ارشيف من :أخبار عالمية
خاص "الانتقاد.نت" : مبارك في العاصمة الأميركية: ملفات مفتوحة.. وقضية التوريث أبرزها
القاهرة ـ "الانتقاد.نت"
بعد أكثر من خمس سنوات، يعاود الرئيس المصري حسني مبارك زياراته للولايات المتحدة التي توقفت إثر الأزمات المتكررة التي انتابت العلاقات بين البلدين إبان إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.
وتعتبر هذا اللقاء الثالث بين الرئيسين مبارك وأوباما على مدى ثلاثة شهور متتالية حيث كان اللقاء الأول في القاهرة، حينما ألقى أوباما خطابه الذي وجهه إلى العالم الإسلامي في حزيران/ يونيو الماضي، ثم في إيطاليا أثناء انعقاد قمة الثماني بمدينة لاكويلا في شهر تموز/ يوليو الماضي؛ في حين تأجلت هذه الزيارة منذ شهر أيار/ مايو الماضي بسبب وفاة حفيد الرئيس مبارك.
وفي الوقت الذي استبعد فيه تقرير واشنطن الأمريكي مناقشة قضية توريث الحكم في مصر خلال زيارة الرئيس مبارك الحالية للولايات المتحدة، مؤكدا أن التركيز الأقوى خلال الزيارة سيكون على الملفات الإقليمية مع (إهمال) العديد من الملفات المحلية الأخرى، كدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي وافقت الإدارة الأمريكية على عدم الحديث عنها؛ فإن تكهنات الشارع المصري ممثلا بنخبته السياسية تتفق جميعا على عكس ذلك؛ حيث تتفق النخبة على أن مبارك يحمل في حقيبته موضوع توريث الحكم لنجله، ووصلت التأكيدات على أن تلك الزيارة لتمرير التوريث إلى موافقة مبارك على إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في البحر الأحمر مقابل التوريث.
وأفادت مصادر مطلعة انه ستتم مناقشة العديد من الملفات أهمها عملية السلام في الشرق الأوسط، والتطبيع مع الكيان الصهيوني؛ حيث كشفت هذه المصادر أن السعودية لا تمانع في التطبيع شرط إقامة دولة فلسطينية، كما تحدثت بعض المصادر عن البحث باتفاق أمريكي سوداني لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية جنوب البحر الأحمر مقابل تغاضي الإدارة الأمريكية عن الاتهامات الموجهة للبشير، وإغلاق ملف دار فور.
وفي ظل ازدحام أجندة الزيارة، سيتم التركيز على مناقشة العديد من الملفات الإقليمية، بداية من الصراع العربي الإسرائيلي، والوضع الفلسطيني الداخلي، وصولاً إلى الملفين العراقي والإيراني.
وسيلتقي مبارك في البداية عددًا من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، منهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومدير أجهزة المخابرات الوطنية الأدميرال دينيس بلير، ومستشار الأمن القومي جيمس جونز ونخبة من الشخصيات السياسية التي تولت مناصب هامة في الإدارات السابقة، وبعض الشخصيات من أعضاء مجلس النواب والشيوخ السابقين وجميعهم لا يزالون على صلة وثيقة بأجهزة صنع القرار، كما يشمل اللقاء بعض السفراء الأمريكيين السابقين في مصر، كما يلتقي مبارك بعدد من قيادات المنظمات اليهودية الأمريكية، كذلك سيلتقي رام ايمانويل رئيس طاقم العاملين بالبيت الأبيض، وهو احد الأصوات المتشددة ضد مصر.
ويحمل هؤلاء عدة ملفات مؤثرة وساخنة أهمها ملف الأقباط، وملف تصدير الغاز للكيان الصهيوني، وضبط الحدود المصرية مع قطاع غزة. كذلك فإن ملفي إيران النووي والأمن الإقليمي سيكونان أيضا على رأس القضايا التي سيبحثها الرئيس حسنى مبارك مع نظيره الأمريكي باراك أوباما في واشنطن.
كما يُعد موضوع المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها واشنطن للقاهرة بعد أن تعرضت المعونة الاقتصادية ابتداء من 2007 للتخفيض إثر اتهام إدارة بوش للقاهرة بعدم الالتزام بواجبها بالنسبة للحريات والديمقراطية من ابرز ملفات المناقشة؛ أيضا هناك مخطط واشنطن لإقامة مظلة دفاع أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها لتايلاند في تموز/ يوليو الماضي أن الولايات المتحدة مستعدة لتعزيز دفاعات شركائها الإقليميين للتصدي لخطر الملف النووي الإيراني، مشيرة إلى أن على إيران أن تفهم أنها لن تكون أكثر آمانا إن نشرت الولايات المتحدة مظلة دفاعية في المنطقة.
وفي الوقت الذي استأجرت فيه السفارة المصرية الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض، استأجر أقباط المهجر حديقة البيت الأبيض للقيام بمظاهرة أثناء تواجد الرئيس المصري فيه.
ويُعد الملف القبطي وملف الأقليات من أهم الملفات المؤثرة في العلاقات المصرية الأمريكية، وتحاول الكنيسة امتصاص غضب أقباط المهجر لمنع إحراج الرئيس أثناء وجوده في أمريكا، إلا إن هذه المحاولة باءت بالفشل؛ حيث أصر أقباط المهجر على التظاهر ورفع اللافتات التي تندد بما يسمونه "اضطهاد الأقباط".
وتؤكد مصادر كنسية أن الكنيسة تستخدم أقباط المهجر للحصول على مكاسب منها قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، وقانون دور العبادة الموحد، وتقديم الأطراف المسلمة المتسببة في الفتن الطائفية إلى محاكم الجنايات، وغيرها من المطالب القبطية.
ولم يعد ملف الأقليات قاصرًا على الأقباط فقط؛ حيث انضم إليه ملفات البهائيين والشيعة والنوبيين التي أضافها الجانب الأمريكي ليقض مضجع الجانب المصري.
وعودة إلى تقرير واشنطن.. حيث نبه التقرير إلى أن تحسن العلاقات بين القاهرة وواشنطن محكوم بتوازنات القوى الأمريكية، موضحا أنه قد يشوبها من حين لآخر بعض حالات التوتر، "نظرا لأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وأن صناعة القرار الأمريكي تتسم بالتعقيد والتشابك لتداخل عديد من المؤسسات والأجهزة والوكالات، لاسيما الكونجرس الأمريكي"، لافتا إلى أن مصر فقدت كثيرا من مؤيديها فيه.
وأكد التقرير أن واشنطن والقاهرة صارتا على "وشك التقارب" مع تولي إدارة جديدة زمام الأمور، موضحا أن هذا التقارب بدأه الطرف المصري بالإفراج عن أيمن نور، وإسقاط التهم ضد الدكتور سعد الدين إبراهيم.
ومن جانبها.. صرحت مارجريت سكوبى سفيرة الولايات المتحدة لدى مصر بأن زيارة مبارك للولايات المتحدة تأتي في توقيت بالغ الأهمية لدعم العلاقات بين البلدين وإجراء مزيد من المباحثات بين الرئيسين مبارك وباراك أوباما حول القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة.
وقالت سكوبى: "إن الزيارة تعد فرصة طيبة لتكريم الرئيس مبارك ردًا على الحفاوة البالغة التي حظى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته لمصر في الرابع من حزيران/ يونيو الماضي".
وأضافت أن كِلا البلدين يتمتعان بعلاقات إستراتيجية قوية منذ 30 عامًا تعتمد على الصداقة والشراكة وتقوم على أساس تقاسم مزايا تقدير السلام والمفاوضات كطريق لحل النزاعات.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018