ارشيف من :أخبار لبنانية

موقعة انصارية: احد عشر عاما ولغز مستمر..

موقعة انصارية: احد عشر عاما ولغز مستمر..

كتب هلال السلمان 
كان الاحتلال الصهيوني في الجنوب يتلقى خلال العام سبعة وتسعين الضربات القاسية على ايدي مجاهدي المقاومة الاسلامية فيما يداه مكبلتان بتفاهم نيسان الذي جرى التوصل اليه عام ستة وتسعين والذي جنب المدنيين على الجانبين اللبناني والصهيوني من الاستهداف، وكان ان لجأت قيادة العدو الى خيار الضربات الامنية  فحددت هدفا اعتبرته هدفا كبيرا للمقاومة في بلدة انصارية الجنوبية وبالفعل كانت تلك البلدة الجنوبية على ساحل الزهراني على موعد ليل الخامس من ايلول عام سبعة وتسعين مع تسلل وحدة كوماندوس صهيونية من نخبة النخبة في جيش العدو يطلق عليها اسم (الشيطط) للنيل من هذا الهدف / وما ان صعدت القوة من شاطيء البحر الذي تسسلت عبره وسلكت  خط سير لها بين البساتين حتى وقعت في كمين محكم كان قد نصبه لها مجاهدو المقاومة الاسلامية حيث فجروا بقوة الكوماندوس شبكة من العبوات الناسفة الشديدة الانفجار ما ادى الى مقتل وجرح معظم افراد القوة وانقضوا باسلحتهم الرشاشة والصاروخية على باقي افراد القوة وحولوا جنودها الى اشلاء / وقد وصف رئيس حكومة العدو انذاك بنيامين نتنياهو ما جرى بأنه اسوأ ما رآه في حياته.

وفي هذا الكمين المحكم قتل خمسة من ضباط العدو هم (مقدم ورائد وثلاثة نقباء) اضافة الى ستة رتباء، وفي اليوم التالي كان الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله يعقد مؤتمرا صحافيا يعلن فيه تحقيق انتصار جديد ضد العدو ويكشف  عن اشلاء للجنود الصهاينة سحبها المجاهدون من ارض المعركة وعن استعداد المقاومة لمبادلتها باسرى لبنانيين في سجون العدو/ كما عرضت المقاومة الاسلامية كميات كبيرة من العتاد والاسلحة التي غنمها المجاهدون / ورغم ان العدو تكبد خسائر بشرية فادحة في هذا الكمين المحكم ورضخ لاحقا لمطالب المقاومة واجرى عملية تبادل بالاشلاء مقابل اطلاق اسرى فان ما حير قيادته العسكرية والامنية والسياسية هو كيف علمت المقاومة مسبقا بعملية الكوماندوس حيث كان المجاهدون بانتظار القوة المعادية  وزرعوا لها العبوات على خط سيرها وقد بقي هذا الامر لغزا دون اجابة حتى الان  حيث عجز العدو عن فك رموزه واحتفظت المقاومة لنفسها بعدم الاعلان عنه .

وبالخلاصة  فان كمين انصارية شكل انتكاسة كبرى لجيش الاحتلال على ارض الجنوب وكان من احد الأسباب التي مهدت لدحر الاحتلال عن الجنوب عام الفين.


  


2008-09-04