السفينة المختطفة. وفور حصول القراصنة على المال غادروا بسرعة من دون أن يدرك أحد اتجاههم.
وفي هذا السيا, أعلن قبطان سفينة "برادينبورغ"، تورستن إيتس، أنه تلقى نداء استغائة من قبطان السفينة الالمانية، حيث أعلمهم أن "القراصنة غادروا ما إن تلقوا الفدية".
وأضاف إيتس "وصلنا الى المكان في غضون 12 دقيقة, لكن القراصنة كانوا اختفوا" موضحا انه ارسل مروحيات لمحاولة البحث عنهم. وأشار إيتس الى ان القراصنة استولوا على الاغراض الشخصية التابعة لأفراد الطاقم، "بما فيها فراشي الاسنان".
وكانت السفينة التي تزن 20 ألف طن في عرض البحر وعلى بعد حوالي 400 ميل بحري من الساحل الصومالي بين كينيا وجزر السيشيل.


الى ذلك، استطاعت الحكومة الفرنسية وقواتها الخاصة ان تحقق نجاحا واضحا في استعادتها الرهائن الثلاثين الذين كانوا على متن اليخت "لو بونان"بعدما دفعت فدية قيمتها مليونا دولار. وكان القراصنة قد تكنوا من اختطاف اليخت التابع لرجل الاعمال اللبناني جاك سعادة أثناء وجوده مقابل الشواطئ الصومالية.
وألقت الحكومة الفرنسية القبض على ستة من القراصنة بعد عملية التسلم والتسليم بالقرب من شواطئ الصومال الجنوبية بعدما قامت القوات الخاصة الفرنسية بعملية انزال جوي حصلت داخل الأراضي الصومالية مباشرة بعدما تسلم القراصنة مبلغ مليوني دولار.

وبدوره، استنكر رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون عملية القرصنة مشيرا الى أنه "من غير الجائز" العودة الى الأزمنة الغابرة حيث كانت مناطق بحرية واسعة لا ينطبق عليها القانون الدولي.

وبحسب المستشار الدبلوماسي للرئيس ساركوزي السفير جان دافيد ليفيت، فإن السنوات العشر الأخيرة شهدت أسر 3200 بحار في عمليات قرصنة قتل منهم 160 وجرح 600. ومن المنتظر أن تقدم فرنسا مشروع قرار الى مجلس الأمن بهذا المعنى في الأيام القليلة القادمة.
ومنذ حصول عملية الخطف، واكبت السفن الفرنسية عن بعد اليخت "لوبونان". وسريعا قام اتصال بين الخاطفين والشركة المالكة لليخت. وصباح الجمعة، حشدت باريس مجموعة من القوات الخاصة ومجموعة أخرى تابعة لقوة التدخل السريع للدرك الوطني و4 مروحيات وسفينتين حربيتين.
وقامت طائرة استطلاع ومراقبة مزودة بوسائل متطورة بالتحليق في سماء المنطقة.

وكانت الخطة تقوم على ترك عملية التسلم والتسليم تجري بشكل طبيعي على أن تتدخل القوة بعد إتمامها. وهكذا كان، إذ أن طائرة الرقابة نجحت في تحديد مكان إحدى السيارات التي استقلها القراصنة بعد أن قبضوا الفدية ووصلوا الى الأرض اليابسة وتفرقوا في عدة سيارات. ونجح قناص فرنسي في إصابة محرك سيارة الدفع الرباعي للقراصنة وبعدها حطت هليكوبتر اخرى للقبض على القراصنة الستة ونقلهم الى بارجة فرنسية كانت في عرض البحر. وما سهل التدخل الفرنسي أن باريس حصلت على موافقة الحكومة الصومالية للتدخل العسكري على أراضيها.

ولتحاشي أية مفاجأة محتملة بسبب مقاومة القراصنة أو حصولهم على دعم ما من مجموعات مسلحة، أرسلت الى "الميدان" مروحيتان اخريان.
وقالت مصادر عسكرية فرنسية إن العملية "جرت كما خطط لها".

ونجحت باريس وفق رئيس الحكومة فيون في استعادة مليون دولار أي نصف الفدية، غير أن النصف الاخر بقي مع القراصنة الذين نجحوا في الفرار.
الى ذلك، افرج قراصنة صوماليون عن زورق قطر ماليزي وطاقمه المكون من 11 بحاراً بعد احتجاز دام لأكثر سبعة أشهر. وكان مسؤولون في القوات البحرية الدولية التي تتولى مكافحة أعمال القرصنة في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال، حذروا في الاشهر الماضية من احتمال ارتفاع عمليات القرصنة في أعالي البحار بتلك المنطقة مجدداً، بعد هدوء سببته الرياح الموسمية.

وحثت القوات البحرية المشتركة أطقم السفن على أخذ تدابير السلامة، وبينها استخدام ممرات عبور معروفة في خليج عدن و إعلام مركز أمن الاتحاد الأوروبي قبل العبور. وقال الأميرال بيرنير في فرق العمل المشتركة إن على السفن البحرية التجارية أخذ الحيطة و الحذر في جميع الأوقات أكثر من السابق.
وأكد مسؤولون أن القوات الدولية، المكونة من أكثر من 30 سفينة و طائرة من 16 دولة، ستستمر بالقيام بدوريات في المياه لمحاربة القراصنة.

ولم يخف بيرنير واقع أن القراصنة تمكنوا في الفترة الماضية من تطوير أساليبهم بالتزامن مع تطوير القوات الدولية لسبل عملها قائلاً: "في الوقت الذي تطورت فيه قدراتنا على ردع وتعطيل الهجمات كان القراصنة يكيفون و يطورون أساليبهم."

وفي هذا الاطارـ قال عضو في عصابة قرصنة صومالية كانت تحتجز سفينة ايطالية امس ان جماعته حصلت على فدية قدرها أربعة ملايين دولار مقابل الافراج عن السفينة التي احتجزوها قبل أربعة أشهر. وكان القراصنة قد خطفوا السفينة بوكانير التي كان على متنها 16 رجلا ، 10 ايطاليين وخمسة رومانيين وكرواتي واحد، في خليج عدن.

كما واختطف القراصنة الصوماليون سفينة أوكرانية تحمل دبابات وقطع غيار لآليات مدرعة قبالة سواحل بلادهم. وقال مسؤول في كينيا المجاورة إن القراصنة اختطفوا باخرة الشحن فاينا التي ترفع علم دولة بليز أثناء توجهها إلى ميناء مومباسا واقتادوها إلى جهة غير معلومة. وأوضح مسؤول أن السفينة كانت تحمل حمولة زنتها 2230 طنا، وأن القراصنة كانوا كعادتهم مزودين بزوارق سريعة.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن "مصدر مطلع" في كييف قوله إن السفينة كانت تنقل حوالي ثلاثين دبابة من نوع تي-72 وقطع غيار لآليات مدرعة.
وكان على متن السفينة 21 شخصا هم 17 أوكرانيا وثلاثة روس وليتواني واحد.

ويقتاد القراصنة الصوماليون السفن عادة إلى منطقة إيل الواقعة في منطقة بونتلاند التي تعلن حكما ذاتيا من جانب واحد، مع العلم أن نحو 30 سفينة قد اختطفت في العام الجاري قبالة سواحل الصومال.

وفي أحدث أخبار عمليات القرصنة، فقد تمكن 34 مصريا من صيادي الأسماك,، الذين اختطفوا منذ 4 أشهر، من الإفلات من قبضة القراصنة الصوماليين، إثر معركة استعملوا فيها المدى وأدوات الصيد، وتغلبوا على خاطفيهم وقتلوا اثنين منهم، وأسروا 12. واحتجز القراصنة الخاطفون 34 صيادا رهائن منذ أن اختطفوا الزورقين، واقتادوهم إلى منطقة «غعان» بالقرب من مدينة لاسقوري بشمال الصومال على الساحل الصومالي المحاذي لخليج عدن.
وتضاربت المعلومات حول كيفية تمكن الصيادين المصريين من الإفلات من قبضة القراصنة المسلحين، فقد أفاد أحد القراصنة الذي لفظه البحر وعثر السكان عليه في الشاطئ بأن «مجموعة من الصيادين هاجموا القراصنة وعددهم 15 وهم في حالة استرخاء يمضغون القات، وتمكنوا من الاستيلاء على بعض البنادق، وقتل خلال المعركة 2 من القراصنة". وأضاف القرصان الذي يدعى "ميرو" أنه شاهد زميلين له سقطا قتيلين على سطح إحدى السفينتين نتيجة إطلاق رصاص عليهما من قبل البحارة المصريين، وذكر أنه تمكن من القفز إلى البحر والسباحة نحو الشاطئ فيما أخذ البحارة باقي أفراد المجموعة وعددهم 12 فردا. وأبحرت السفينتان إلى عرض البحر".

لكن مصادر دبلوماسية مصرية أفادت لـ«الشرق الأوسط» بأن خلافا نشب بين أفراد القراصنة حول فدية عرضتها الشركة المالكة للسفينتين، حيث قبل بعضهم بالفدية التي اعتبرها البعض الآخر قليلة جدا، كما أن عددا من القراصنة طالبو بإنهاء الصفقة قبل حلول شهر رمضان لأنهم لا يرغبون في احتجاز رهائن مسلمين صائمين مثلهم في شهر رمضان. وقد أدى الخلاف حسب المصدر إلى تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، وتغلب الطرف الذي كان يريد القبول بالفدية، فيما شارك بعض أفراد البحارة في القتال بأدوات الصيد والسلاح الأبيض الذي بحوزتهم.

وبالرغم من التدابير الأمنية، فان المياه الصومالية تشهد الكثير من أعمال القرصنة، حيث أن القراصنة المدججين بالسلاح قاموا بالانتشار في طرق الملاحة البحرية المزدحمة في المحيط الهندي وخليج عدن الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي. كما قاموا بالاستيلاء على عشرات السفن والمئات من الرهائن وتمكنوا من الحصول على ملايين الدولارات التي جمعوها كفدى نظير الإفراج عنهم

2009-08-15