ارشيف من :أخبار عالمية

اربعاء دموي في العراق: 650 قتيلا وجريحا في سلسلة تفجيرات انتحارية تهز بغداد

اربعاء دموي في العراق: 650 قتيلا وجريحا في سلسلة تفجيرات انتحارية تهز بغداد
 سادت حالة من الارباك والخوف العاصمة العراقية بغداد بعد سلسلة الانفجارات العنيفة التي هزت أحياءها في اوقات متقاربة وخلفت أكثر من 650 قتيلا وجريحاً في أعنف موجة للعنف تجتاح المدينة منذ اكثر من عام . وتصاعدت سحب دخان كثيفة في سمائها وسط دوي أبواق سيارات الاسعاف وفرق الاطفاء فضلا عن اصوات سيارت الجيش والشرطة العراقية.

وهذه التفجيرات هي الاعنف في بغداد منذ البدء بتطبيق عملية انسحاب قوات الإحتلال الأميركي من المدن والقصبات في 30 حزيران (يونيو) الماضي وفق ترتيبات اتفاقية انسحاب قوات الإحتلال من العراق في موعد اقصاه نهاية عام 2011.

واستهدف اثنان من الهجمات وزارتي الخارجية والمالية في بغداد واتهمت السلطات العراقية تحالف "القاعدة" والبعثيين بالوقوف ورائها.

كما افادت مصادر طبية عراقية واخرى امنية ان "عدد ضحايا سلسلة التفجيرات بلغت 95قتيلا و310 جرحى اخرين".

وأتت هذه الانفجارات في مناطق تشهد اجراءات أمنية مكثقة وانتشارا واسعا ونقاط تفيش لقوات الجيش والشرطة فضلا عن دوريات راجلة للاجهزة الامنية.

وحمل الرئيس العراقي جلال الطالباني ما سماهم بـ"المجرمين من تنظيم القاعدة والصداميين" مسؤولية الاعتداءات الارهابية.

وقال الطالباني ، في بيان له ، نحن ندين " التفجيرات الإجرامية الأخيرة التي استهدفت المواطنين الأبرياء في مناطق مدنية أهلية وحكومية".

وأضاف "نفذ المجرمون الإرهابيون من زمرة القاعدة والصداميين اليوم الأربعاء عدداً من العمليات الإجرامية التي استهدفت مناطق مدنية أهلية وحكومية واستشهد وجرح خلالها عشرات المواطنين".

وقال اللواء قاسم عطا الناطق باسم قيادة عمليات بغداد "نحمل التحالف البعثي تنفيذ العمليات الارهابية التي تهدف التأثير على الوضع السياسي والامني والنجاحات التي حققتها الأجهزة الامنية".

وانفجرت السيارة الاولى عند الساعة العاشرة صباحا (السابعة بتوقيت غرينتش) قرب وزارة المالية وسط بغداد ما اسفر عن انهيار مئة متر من جسر محمد القاسم السريع المحاذي للوزارة واضرار مادية جسيمة في مبنى الوزارة.

واكد مصدر امني مسؤول ان "عددا من السيارات سقطت من الجسر ولا يزال عدد من الضحايا تحت الانقاض". وتابع انه "تم انتشال احدى عشرة جثة حتى الان".

وكانت الوزارة تعرضت الى تفجير مماثل في العام 2007، اسفر عن تدمير الوزارة بالكامل وانهيار للجسر ذاته.

واكد مسؤول في مستشفى مدينة الطب نقل اكثر من مئتي جريح الى المستشفى توفي اربعة منهم. وبين هؤلاء الجرحى عدد كبير من موظفي وزارة المالية من نساء ورجال وقوات امنية.

وقال محمد سالم احد موظفي الوزارة والذي اصيب بشظايا في انحاء مختلفة في جسمه انـ "الانفجار عصف بي ودفعني حوالى خمسة امتار والصقني باحد الجدران ثم انهارت علينا الأسقف".

واكد ان "الانفجار كان اشبه بزلزال واهتزت الوزارة وتحطم كل شي بها". واضاف "رأيت الموظفين حولي ملقين على الارض والدماء والدمار في جميع انحاء المبنى، ولم نستطع ان نرى اي شيء بسبب الغبار والدخان".

بدوره، قال مصدر في مستشفى مدينة الطب ان "عددا من المدراء العامين في الوزارة اصيبوا بجروح، وهم يتلقون العلاج".

واشار الى ان "صالات المستشفى امتلأت بالجرحى ونحن نقوم بتحويلهم الى مستشفى تخصصي آخر لعدم امكانية استيعابهم".

واعقب هذه الانفجار بفارق دقائق انفجار هائل اخر قرب مبنى وزارة الخارجية في محيط المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية.

وافاد مراسل "فرانس برس" بالقرب من مكان الهجوم ان "الانفجار احدث حفرة قطرها عشرة امتار وعمقها ثلاثة امتار". واضاف ان واجهة وزارة الخارجية انهارت بالكامل ولحقت اضرار كبيرة بمجمع الصالحية السكني المقابل لها.

واعيد فتح المدخل الذي يؤدي الى وزارة الخارجية والمنطقة الخضراء منذ نحو شهرين بعد اغلاق دام اربع سنوات في اطار خطة اعادة فتح الشوارع وازالة الحواجز الاسمنتية التي امر بها رئيس الوزراء نوري المالكي.

واكدت المصادر الامنية ان "معظم الضحايا سقطوا جراء الانفجار الذي وقع قرب وزارة الخارجية".

وتحدث مراسل "فرانس برس" في مكان التفجير الذي وقع قرب وزارة الخارجية عن ثمانية جثث تحترق وكميات كبيرة من الاشلاء وبقع دماء وعشرات السيارات المدنية المحترقة حتى على بعد 300 متر من موقع الانفحار.

وقال حسن احد موظفي الوزارة: "كنت جالسا في مكتبي داخل الوزارة عندما وقع الانفجار". واضاف الموظف والدماء تغطي وجهه ان "الانفجار هز الوزارة باكملها".

بدوره، قال حميد (46 عاما) الذي يقيم في مبنى مقابل الوزارة: "كنت في منزلي لحظة الانفجار وانهار علينا السقف وخزانات المياه في السطح".

واوضح اللواء عطا أن "غالبية ضحايا التفجيرين الإرهابيين في العاصمة بغداد هم من الجرحى بسبب تحطم الزجاج".

واكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك غرب بغداد انه تسلم جثث ستة قتلى واكثر من سبعين جريحا.

من جانبه، اكد مصدر طبي في مستشفى الكندي تسلم قتيلين وسبعة جرحى.

الى ذلك ذكر مصدر طبي في مستشفى ابن النفيس تلقي اربعة قتلى و19 جريحا، فيما استقبل مستشفى الجملة العصبية قتيلان و 18 جريح.

وانفجرت سيارة مفخخة ثالثة في منطقة البياع لكن لم تعرف الخسائر الناجمة عنها، كما سقطت ثلاث قذائف هاون على وزارة الدفاع ومركز للشرطة واخرى داخل المنطقة الخضراء المحصنة.

وبالاطار ذاته، اعلن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد ان "قوة امنية القت القبض على اثنين من ما يسمى بامراء تنظيم "القاعدة" الإرهابي كانا يستقلان عجلة مفخخة يرومان تفجيرها في منطقة المنصور الراقية(غرب بغداد)".

واكد الناطق ان "القوة فككت العجلة".

وبعيد الانفجارت خلت الشوارع، والتزم معظم السكان منازلهم، فيما طوقت قوات الامن مواقع الانفجارات.

في غضون ذلك، أعلن مسؤول كبير في وزارة الداخلية العراقية أن أجهزة الأمن ضبطت شاحنة مفخخة اليوم الأربعاء تحمل نحو طن من المتفجرات في حي الصالحية وسط بغداد.

وقال اللواء جهاد الجابري في تصريحات صحافية ان: " القوات العراقية أحبطت عملية تفجير شاحنة محملة بطن من المواد المتفجرات في حي الصالحية بالقرب من مستشفى ابن البيطار". وأضاف "تم ابطال مفعول السيارة دون وقوع اصابات".
ادانات عربية وعالمية
وفي القاهرة، أدانت جامعة الدول العربية سلسلة التفجيرات "الإرهابية" التي تعرضت لها العاصمة العراقية بغداد صباح اليوم الأربعاء .

وأعرب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن "بالغ استيائه لهذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف المواطنين الأبرياء ومؤسسات الدولة وزعزعة الأمن والاستقرار في العراق".

كما أكد تضامن الجامعة العربية ووقوفها إلى جانب العراق في مواجهة هذه "العمليات الإرهابية" المدانة.
وفي بروكسل، دانت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي الاربعاء سلسلة الاعتداءات.

واورد بيان ان الرئاسة الاوروبية "تدين الهجمات (التي وقعت) اليوم في بغداد" و"الاعتداءات التي حصلت خلال الاسابيع الاخيرة في اماكن مختلفة من العراق"، واصفة هذه الهجمات بانها "اعمال عنيفة".
وفي باريس، دان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاربعاء في باريس الهجمات التي استهدفت "رموز السيادة العراقية".

وقال كوشنير "ادين باشد حزم الاعتداءات القاتلة التي ارتكبت اليوم في وسط بغداد قرب مبان للادارة العراقية وخصوصا وزارتي الخارجية والمالية".

وفي نيويورك، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه يشعر "بالحزن" بسبب التفجيرات "المروعة" التي وقعت في بغداد، وذلك في الوقت الذي تحيي المنظمة الدولية الذكرى السادسة للتفجير المدمر الذي تعرض له مقر الامم المتحدة في العاصمة العراقية.
وفي انقرة، دانت تركيا اليوم الاربعاء سلسلة الهجمات التي هزت العاصمة العراقية واعربت عن استعدادها لتقديم المساعدة لجارتها الجنوبية.

وجاء في بيان لمكتب الرئيس عبد الله غول ان الرئيس اتصل بنظيره العراقي جلال الطالباني لـ"الاعراب عن حزنه الشديد بسبب الهجمات الارهابية وتقديم التعازي".

واكد غول ان انقرة مستعدة لمساعدة العراق اذا ما طلب مساعدات مثل معدات طبية او عاملين طبيين او نقل عدد من الجرحى الى تركيا للعلاج.

وتستمر معاناة الشعب العراقي مع عودة موجة التفجيرات، عودة قد لا تفاجئ البعض، ممن يقرأ الحال الأميركية و التصاريح، التي تتحدث عن امكانية تأخير الإنسحاب في حال عدم قدرة الحكومة العراقية على ضبط الوضع الأمني في الداخل العراقي، و هذا ما يطرح تساؤلات عمّن يدعم منفذي هذه الأعمال الإرهابية في العراق.
2009-08-19