ارشيف من :أخبار عالمية
زيارة الرئيس الأسد إلى طهران نظرة جديدة لموازين القوى في المنطقة
الإنتقاد .نت - قاسم ريـا
شكلت زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران حدثا اقليميا بارزا، واخذت هذه الزيارة حيزا كبيراًَ من الاهتمام، خصوصا وانها اتت عقب الانتخابات الايرانية، وفي خضم تقاطعات دولية معقدة واوضاع اقليمية صعبة تطرح تحديات كبيرة.
"الانتقاد.نت" سألت الباحث في الشأن الايراني السيد محمد صادق الحسيني عن ابعاد هذه الزيارة واللقاءات التي جرت خلالها، وتوقفت عند توقيت الزيارة ودلالاتها الاستراتيجية على صعيد المنطقة ككل.
وفي هذا الاطار علق الحسيني على هذه الزيارة قائلا:"ان الدلالة الرئيسية لهذه الزيارة هي تضامن الضلعين الرئيسيين للمقاومة و الممانعة في المنطقة، والتأكيد على أنه زمن المقاومة والممانعة، وليس زمن قوى الهيمنة والتطبيع الشامل مع العدو الصهيوني، وتصفية قضية فلسطين، وزمن الفتن الطائفية".
اما الدلالة الثانية، و المهمة أيضاً فهي ـ حسب الحسيني ـ أن محاولات كل عرب الإعتدال و أمريكا، لفك الإرتباط السوري – الإيراني ، كما برزت على الواجهة في محاولات إغراء سوريا بقضية الجولان، و المفاوضات مع تركيا بهذا الشأن، قد فشلت، وقد أكد الرئيس الأسد، أن سوريا لن تتخلى عن طهران، و أشار بشكل مباشر إلى أن ما حصل في طهران خلال فترة الإنتخابات الرئاسية، هو درس يجب أن تتعلمه دول الإستكبار العالمي، وأن زمن الهزائم قد ولّى .
والدلالة الثالثة كما يرى الحسيني هي أن سوريا و ايران نجحتا في الخروج من قوة الضغوطات، وفرض الإملاءات الأجنبية، بل إنهما وسّعتا محور المقاومة و الممانعة في المنطقة، من خلال العرض الذي تقدم به الرئيس السوري، عن الحلف الرباعي بين العراق، تركيا، سوريا و إيران. و قد رحّب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي(دام ظله) بهذا الطرح.
و هذا إن دل على شيء، فهو يدل على أن أميركا كانت تحاول وحلفاءها في المنطقة، خلق عالم "قديم" يقوم على مشروع شرق أوسط كبير، يضمن أمن و مصالح العدو الصهيوني، إلا أن هذا المشروع هو إلى زوال، و أما المشروع الجديد، فهو "تحالف الطامحين" و لبنان سيكون جزءا من هذا التحالف، أيا كان شكل التحالفات الداخلية اللبنانية، لأن مقولة"زمن الهزائم، و قوة لبنان في ضعفه" قد تغيرت، و لبنان سيكون قوّة استراتيجية لا يستهان بها في الفترة القادمة.
وبالنسبة لأهمية التحالف بين سورية وإيران ، اضاف الحسيني :"تصوري أن تقدم الزمن على هذا التحالف الإستراتيجي الذي بدأ منذ أيام الإمام الخميني (قدس سره الشريف)، ومع الراحل الكبير الرئيس حافظ الأسد، وخطط التعاون، ان كان على المستوى الإقتصادي، أو التجاري، أو الصناعي، سيؤدي إلى ترسيخه على مستوى التفهّم، و ليس فقط التفاهم.
سورية دولة عربية ممانعة منذ القدم، ولها تاريخها ضد العدو الصهيوني، و إيران قوّة مقاومة إسلامية لا يستهان بها، تحاول تقديم مثل أعلى، و حجة للدول الإسلامية في المنطقة، بنظام لا شرقي و لا غربي، بل إسلامي، هذه العلاقة بين سوريا و إيران، تتمتن يوما بعد يوم،على كل المستويات، كالصناعات المشتركة و التجارة المشتركة، و هناك تفاهمات قائمة، تقوم على بقاء هذه المصالح، مهما مرّ الزمن، ومهما اشتدت الضغوطات على البلدين".
كما أشار الباحث الايراني إلى أن اهمية هذا التحالف، تكمن أيضا بربط هذا المحور بكل من أنقرة و بغداد، أي إحياء العالم الإسلامي القديم، و هذا ما يجعل العلاقة غير قابلة للإنفكاك، حتى ولو عانت من الضغوطات، مؤكداً أن هذا التماسك يعطي القدرة على الصمود في وجه التحديات المستجدة .
تأكيد على موافقة الحكومة الإيرانية و تبنيها لطرح الرئيس الأسد
وحول هذا الحلف قال الحسيني "إن المعلومات المتوفرة لدينا من الحكومة تؤكد أنه لدى المسؤولين الإيرانيين التصميم و البرنامج لتنفيذ هذا المشروع، خاصة مع قراءتهم للوضع في المنطقة، من خلال خطة أوباما، و التي تعتبر خطيرة جدّا، بالنسبة للقضية الفلسطينية، ومحاولة سلخ دمشق عن طهران، و عزلها عن قضية الصراع مع "إسرائيل".
هذه الخطة التي ناقشها مبارك مع أوباما، في زيارته إلى واشنطن، تعرض على العالمين العربي و الإسلامي، التطبيع مقابل وقف الإستيطان، و مقابل إبعاد شبح الحرب الطائفية عن العراق، وشبح الحروب القومية عن تركيا، عبر حزب العمّال الكردي، وكذلك النسخة المقابلة منه، التي تجري عمليات على الحدود الإيرانية العراقية، و هي مدعومة مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى أن التفاهم السياسي الكلّي، بين هذه الدول الأربع يمنع التطبيع، و كذلك في لبنان حيث تحاول تركيا أن تلعب دورا عقلانياً، إن كان مع كتلة الوفاء للمقاومة، أو مع كتلة التنمية و التحرير، محاولة تقريب وجهات النظر، بين الغرب و فكرة المقاومة و الممانعة، وما يساعدها على ذلك هو انفتاحها تجاه العالم الغربي، وعلاقاتها الحسنة في الإتحاد الأوروبي.
وتحاول تركيا أن تكون درعاً واقياً للعالم الإسلامي، من خلال موقعية الحزب الحاكم (حزب العدالة و التنمية)الذي يعود إلى أصول وجذور إسلامية عريقة، و يحاول الخروج من الماضي عبر تقوية موقعه على الصعيد الإقليمي، وعلاقاته بالدول الإسلامية و العربية.
إن هذا التعاون الذي بدأ بالتنسيق بين اللجان المشتركة للدول الأربع، و تطور مع زيارة (رئيس الوزراء العراقي نوري)المالكي التي كانت مقدمة لزيارة الرئيس الأسد إلى طهران، حيث طلب المالكي تنسيقاً أمنيا، كبداية، و أشار إلى هذا التحالف، و سورية تعتبر الضامن القوي لمثل هذا التجمع، وكذلك لبنان عندما يخرج من استحقاق تأليف الحكومة، سيلعب دوراً رئيسياً في المنطقة، مشكلة قوةً هائلة لا يستهان بها، لها قرارها و تأثيرها على كامل المنطقة.
شكلت زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران حدثا اقليميا بارزا، واخذت هذه الزيارة حيزا كبيراًَ من الاهتمام، خصوصا وانها اتت عقب الانتخابات الايرانية، وفي خضم تقاطعات دولية معقدة واوضاع اقليمية صعبة تطرح تحديات كبيرة.
"الانتقاد.نت" سألت الباحث في الشأن الايراني السيد محمد صادق الحسيني عن ابعاد هذه الزيارة واللقاءات التي جرت خلالها، وتوقفت عند توقيت الزيارة ودلالاتها الاستراتيجية على صعيد المنطقة ككل.
وفي هذا الاطار علق الحسيني على هذه الزيارة قائلا:"ان الدلالة الرئيسية لهذه الزيارة هي تضامن الضلعين الرئيسيين للمقاومة و الممانعة في المنطقة، والتأكيد على أنه زمن المقاومة والممانعة، وليس زمن قوى الهيمنة والتطبيع الشامل مع العدو الصهيوني، وتصفية قضية فلسطين، وزمن الفتن الطائفية".
اما الدلالة الثانية، و المهمة أيضاً فهي ـ حسب الحسيني ـ أن محاولات كل عرب الإعتدال و أمريكا، لفك الإرتباط السوري – الإيراني ، كما برزت على الواجهة في محاولات إغراء سوريا بقضية الجولان، و المفاوضات مع تركيا بهذا الشأن، قد فشلت، وقد أكد الرئيس الأسد، أن سوريا لن تتخلى عن طهران، و أشار بشكل مباشر إلى أن ما حصل في طهران خلال فترة الإنتخابات الرئاسية، هو درس يجب أن تتعلمه دول الإستكبار العالمي، وأن زمن الهزائم قد ولّى .
والدلالة الثالثة كما يرى الحسيني هي أن سوريا و ايران نجحتا في الخروج من قوة الضغوطات، وفرض الإملاءات الأجنبية، بل إنهما وسّعتا محور المقاومة و الممانعة في المنطقة، من خلال العرض الذي تقدم به الرئيس السوري، عن الحلف الرباعي بين العراق، تركيا، سوريا و إيران. و قد رحّب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي(دام ظله) بهذا الطرح.
و هذا إن دل على شيء، فهو يدل على أن أميركا كانت تحاول وحلفاءها في المنطقة، خلق عالم "قديم" يقوم على مشروع شرق أوسط كبير، يضمن أمن و مصالح العدو الصهيوني، إلا أن هذا المشروع هو إلى زوال، و أما المشروع الجديد، فهو "تحالف الطامحين" و لبنان سيكون جزءا من هذا التحالف، أيا كان شكل التحالفات الداخلية اللبنانية، لأن مقولة"زمن الهزائم، و قوة لبنان في ضعفه" قد تغيرت، و لبنان سيكون قوّة استراتيجية لا يستهان بها في الفترة القادمة.
وبالنسبة لأهمية التحالف بين سورية وإيران ، اضاف الحسيني :"تصوري أن تقدم الزمن على هذا التحالف الإستراتيجي الذي بدأ منذ أيام الإمام الخميني (قدس سره الشريف)، ومع الراحل الكبير الرئيس حافظ الأسد، وخطط التعاون، ان كان على المستوى الإقتصادي، أو التجاري، أو الصناعي، سيؤدي إلى ترسيخه على مستوى التفهّم، و ليس فقط التفاهم.
سورية دولة عربية ممانعة منذ القدم، ولها تاريخها ضد العدو الصهيوني، و إيران قوّة مقاومة إسلامية لا يستهان بها، تحاول تقديم مثل أعلى، و حجة للدول الإسلامية في المنطقة، بنظام لا شرقي و لا غربي، بل إسلامي، هذه العلاقة بين سوريا و إيران، تتمتن يوما بعد يوم،على كل المستويات، كالصناعات المشتركة و التجارة المشتركة، و هناك تفاهمات قائمة، تقوم على بقاء هذه المصالح، مهما مرّ الزمن، ومهما اشتدت الضغوطات على البلدين".
كما أشار الباحث الايراني إلى أن اهمية هذا التحالف، تكمن أيضا بربط هذا المحور بكل من أنقرة و بغداد، أي إحياء العالم الإسلامي القديم، و هذا ما يجعل العلاقة غير قابلة للإنفكاك، حتى ولو عانت من الضغوطات، مؤكداً أن هذا التماسك يعطي القدرة على الصمود في وجه التحديات المستجدة .
تأكيد على موافقة الحكومة الإيرانية و تبنيها لطرح الرئيس الأسد
وحول هذا الحلف قال الحسيني "إن المعلومات المتوفرة لدينا من الحكومة تؤكد أنه لدى المسؤولين الإيرانيين التصميم و البرنامج لتنفيذ هذا المشروع، خاصة مع قراءتهم للوضع في المنطقة، من خلال خطة أوباما، و التي تعتبر خطيرة جدّا، بالنسبة للقضية الفلسطينية، ومحاولة سلخ دمشق عن طهران، و عزلها عن قضية الصراع مع "إسرائيل".
هذه الخطة التي ناقشها مبارك مع أوباما، في زيارته إلى واشنطن، تعرض على العالمين العربي و الإسلامي، التطبيع مقابل وقف الإستيطان، و مقابل إبعاد شبح الحرب الطائفية عن العراق، وشبح الحروب القومية عن تركيا، عبر حزب العمّال الكردي، وكذلك النسخة المقابلة منه، التي تجري عمليات على الحدود الإيرانية العراقية، و هي مدعومة مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى أن التفاهم السياسي الكلّي، بين هذه الدول الأربع يمنع التطبيع، و كذلك في لبنان حيث تحاول تركيا أن تلعب دورا عقلانياً، إن كان مع كتلة الوفاء للمقاومة، أو مع كتلة التنمية و التحرير، محاولة تقريب وجهات النظر، بين الغرب و فكرة المقاومة و الممانعة، وما يساعدها على ذلك هو انفتاحها تجاه العالم الغربي، وعلاقاتها الحسنة في الإتحاد الأوروبي.
وتحاول تركيا أن تكون درعاً واقياً للعالم الإسلامي، من خلال موقعية الحزب الحاكم (حزب العدالة و التنمية)الذي يعود إلى أصول وجذور إسلامية عريقة، و يحاول الخروج من الماضي عبر تقوية موقعه على الصعيد الإقليمي، وعلاقاته بالدول الإسلامية و العربية.
إن هذا التعاون الذي بدأ بالتنسيق بين اللجان المشتركة للدول الأربع، و تطور مع زيارة (رئيس الوزراء العراقي نوري)المالكي التي كانت مقدمة لزيارة الرئيس الأسد إلى طهران، حيث طلب المالكي تنسيقاً أمنيا، كبداية، و أشار إلى هذا التحالف، و سورية تعتبر الضامن القوي لمثل هذا التجمع، وكذلك لبنان عندما يخرج من استحقاق تأليف الحكومة، سيلعب دوراً رئيسياً في المنطقة، مشكلة قوةً هائلة لا يستهان بها، لها قرارها و تأثيرها على كامل المنطقة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018