ارشيف من :أخبار عالمية
قمة دمشق الرباعية تنجح في فك طوق العزلة عن سوريا وتراهن على دور كبير لها في ملفات المنطقة الحساسة
نجحت القمة الرباعية التي عقدت في دمشق اليوم في لفت الانظار سواء من حيث الاطراف المشاركة فيها وما تمثل او من حيث المواضيع التي طرحت على بساط البحث في قصر الشعب وحجمها على الصعيد الاقليمي والدولي .
القمة التي وصفتها احدى الصحف الصهيونية بانها انجاز عظيم للرئيس الاسد كونها ستعزز مكانة سوريا الإقليمية , كانت بحجم الحدث فعلا وخصوصا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان فرنسا هي تمثل الاتحاد الأوروبي كونها حاليا في سدة رئاسة الاتحاد في حين أن قطر رئيسة مجلس التعاون الخليجي بينما تلعب تركيا بدورها دورا بارزا في الوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا والعدو الصهيوني , دون ان ننسى حجم العلاقة التي تربط سوريا بايران .
في هذا الاطار جمعت القمة الرباعية كل الرئيس السوري بشار الاسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوغان والتي بحثت الاحداث على الساحتين الدولية والاقليمية وعملية السلام في الشرق الاوسط، والمفاوضات السورية – الاسرائيلية غير المباشرة فضلا عن الملف النووي الايراني والعلاقات اللبنانية - السورية.
الرئيس السوري وفي كلمته الافتتاحية للقمة أكد على أهمية اللقاء عارضا لما بحثه مع نظيرة الفرنسي ساركوزي ولاسيما عملية السلام والمفاوضات بين سوريا واسرائيل التي تلعب فيها تركيا دور الوسيط المباشر في مفاوضات غير مباشرة، مشيرا الى انها هناك جولة خامسة وحاسمة ستحدد مسار المفاوضات، وأن البحث جار عن ورقة مبادئ عامة لعملية السلام واساسا للمفاوضات المباشرة، اضاف الرئيس الاسد :" هناك نقاط طرحت من قبل اسرائيل وان هناك خط الانسحاب الذي طرحته سوريا، وهناك ست نقاط وتم اعطاء النقاط للجانب التركي كوديعة، وعندما تقوم اسرائيل باعطاء النقاط من قبلها للجانب التركي يكون ردنا مودعا لدى الجانب التركي وننتقل مباشرة الى المفاوضات المابشرة بعد ان تكون هناك ادارة اميركية جديدة مقتنعة بعملية السلام، وهنا نحن نتحدث عن دور اميركي ضروري في عملية السلام". الرئيس السوري اعتبر أن المسار الفلسطيني حيوي بالنسبة للمسار السوري، متمنيا على المجتمعين دعم لمسار الفلسطيني كي يكون داعم وليس معرقل للمسار السوري.
وفي الشأن اللبناني اعتبرالاسد ان الوضع ما زال هشا مبديا قلقه مما يحصل في شمال لبنان لافتا الى "أن أي شيء ايجابي يتحقق في لبنان لا قيمة له من دون حل قضية التطرف" وقال ان القوى السلفية التي تتحرك في شمال لبنان تحظى بدعم من بعض الدول. الرئيس السوري اثنى على اتفاق الدوحة الذي ابعد شبح الحرب عن لبنان، واشار الى أنه خلال زيارة الرئيس سليمان تم اعلان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كما سيتم تعيين سفراء بين سوريا ولبنان نهاية العام بشكل تقريبي.
الرئيس السوري نبه من مسألتين في العراق من شأنهما تفجير الاوضاع وهما مشكلتا كركوك والفيدرالية، قائلا إن "كركوك سيكون الموضوع الذي سيفجر الوضع بين العرب والاكراد" و"الفيدرالية ستكون المشكلة التي تفجر الوضع بين السنة والشيعة والعرب والاكراد"، مؤكدا ان الحل يكون من خلال حوار وطني ينتج دستور ومؤسسات وعندها يكون حل، وايضا بدعم العملية السياسية وبالتعاون مع دول الجوار. كما دعا الرئيس السوري الى حل مسألة الملف النووي الايراني بطريقة سلمية.
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعلن ان اوروبا "ممتنة" لتركيا على الوساطة التي تقوم بها في المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا.
وقال ساركوزي "اود ان اعبر كما قلت للرئيس الاسد عن مدى دعم فرنسا لجهود الدبلوماسية التركية في المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا". واعتبر ان "الاتراك قاموا بعمل ملفت ينبغي ان يفضي الى مفاوضات مباشرة، واوروبا برمتها ممتنة لتركيا على هذا العمل الذي تقوم به". وتابع "قلت للرئيس الاسد انه اذا وافق الاسرائيليون على المبادئ وبدات المفاوضات المباشرة. فإن فرنسا بالطبع مستعدة لمساعدة هذه المفاوضات المباشرة بالسبل الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، لانه سيتوجب في مرحلة ما اتخاذ قرارات عملية لاحلال الثقة بين الطرفين".
وقال انه "ليس ضربا من الجنون معالجة كل نزاعات المنطقة دفعة واحدة. بل اعتقد على العكس انه امر حكيم لان جميع نزاعات المنطقة مترابطة". وتابع "من الخطأ ترك احدها جانبا" موضحا ان "هناك كمية من المصالح المشتركة الى حد يلزم بالتقدم على جميع الجبهات في آن بشكل طموح". وتساءل "ما هي المجازفة التي نقوم بها ليس هناك مجازفة اطلاقا لان المجازفة من خلال اختيار السلام تكون على الدوام اقل كلفة من المجازفة باختيار الحرب".
وفي ختام القمة عقد الأسد وساركوزي والشيخ حمد وأردوغان مؤتمرا صحفيا مشتركا اعتبر الاسد خلاله أن هناك تغيرات كبيرة حصلت في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم في هذه الفترة اي في الشهرين الاخيرين.. وقال هناك تفاعل مستمر بين الشرق الاوسط والقضايا الاخرى في العالم بشكل سلبي او بشكل ايجابي.. فمشكلة الشرق الاوسط تؤثر على العالم وتؤثر على المناطق المشتعلة في العالم والعكس ايضا صحيح كلما ازدادت هذه المناطق المشتعلة ازداد الوضع سوءا في الشرق الاوسط.. ولكن الموضوع الاساسي الذي اردنا ان نجتمع من اجله هو الاستقرار.. والاستقرار يعني الحديث عن السلام .
وقال الرئيس الاسد ان سمو الامير الشيخ حمد من المهتمين والداعمين بشكل مستمر ومعه دولة قطر لعملية السلام ربما هم يلعبون هذا الدور بعيدا عن الاضواء وبصمت والرئيس ساركوزي متحمس جدا لان يكون لفرنسا دور ولاوروبا دور فاعل في عملية السلام..
واكد الأسد ان لبنان كان جزءا اساسيا من الحديث اليوم وقال نحن مرتاحون للخطوات الايجابية التي تمت في لبنان خاصة بعد مؤتمر الدوحة فدولة قطر تمكنت بجهود حثيثة من ان تبعد شبح الحرب عن لبنان في هذا المؤتمر وتعيد الامور الى نصابها الصحيح.. وهناك خطوات مازالت منتظرة من اللبنانيين وفي مقدمتها الحوار الذي سيحل او يفترض ان يحل المشاكل الاساسية العالقة ..ايضا الخطوات الايجابية التي تمت كان جزء اساسي منها متعلقا بزيارة الرئيس ميشال سليمان الى سورية حيث تم الاتفاق على بدء العلاقات الثنائية.. والان الخطوات القانونية في هذا الاطار تسير قدما وسيكون في يوم من الايام بعد ان تنتهي هذه الخطوات سفراء بين البلدين. ولفت الرئيس الاسد الى انه في هذا الاطار هناك اجماع على دعم الرئيس ميشال سليمان لكي يرعى كل هذه العملية التي بدات مع انتخابه ومازالت مستمرة وصولا الى الانتخابات انتهاء بكل القرارت التي يقرها المتحاورون في لبنان عندما تنتهي عملية الحوار.
وقال الأسد تحدثنا عن الموضوع النووي الإيراني ووجهة نظرنا دائما الحل بطرق سلمية.. وتحدثنا عن ضرورة حل هذا الموضوع بالطرق السلمية .
واضاف تحدثنا عن موضوع القوقاز، وهنا أريد أن أؤكد بأن موضوع القوقاز ليس منفصلا كثيرا عن الشرق الأوسط كمنطقة مشتعلة، إذا كانت هناك نار في مكان ما وكانت هناك نار في مكان آخر فسيكون لدينا نار ثالثة بديلة اكبر بكثير من النارين.. لذلك نحن قلقون من عودة الحرب الباردة كما يتخيل البعض لانها ستكون اسوأ مما سبقها في القرن العشرين وستكون منطقتنا اي الشرق الاوسط ساحة من ساحاتها.
وقال الرئيس الأسد لا نريد ساحة لصراع دولي مرة أخرى وفي هذا الإطار نحن ندعم المبادرة التي قام بها الرئيس ساركوزي من خلال علاقته المباشرة مع الرئيس الروسي ميدفيديف ونتمنى ان تثمر عن تحقيق الهدوء وعودة السلام إلى منطقة القوقاز.. كما ندعم المبادرة التي قامت بها تركيا والمتعلقة بحوار بين دول القوقاز.
وأضاف الأسد كان موضوع دارفور من النقاط المهمة وكانت هناك رغبة منا جميعا بان نرى حلا لهذه المشكلة بشكل قريب وهناك نقاط معينة تم اقتراحها ستتم متابعتها بين وزراء الخارجية لكي يكون هناك حوار مع الحكومة السودانية بناء على الاتصالات التي تمت معهم ومع عدد من الدول العربية المهتمة ومع الاتحاد الافريقي ومع جامعة الدول العربية.
من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رداًَ على سؤال حول إمكانية تحقيق السلام في ضوء الازمات السياسية المتتالية في إسرائيل إن فرنسا تعتمد قبل كل شيء على الاستقرار والسلام ونحن نتواجد اليوم مع سمو أمير دولة قطر الذي لعبت بلاده دورا بشأن لبنان وعملية السلام وفرنسا صديقة لقطر وتعمل معها.. ونحن سعداء بالنجاح الذي ازال الاستعصاء السياسي الذي كان حاصلاً في لبنان. وقال إن السياسة الحذرة هى التى يمكن أن تخمد نار الفتن في الشرق الأوسط..وأضاف ساركوزي نحن بحاجة إلى سورية في لبنان ومع إيران.. والولايات المتحدة الأمريكية تعرف الدور الكبير الذي تقوم به سورية في هذا الإطار ونحن نتكلم بهذا الموضوع.. وفرنسا تلعب دوراً لكي تفتتح عصر السياسة المنفتحة مع سورية. وحول الملف النووى الإيراني أوضح ساركوزي أن فرنسا وسورية لديهما وجهتا نظر قد تكون متقاربة أو متباعدة تجاه ذلك ويمكن لسورية أن يكون لها تأثير في هذا الموضوع.
من جهته قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رداً على سؤال حول التحرك باتجاه إيران ورأي دول الخليج في العلاقة معها: نرفض ونعمل على تجنيب منطقتنا أي صراع مع إيران يحاولون زج دول مجلس التعاون الخليجي فيه. مضيفاً إنه بحكم رئاستنا للمجلس تتركز محاولاتنا في الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهار والتعاون الاقتصادي في منطقتنا. وأشار الشيخ حمد إلى أنه لاتوجد دولة خليجية لديها مشكلة مع إيران عدا الإمارات حول الجزر الثلاث علماً أن أقوى علاقات اقتصادية بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران هي بين الإمارات وإيران.
بدوره قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رداً على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة السورية الإسرائيلية: إن سورية والرئيس الأسد أدوا مواقف كانت بالفعل بناءة ونحن سعداء جداً على ماحصلنا عليه من نتائج واستمرار هذه المفاوضات حتى لو كانت غير مباشرة..ونحن على ثقة تامة بأننا سنحصل على ثمار هذه الجولات وسنستمر بها. وأضاف أردوغان: إن أربع مراحل تمت والتطورات التي حدثت على الساحة الإسرائيلية أدت إلى تأخير المرحلة الخامسة مشيراً إلى أن العملية ستستمر في هذه المرحلة.
القمة التي وصفتها احدى الصحف الصهيونية بانها انجاز عظيم للرئيس الاسد كونها ستعزز مكانة سوريا الإقليمية , كانت بحجم الحدث فعلا وخصوصا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان فرنسا هي تمثل الاتحاد الأوروبي كونها حاليا في سدة رئاسة الاتحاد في حين أن قطر رئيسة مجلس التعاون الخليجي بينما تلعب تركيا بدورها دورا بارزا في الوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا والعدو الصهيوني , دون ان ننسى حجم العلاقة التي تربط سوريا بايران .
في هذا الاطار جمعت القمة الرباعية كل الرئيس السوري بشار الاسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب الطيب اردوغان والتي بحثت الاحداث على الساحتين الدولية والاقليمية وعملية السلام في الشرق الاوسط، والمفاوضات السورية – الاسرائيلية غير المباشرة فضلا عن الملف النووي الايراني والعلاقات اللبنانية - السورية.
الرئيس السوري وفي كلمته الافتتاحية للقمة أكد على أهمية اللقاء عارضا لما بحثه مع نظيرة الفرنسي ساركوزي ولاسيما عملية السلام والمفاوضات بين سوريا واسرائيل التي تلعب فيها تركيا دور الوسيط المباشر في مفاوضات غير مباشرة، مشيرا الى انها هناك جولة خامسة وحاسمة ستحدد مسار المفاوضات، وأن البحث جار عن ورقة مبادئ عامة لعملية السلام واساسا للمفاوضات المباشرة، اضاف الرئيس الاسد :" هناك نقاط طرحت من قبل اسرائيل وان هناك خط الانسحاب الذي طرحته سوريا، وهناك ست نقاط وتم اعطاء النقاط للجانب التركي كوديعة، وعندما تقوم اسرائيل باعطاء النقاط من قبلها للجانب التركي يكون ردنا مودعا لدى الجانب التركي وننتقل مباشرة الى المفاوضات المابشرة بعد ان تكون هناك ادارة اميركية جديدة مقتنعة بعملية السلام، وهنا نحن نتحدث عن دور اميركي ضروري في عملية السلام". الرئيس السوري اعتبر أن المسار الفلسطيني حيوي بالنسبة للمسار السوري، متمنيا على المجتمعين دعم لمسار الفلسطيني كي يكون داعم وليس معرقل للمسار السوري.
وفي الشأن اللبناني اعتبرالاسد ان الوضع ما زال هشا مبديا قلقه مما يحصل في شمال لبنان لافتا الى "أن أي شيء ايجابي يتحقق في لبنان لا قيمة له من دون حل قضية التطرف" وقال ان القوى السلفية التي تتحرك في شمال لبنان تحظى بدعم من بعض الدول. الرئيس السوري اثنى على اتفاق الدوحة الذي ابعد شبح الحرب عن لبنان، واشار الى أنه خلال زيارة الرئيس سليمان تم اعلان العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كما سيتم تعيين سفراء بين سوريا ولبنان نهاية العام بشكل تقريبي.
الرئيس السوري نبه من مسألتين في العراق من شأنهما تفجير الاوضاع وهما مشكلتا كركوك والفيدرالية، قائلا إن "كركوك سيكون الموضوع الذي سيفجر الوضع بين العرب والاكراد" و"الفيدرالية ستكون المشكلة التي تفجر الوضع بين السنة والشيعة والعرب والاكراد"، مؤكدا ان الحل يكون من خلال حوار وطني ينتج دستور ومؤسسات وعندها يكون حل، وايضا بدعم العملية السياسية وبالتعاون مع دول الجوار. كما دعا الرئيس السوري الى حل مسألة الملف النووي الايراني بطريقة سلمية.
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعلن ان اوروبا "ممتنة" لتركيا على الوساطة التي تقوم بها في المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا.
وقال ساركوزي "اود ان اعبر كما قلت للرئيس الاسد عن مدى دعم فرنسا لجهود الدبلوماسية التركية في المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا". واعتبر ان "الاتراك قاموا بعمل ملفت ينبغي ان يفضي الى مفاوضات مباشرة، واوروبا برمتها ممتنة لتركيا على هذا العمل الذي تقوم به". وتابع "قلت للرئيس الاسد انه اذا وافق الاسرائيليون على المبادئ وبدات المفاوضات المباشرة. فإن فرنسا بالطبع مستعدة لمساعدة هذه المفاوضات المباشرة بالسبل الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، لانه سيتوجب في مرحلة ما اتخاذ قرارات عملية لاحلال الثقة بين الطرفين".
وقال انه "ليس ضربا من الجنون معالجة كل نزاعات المنطقة دفعة واحدة. بل اعتقد على العكس انه امر حكيم لان جميع نزاعات المنطقة مترابطة". وتابع "من الخطأ ترك احدها جانبا" موضحا ان "هناك كمية من المصالح المشتركة الى حد يلزم بالتقدم على جميع الجبهات في آن بشكل طموح". وتساءل "ما هي المجازفة التي نقوم بها ليس هناك مجازفة اطلاقا لان المجازفة من خلال اختيار السلام تكون على الدوام اقل كلفة من المجازفة باختيار الحرب".
وفي ختام القمة عقد الأسد وساركوزي والشيخ حمد وأردوغان مؤتمرا صحفيا مشتركا اعتبر الاسد خلاله أن هناك تغيرات كبيرة حصلت في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم في هذه الفترة اي في الشهرين الاخيرين.. وقال هناك تفاعل مستمر بين الشرق الاوسط والقضايا الاخرى في العالم بشكل سلبي او بشكل ايجابي.. فمشكلة الشرق الاوسط تؤثر على العالم وتؤثر على المناطق المشتعلة في العالم والعكس ايضا صحيح كلما ازدادت هذه المناطق المشتعلة ازداد الوضع سوءا في الشرق الاوسط.. ولكن الموضوع الاساسي الذي اردنا ان نجتمع من اجله هو الاستقرار.. والاستقرار يعني الحديث عن السلام .
وقال الرئيس الاسد ان سمو الامير الشيخ حمد من المهتمين والداعمين بشكل مستمر ومعه دولة قطر لعملية السلام ربما هم يلعبون هذا الدور بعيدا عن الاضواء وبصمت والرئيس ساركوزي متحمس جدا لان يكون لفرنسا دور ولاوروبا دور فاعل في عملية السلام..
واكد الأسد ان لبنان كان جزءا اساسيا من الحديث اليوم وقال نحن مرتاحون للخطوات الايجابية التي تمت في لبنان خاصة بعد مؤتمر الدوحة فدولة قطر تمكنت بجهود حثيثة من ان تبعد شبح الحرب عن لبنان في هذا المؤتمر وتعيد الامور الى نصابها الصحيح.. وهناك خطوات مازالت منتظرة من اللبنانيين وفي مقدمتها الحوار الذي سيحل او يفترض ان يحل المشاكل الاساسية العالقة ..ايضا الخطوات الايجابية التي تمت كان جزء اساسي منها متعلقا بزيارة الرئيس ميشال سليمان الى سورية حيث تم الاتفاق على بدء العلاقات الثنائية.. والان الخطوات القانونية في هذا الاطار تسير قدما وسيكون في يوم من الايام بعد ان تنتهي هذه الخطوات سفراء بين البلدين. ولفت الرئيس الاسد الى انه في هذا الاطار هناك اجماع على دعم الرئيس ميشال سليمان لكي يرعى كل هذه العملية التي بدات مع انتخابه ومازالت مستمرة وصولا الى الانتخابات انتهاء بكل القرارت التي يقرها المتحاورون في لبنان عندما تنتهي عملية الحوار.
وقال الأسد تحدثنا عن الموضوع النووي الإيراني ووجهة نظرنا دائما الحل بطرق سلمية.. وتحدثنا عن ضرورة حل هذا الموضوع بالطرق السلمية .
واضاف تحدثنا عن موضوع القوقاز، وهنا أريد أن أؤكد بأن موضوع القوقاز ليس منفصلا كثيرا عن الشرق الأوسط كمنطقة مشتعلة، إذا كانت هناك نار في مكان ما وكانت هناك نار في مكان آخر فسيكون لدينا نار ثالثة بديلة اكبر بكثير من النارين.. لذلك نحن قلقون من عودة الحرب الباردة كما يتخيل البعض لانها ستكون اسوأ مما سبقها في القرن العشرين وستكون منطقتنا اي الشرق الاوسط ساحة من ساحاتها.
وقال الرئيس الأسد لا نريد ساحة لصراع دولي مرة أخرى وفي هذا الإطار نحن ندعم المبادرة التي قام بها الرئيس ساركوزي من خلال علاقته المباشرة مع الرئيس الروسي ميدفيديف ونتمنى ان تثمر عن تحقيق الهدوء وعودة السلام إلى منطقة القوقاز.. كما ندعم المبادرة التي قامت بها تركيا والمتعلقة بحوار بين دول القوقاز.
وأضاف الأسد كان موضوع دارفور من النقاط المهمة وكانت هناك رغبة منا جميعا بان نرى حلا لهذه المشكلة بشكل قريب وهناك نقاط معينة تم اقتراحها ستتم متابعتها بين وزراء الخارجية لكي يكون هناك حوار مع الحكومة السودانية بناء على الاتصالات التي تمت معهم ومع عدد من الدول العربية المهتمة ومع الاتحاد الافريقي ومع جامعة الدول العربية.
من جهته قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رداًَ على سؤال حول إمكانية تحقيق السلام في ضوء الازمات السياسية المتتالية في إسرائيل إن فرنسا تعتمد قبل كل شيء على الاستقرار والسلام ونحن نتواجد اليوم مع سمو أمير دولة قطر الذي لعبت بلاده دورا بشأن لبنان وعملية السلام وفرنسا صديقة لقطر وتعمل معها.. ونحن سعداء بالنجاح الذي ازال الاستعصاء السياسي الذي كان حاصلاً في لبنان. وقال إن السياسة الحذرة هى التى يمكن أن تخمد نار الفتن في الشرق الأوسط..وأضاف ساركوزي نحن بحاجة إلى سورية في لبنان ومع إيران.. والولايات المتحدة الأمريكية تعرف الدور الكبير الذي تقوم به سورية في هذا الإطار ونحن نتكلم بهذا الموضوع.. وفرنسا تلعب دوراً لكي تفتتح عصر السياسة المنفتحة مع سورية. وحول الملف النووى الإيراني أوضح ساركوزي أن فرنسا وسورية لديهما وجهتا نظر قد تكون متقاربة أو متباعدة تجاه ذلك ويمكن لسورية أن يكون لها تأثير في هذا الموضوع.
من جهته قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رداً على سؤال حول التحرك باتجاه إيران ورأي دول الخليج في العلاقة معها: نرفض ونعمل على تجنيب منطقتنا أي صراع مع إيران يحاولون زج دول مجلس التعاون الخليجي فيه. مضيفاً إنه بحكم رئاستنا للمجلس تتركز محاولاتنا في الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهار والتعاون الاقتصادي في منطقتنا. وأشار الشيخ حمد إلى أنه لاتوجد دولة خليجية لديها مشكلة مع إيران عدا الإمارات حول الجزر الثلاث علماً أن أقوى علاقات اقتصادية بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران هي بين الإمارات وإيران.
بدوره قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رداً على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة السورية الإسرائيلية: إن سورية والرئيس الأسد أدوا مواقف كانت بالفعل بناءة ونحن سعداء جداً على ماحصلنا عليه من نتائج واستمرار هذه المفاوضات حتى لو كانت غير مباشرة..ونحن على ثقة تامة بأننا سنحصل على ثمار هذه الجولات وسنستمر بها. وأضاف أردوغان: إن أربع مراحل تمت والتطورات التي حدثت على الساحة الإسرائيلية أدت إلى تأخير المرحلة الخامسة مشيراً إلى أن العملية ستستمر في هذه المرحلة.