ارشيف من :أخبار عالمية

المناورات العسكرية الاميركية - الكورية الجنوبية تلقى تهديدا نوويا من بيونغ يانغ

المناورات العسكرية الاميركية - الكورية الجنوبية تلقى تهديدا نوويا من بيونغ يانغ

تقرير: ليلى سرعيني

هدوء حذر شهدته العلاقات بين الكوريتين، الشمالية والجنوبية، منذ أسابيع قبل أن تفجره المناورات العسكرية المشتركة التي بدأت اليوم بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ما حمل كوريا الشمالية الى إعلان تهديدها نوويا في حال احتمال توجيه البلدين أي ضربة عسكرية، قد تضرب بيونغ يانغ في العمق.
هذا التوتر سبقه مباحثات خففت من حدة الاختلاف بين بيونغ يانغ وسيول، في وقت ظهرت فيه محاولات أميركية جديدة في إبداء "الليونة" تجاه كوريا الشمالية تبلورت من خلال زيارة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون رغم فرض مجلس الامن عقوبات، من نوع جديد، على بيونغ يانغ لإطلاقها 7 صواريخ بالستية في يوم الاستقلال الاميركي.

وقد بدأت اليوم المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الاميركية في خطوة إنتقدتها كوريا الشمالية، واصفة إياها بـ "مناورات تمهد لحرب نووية". وقد توعدت بيونغ يانغ بالرد مباشرة على أي ضربة محتملة، معتبرة انه اذا "هدد الامبرياليون الأميركيون وزمرة رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك الجمهورية الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) بالأسلحة النووية فإننا سنرد بأسلحة نووية".

وندد متحدث عسكري باسم بيونغ يانغ بهذه المناورات، مضيفا "اذا عمدت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الى تشديد العقوبات وتصعيد المواجهة فان الجمهورية الديموقراطية الشعبية سترد عليهما باسلوبها الخاص, وستشن حربا شاملة لإحقاق العدل".


من جهتها نفت سيول وواشنطن اي خطط لهما لاجتياح كوريا الشمالية واكدتا ان المناورات تحمل "طابعا دفاعيا بحت لبناء رادع عسكري".
وسبق للسلطات العسكرية الاميركية والكورية الجنوبية ان ابلغت الشهر الفائت كوريا الشمالية بنيتهما اجراء مناورات عسكرية مشتركة، يشارك فيها 10 آلاف جندي أميركي و56 ألف جندي كوري جنوبي وتستمر حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري.
وينتشر اكثر من 600 الف جندي كوري جنوبي يدعمهم اكثر من 28 الف جندي اميركي في شبه الجزيرة الكورية، وذلك تحسبا لاي تهديد قد يصدر من كوريا الشمالية التي يبلغ عديد جيشها مليون ونصف مليون عنصر.


وتعقيبا على المناورات الحاصلة، أعلنت كوريا الشمالية وضع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى. وقد نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن وزارة الدفاع بيانا رسميا أعلنت فيه أن القيادة العسكرية أصدرت أوامرها بوضع كافة وحداتها القتالية في حالة تأهب قصوى ردا على المناورات الأميركية الكورية الجنوبية المشتركة.

واتهمت بيونغ يانغ الشطر الجنوبي بالتخطيط لاعتداء عسكري متعهدة بالرد "بلا رحمة" على "أي استفزاز عسكري مهما كان محدودا" قد تقوم به سول وواشنطن خلال المناورات وذلك باستخدام "كافة الوسائل الدفاعية والهجومية بما في ذلك الردع النووي".


من جانبها قللت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية من أهمية البيان واعتبرته جزءا من الحرب الكلامية المعتادة التي دأب الجار الشمالي على اتباعها مع كل مناورات عسكرية، وقال متحدث باسم الوزارة إن أجهزة الاستخبارات لم ترصد أي حركة غير اعتيادية على الحدود.


وتأتي حالة التأهب على الحدود، بعد ساعات من بيان منفصل أكدت فيه بيونغ يانغ على موافقتها على فتح الحدود وتخفيف قيود الزيارات بين الكوريتين واستئناف تشغيل مشاريع اقتصادية مشتركة، وموافقتها على استئناف المشاريع السياحية وتشغيل المنشآت الخاصة بالسياحة ومجمع كايسونغ الصناعي على الحدود بين الكوريتين، كما وافقت على استئناف الرحلات الجوية مع كوريا الجنوبية.

وجاء هذا الاعلان بعد اجتماع الزعيم الكوري الشمالي كيم إيل يونغ مع رئيسة شركة هيونداي هيون جيونغ التي تنظم السياحة من الجنوب إلى الشمال وتدير منطقة كيسنج الصناعية داخل كوريا الشمالية.


وقد نجحت يونغ في اطلاق سراح عامل كان محتجزا في بيونجيانج منذ شهر مارس/ آذار بتهمة انتقاد النظام.

وفي بيان صحفي مشترك بين مجموعة هيونداي الكورية الجنوبية ولجنة السلام لكوريا وآسيا - باسيفيك من الجانب الكوري الشمالي التي تدير المشاريع المشتركة بين الكوريتين جاء إن "الجانبين اتفقا على تنفيذ مشروع لمّ شمل الأسر المشتتة بين الكوريتين في جبل كومكانغ في وقت لاحق هذا العام".
كما أشار البيان إلى اتفاق الجانبين على استئناف الرحلات السياحية إلى منطقة كيسونغ الحدودية وإعادة تشغيل المجمع الصناعي في المنطقة والسماح بعبور الخط العسكري الفاصل بين الكوريتين بشكل اعتيادي استنادا إلى بنود الاتفاق الموقع من قبل الجانبين في أكتوبر/ تشرين الأول 2007.


ويأتي الاتفاق الأخير على إعادة فتح الحدود ولقاء الرئيس الكوري الشمالي مع يونغ كخطوة جديدة للتقارب بين شطري الكوريتين وذلك في أعقاب استقبالكيم جونغ إيل للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مطلع الشهر الجاري. وتوجه كلينتون إلى كوريا الشمالية في محاولة ناجحة لضمان إطلاق الصحافيتين اللتين حكم عليهما في يونيو/حزيران الماضي بالأشغال الشاقة 12 سنة لاجتيازهما الحدود من دون تصريح.


ورأى المحللون في زيارة كلينتون، بعدا سياسيا، معتبرين أنها تخطت "التعبير عن نوايا حسنة". وأشار المحللون الى أن هذه الزيارة تفيد بتذويب الجليد بين بيونغ يانغ وواشنطن لا سيما بعد الوصول إلى حائط مسدود بشأن نزع السلاح النووي من النظام الكوري الشمالي، وبعد التجارب النووية التي قامت بها كوريا في 25 أيار/ مايوالماضي وأثارت استنكار مجلس الأمن، وبعد إطلاق صاروخين جديدين قصيري المدى في الرابع من تموز/ يوليو الماضي.


الى ذلك, دعا رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك إلى إجراء محادثات مع كوريا الشمالية بهدف تخليص شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، إضافة إلى إحداث تخفيضات في الأسلحة التقليدية. وعرض باك المساعدة في وضع نهاية لعزلة كوريا الشمالية، والمساهمة في ازدهارها في حال تخلت عن أسلحتها النووية.


اذا, هي محاولة ضغط جديدة, ببطليها الولايات المتحدة الاميركية وكوريا الجنوبية لخنق بيونغ يانغ للتسليم بإلغاء برنامجها النووي، بعدما انسحبت كوريا الشمالية من المحادثات السداسية بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية، في وقت جاءت زيارة كلينتون لتضفي نوعا من الهدوء بين بيونغ يانغ وواشنطن، لتطرح تغييرا في النظرة الاميركية في عهد الرئيس الاميركي باراك أوباما، عما كانت في عهد سابقيه .. ولا سيما جورج دبليو بوش


2009-08-17