ارشيف من :أخبار عالمية
القمة السورية الفرنسية تؤكد على اعتماد الحوار سبيلا وحيداً لحل الأزمات في المنطقة

تناولت مباحثات القمة السورية الفرنسية بين الرئيسين بشار الأسد ونيكولا ساركوزي التي عقدت في قصر الشعب مساء اليوم تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين بكافة المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية.
كما جرى بحث الأوضاع في الشرق الأوسط وخصوصاً في لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود الرامية لإحلال السلام في المنطقة بما في ذلك المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل بوساطة تركية.
وأكد الجانبان على ضرورة اعتماد الحوار سبيلاً وحيداً لحل الأزمات العالقة في منطقة الشرق الأوسط بما يحقق مصلحة سورية وفرنسا وكل الدول التي تسعى إلى إرساء الأمن والسلام والاستقرار.
كما تم التأكيد على أهمية تفعيل الدور الأوروبي عموماً والفرنسي بشكل خاص بهدف إيجاد حلول عادلة لمشكلات المنطقة.
وحضر المباحثات من الجانب السوري فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية ووليد المعلم وزير الخارجية والوزيرة الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية ومنصور عزام أمين رئاسة الجمهورية ولمياء شكور سفيرة سورية في باريس.
ومن الجانب الفرنسي برنار كوشنير وزير الخارجية وفيليب ماريني رئيس جمعية الصداقة الفرنسية العربية في مجلس الشيوخ وجيرار بابت رئيس جمعية الصداقة الفرنسية العربية في البرلمان وهيرفي دوشاريت رئيس الغرفة التجارية الفرنسية العربية ورئيس شركة توتال للنفط كريستوف ديماجوري وعدد من البرلمانيين والمستشارين والسفير الفرنسي بدمشق.
الأسد وساركوزي يعقدان مؤتمراً صحفياً
وفي ختام المباحثات عقد الرئيسان الأسد وساركوزي مؤتمراً صحفياً رحب في بدايته الرئيس الأسد بالرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية في دمشق مؤكداً أن فرنسا كان لها دائماً في الماضي والحاضر مكانة خاصة في العالم العربي.
وقال الرئيس الأسد: نحن اليوم مرتاحون في سورية للجهود التي يقوم بها الرئيس ساركوزي لتمتين العلاقات بين فرنسا والعالم العربي على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والحوار المستمر والمتواصل.
وأضاف الرئيس الأسد أن فرنسا بلد هام في أوروبا وهي ترأس الآن الاتحاد الأوروبي للأشهر القليلة المقبلة ونحن دائماً نادينا بدور أوروبي فاعل في قضايا الشرق الأوسط وإننا نشعر اليوم بالسعادة لعودة هذا الدور بعد غياب لعدة سنوات من خلال الديناميكية الجديدة للسياسة الفرنسية سواء في قضايا الشرق الأوسط أو في القضايا الأخرى في مناطق أخرى من العالم.
لا استقرار من دون سلام
وأوضح الرئيس الأسد أن المباحثات مع الرئيس ساركوزي كانت صريحة وبناءة وتحدثنا في قضايا كثيرة مطروحة على الساحة وخاصة قضايا الشرق الأوسط .. والمحور الأساسي لحديثنا اليوم كان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ولايمكن أن نتحدث عن الاستقرار من دون أن نتحدث عن السلام وبالتالي كان الحديث عن عملية السلام أو المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين سورية وإسرائيل في تركيا المحور الأساسي اليوم.
وقال الرئيس الأسد: قيمنا المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات والآفاق المستقبلية لهذه العملية والدور الفرنسي الذي تحدثنا عنه خلال زيارتي إلى باريس منذ شهرين تقريباً..كما تحدثنا أيضاً في موضوع الملف النووي الإيراني وفي قضايا ربما نتحدث فيها لاحقاً غداً في مؤتمر صحفي آخر وسيكون هناك لقاء رباعي غداً.
وأضاف الرئيس الأسد.. تحدثنا في العلاقات الثنائية بين فرنسا وسورية التي انطلقت بشكل كبير بعد زيارتي إلى باريس.. ويرافق الرئيس ساركوزي وفد اقتصادي سيلتقي بنظرائه في سورية ومع المسؤولين السوريين ليتم توقيع مذكرات تفاهم غداً.
زياراتنا المتبادلة أسست لعلاقة صداقة كانت موجودة دائماً واستعادت ألقها اليوم
وأكد الرئيس الأسد أن زيارته إلى باريس وزيارة الرئيس ساركوزي اليوم إلى دمشق عززت العلاقات السورية الفرنسية وخلقت جواً من الثقة بين البلدين وأسست لعلاقة صداقة كانت موجودة دائماً بين سورية وفرنسا ولكنها استعادت ألقها اليوم.
ساركوزي:الأسد وفي لتقاليد بلاده العريقة
من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: أود أن أتوجه بالشكر لسيادة الرئيس بشار الأسد الذي كان وفياً لتقاليد عريقة لبلاده.. وأشكر أيضاً الوزير برنار كوشنير الذي أتى منذ بضعة أيام للتحضير لهذه الزيارة.
وأضاف.. نحن مع الرئيس الأسد نبني علاقة خطوة فخطوة ونريد أن تكون علاقة ثقة.
وأشار الرئيس ساركوزي إلى أن الرئيس الأسد قد أعلن عن بعض القرارات وهو احترم هذه القرارات التي اتخذها وفرنسا كانت قد قطعت على نفسها عدداً من الالتزامات وهذه الزيارة كانت من التزاماتنا واليوم نحترم هذا الالتزام وهكذا نبني هذه العلاقة الجديدة بين البلدين بأن نفهم بعضنا بعضاً وألا نساوم وأن نبني الثقة.
نأمل أن يستمر هذا التطور الإيجابي وأن يتطور في المستقبل
وأوضح الرئيس ساركوزي أن الرئيس الأسد يعرف كم أن الرأي العام الفرنسي حريص على استقلال وسيادة لبنان .. وقال: يسعدني أن ألاحظ أن كل القرارات والالتزامات التي أعلن عنها في باريس قد نفذت وخاصة هذه القمة التاريخية التي انعقدت بين الرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية.. ونأمل أن يستمر هذا التطور الإيجابي وأن يتطور في المستقبل.
فرنسا تدعم بكل قواها المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل
وأكد الرئيس ساركوزي أن فرنسا تدعم بكل قواها المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية.. لافتاً إلى أن الأوضاع السياسية في إسرائيل لم تسمح بعقد الموعد الرابع من هذه المفاوضات.. ولكن من المهم جداً أن يكون اليوم قريباً حين تصبح هناك مناقشات مباشرة بين سورية وإسرائيل لتحقيق السلام.. وهو شيء مهم جداً للجميع مشيراً إلى أن فرنسا مستعدة لكي تكون عراباً من عرابي هذه العملية عندما يحين الوقت لذلك.
وقال الرئيس الفرنسي إن سورية يمكنها أن تلعب دوراً في القضية الايرانية أو الملف الايراني مكرراً موقف فرنسا بأنه يجب ألا تحصل ايران على السلاح النووي.. ولكن لها الحق مثل كل دول العالم في الحصول على الطاقة النووية المدنية.
وأضاف الرئيس ساركوزي .. على صعيد العلاقات الثنائية تحدثنا عن الملفات الاقتصادية وكذلك المواضيع المهمة التي تسمح لنا بأن نرتقي بالعلاقة الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية كما هي اليوم.
وقال .. كان نقاشنا صريحاً جداً ولم نترك أي موضوع إلا وتطرقنا إليه.. لقد تحدثنا عن كل المواضيع الدولية .. وكل المواضيع الأخرى التي نتفق أو نختلف عليها.