بعد أيام على قيام وفد أميركي رسمي ببحث "الملف الأمني في العراق" مع المسؤولين السوريين، أعلنت الحكومة السورية اليوم السبت أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيقوم بزيارة رسمية لدمشق يوم الثلاثاء القادم تلبية لدعوة من نظيره السوري محمد ناجي عطري حيث سيجري "مباحثات مع المسؤولين السوريين تهدف إلى تطوير علاقات التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها والارتقاء بها في جميع المجالات".
وقالت مصادر متابعة لملف العلاقات السورية العراقية لـ"الانتقاد.نت" إن مباحثات المالكي ستكون بالدرجة الأولى "أمنية" تتناول الملف الأمني في العراق الذي توتر بشكل واضح مؤخراً عبر عودة سلسلة التفجيرات المتنقلة وخاصة في بغداد والموصل والتي أوقعت المئات ما بين قتيل وجريح.
وأشاعت هذه التفجيرات المخاوف من إمكانية عودة العنف الطائفي إلى العراق، كما أثارت تساؤلات عديدة عن مدى قدرة القوات العراقية على حفظ الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد.

وتأتي زيارة المالكي المرتقبة بعد أيام على قيام وفد سياسي وعسكري أميركي رفيع المستوى بإجراء مباحثات في دمشق مع المسؤولين السوريين تناولت بحسب ما أبلغته مصادر مواكبة للزيارة لـ(الانتقاد.نت) "الملف الأمني العراقي ومكافحة الإرهاب وتطورات الأوضاع في المنطقة والتعاون الإقليمي والعلاقات الثنائية بين دمشق وواشنطن" وهي الملفات التي طالما طالبت دمشق بأن يتم نقاشها مع واشنطن على شكل "حزمة واحدة".

وزار المالكي سورية في آب/أغسطس 2007، وقال بيان الحكومة السورية إن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين "تعكس الرغبة المشتركة في تطوير التعاون المشترك في جميع الميادين بما يعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين وتؤكد سورية باستمرار دعمها لوحدة العراق أرضاً وشعباً وللعملية السياسية فيه وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي".

وقام عطري بزيارة بغداد في نيسان/أبريل الماضي حيث وقع البلدان خلال اجتماعات اللجنة العليا السورية - العراقية المشتركة على عدى اتفاقات وبروتوكولات لتعزيز التعاون الثنائي بينهما منها "الاتفاق على إعداد مشروع اتفاق تعاون استراتيجي يحقق التكامل بين البلدين في المجالات كافة وتكليف وزيري الخارجية بإعداد المشروع وعرضه على حكومتي البلدين تمهيداً للتوقيع عليه في أقرب وقت ممكن".

دمشق ـ "الانتقاد.نت"