ارشيف من :أخبار عالمية

الانتخابات الرئاسية في أفغانستان بعد يومين وطالبان تجدد تهديداتها

الانتخابات الرئاسية في أفغانستان بعد يومين وطالبان تجدد تهديداتها

تقرير : ليلى سرعيني

انتهت التحضيرات الفعلية للانتخابات الرئاسية في أفغانستان، في خطوة هي الثانية من نوعها، تتيح للافغانيين انتخاب رئيسهم بالاقتراع "الديمقراطي على الطريقة الامريكية"، بعد أن أطاح الاحتلال الاجنبي نظام حركة طالبان عام 2001.
فبعد يومين فقط ستشهد أفغانستان إنتخابات رئاسية حامية يتنافس فيها, كل من الرئيس الحالي حميد قرضاي والمرشح عبدالله عبدالله ، وسط تهديدات حركة طالبان بعرقلة الانتخابات،وفي ظل الاحتلال الاميركي. لذا فان السؤال المطروح هو هل ان الكرسي الرئاسي ستراوح مكانها لقرضاي ؟ ام ان طالبان ستطيح بحتمية فوز من خططت له واشنطن ودول التحالف؟

يتوجه نحو 17 مليون ناخب أفغاني الى صناديق الاقتراع بعد غد الخميس 20 آب لاختيار رئيسهم ، فضلا عن اختيار 420 مسؤولاً في 34 ولاية في عملية ضخمة يخيم عليها انعدام الأمن ومصاعب لوجستية، في وقت يعزز فيه المرشحون للانتخابات والولايات جهودهم لإقناع الناخبين وسط توتر شديد تغذيه التهديدات بهجمات قد يشنها عناصر طالبان.

ويتوقع ان تجند افغانستان كافة مواردها الامنية لمحاولة حماية مراكز الاقتراع التي ستفتح ابوابها الخميس ، وذلك للتغلب على المخاوف من ضعف المشاركة في الانتخابات بسبب انعدام الامن ما من شأنه أن يعرض مشروعية الانتخابات للخطر.

هذا التخوف الامني جاء بعدما هددت حركة طالبان الانتخابات الرئاسية والمحلية الافغانية متوعدة بمهاجمة مكاتب التصويت وداعية المواطنين الى مقاطعة الاقتراع، وفي المقابل فقد جرى تخصيص نحو 200 ألف من قوات الامن الافغانية و100 الف من جنود الاحتلال الأمريكي وقوات حلف الاطلسي لتوفير الامن في هذه الانتخابات. كما انه سيجري ايضا نشر القوات الدولية على مشارف المناطق، حيث مراكز الاقتراع والقوات الافغانية في مواقع متقدمة بينما يتم نشر رجال الشرطة عند المراكز.

ورغم انتشار اعداد اضافية من الجنود الأمريكيين، لقمع هجمات طالبان ، يقول مسؤولو الانتخابات إن انعدام الامن قد يؤدي الى اغلاق 12% من مراكز الاقتراع البالغ عددها نحو 7000 مركز.

واعلنت حركة "طالبان" في بيان لها ان "الامارة الاسلامية تبلغ مرة جديدة مواطنيها بان عليهم جميعا الامتناع عن المشاركة في هذه العملية الخادعة التي ينظمها الاميركيون، بل ينبغي على العكس مقاطعتها". وأضافت "على جميع المجاهدين ان يشنوا عملياتهم ضد العدو وفق البرنامج الذي حدد لهم، لافشال هذه المؤامرة التي يدبرها اعداء الاسلام ضد البلد".

ووزعت الحركة يوم الاحد الماضي منشورات في قرى جنوب البلاد هددوا فيها للمرة الاولى بمهاجمة مكاتب الاقتراع في يوم الانتخابات. وقال متحدث باسمهم ان هذا التهديد يطاول البلد برمته محذرا من ان المتمردين سيكثفون عملياتهم حتى الخميس. وردد البيان اليوم انه "اذا ما اصيب اي كان جراء عمليات المجاهدين لانه شارك في الانتخابات، فان المسؤولية ستقع على عاتقه لان المجاهدين حذروا مرارا". واكد انه "باستثناء بعض المدن الكبرى وعواصم بعض الولايات.. سيكون من المستحيل اجراء الانتخابات".

وفي مؤشر يدل بشكل واضح على جدية طالبان في إعاقة العملية الانتخابية، والذي أعلنته في بيانها، أطلقت الحركة صواريخ سقطت على القصر الرئاسي ومقر قيادة الشرطة في العاصمة كابل دون أن توقع ضحايا. وتسبب الصاروخ الأول ببعض الأضرار المادية في المجمع الرئاسي الشديد التحصين في مركز العاصمة، في حين أصاب الثاني مقر قيادة الشرطة القريب، حسب المصدر ذاته.

من جهة ثانية, كشف استطلاع للرأي نشره معهد أمريكي الجمعة ان كرزاي سيفوز في الاقتراع بـ44% من الاصوات متقدماً على عبدالله عبدالله 26% ووزير التخطيط الاسبق رمضان بشاردوست 10% وأشرف غاني 6%.

كما كشفت صحيفة الاندبندنت الاميركية عن اتفاقية سرية لابقاء قرضاي في السلطة مشيرة الى أنه يحاول عقد صفقة سرية مع أحد منافسيه للتغلب على منافسه الأساسي في الانتخابات بشكل حاسم، وليتجنب نتائج متقاربة تؤدي الى وقوع الفوضى.
ويرى كاتب التقرير أن الانتخابات في أفغانستان تهدد بجر البلاد الى حرب طائفية "مما سيقوض الجهود الأمريكية والبريطانية لإرساء دعائم السلام في البلاد والتي تتعرض لضغوط كبيرة بسبب هجمات طالبان" حسب قول الصحيفة.

وينحدر كرزاي ومنافسه الرئيسي، عبدالله عبدالله، من منطقتين واثنيتين مختلفتين، ففي حين ينتمي كرزاي الى البشتون ينتمي عبدالله الى الطاجيك، وإذا لم يحقق أحدهما فوزا حاسما فإن هذا كفيل بإشعال فتيل الحرب الطائفية التي تشبه الحرب الأهلية التي اجتاحت البلاد في التسعينيات من القرن الماضي.
ويقول كاتب التقرير إن أنباء قد انتشرت عن سعي كرزاي الى عقد صفقة مع مرشح بشتوني آخر هو أشرف غاني من أجل عدم تشتت أصوات البشتون، ويقال انه وعده بمنصب مهم في حال فوزه.
ويحبذ الأمريكيون هذه الفكرة، حيث ربما تولى الأكاديمي غاني، الذي كان مرشحا لرئاسة البنك الدولي، رئاسة الحكومة الأفغانية ليجعلها بيد خبير قادر على تصريف شؤونها.ويقول مسؤولون في حملة كرزاي إن العرض قد قدم فعلا الى غاني، ولكن أعوان غاني يقولون ان ليس لديه نية للتخلي عن خوض الانتخابات.

وفي سياق آخر، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن الانتصار في أفغانستان لن يكون "سريعا" ولا "سهلا"، وأشار في حديثه الى أن "التمرد" في أفغانستان لم ينبثق بين ليلة وضحاها". وتابع "لذا لن نهزمه بين ليلة وضحاها. النصر لن يكون سهلاً".
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الحرب في أفغانستان تستحق خوضها. وأضاف أوباما "هذه الحرب لم نخترها وإنما كانت حربا ضرورية".
وتحدث أوباما عن أن هناك أسبابا تدعو إلى الاعتقاد بأن إستراتيجيته إزاء أفغانستان التي كشف عنها في وقت سابق تحقق نجاحا، قائلا إن الولايات المتحدة يجب أن تبقى ملتزمة بإشاعة الاستقرار في هذا البلد الذي تمزقه الحرب.

2009-08-18