ارشيف من :أخبار عالمية

وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تطلب العون من "بلاك ووتر" لقتل نشطاء القاعدة

وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تطلب العون من "بلاك ووتر" لقتل نشطاء القاعدة
 تعاقدت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ("المركزية") في العام 2004 مع متعاقدين يعملون لدى شركة الامن الخاصة "بلاك ووتر يو إس ايه" في اطار برنامج سري لتعقب كبار النشطاء في تنظيم "القاعدة" واغتيالهم، وذلك حسب ما ذكر مسؤولون حكوميون اميركيون سابقون وحاليون.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية عن مسؤولين ان "سي آي اي" استخدمت شركة خارجية في برنامج اثار هلع مدير وكالة الاستخبارات المركزية ليون بانيتا ما دعاه الى طلب عقد جلسة طارئة في حزيران (يونيو) لابلاغ الكونغرس ان الوكالة "المركزية" حجبت تفصيلات البرنامج عنه لسبع سنوات.

ولم يتضح ما اذا كانت "المركزية" تنوي استخدام المتعاقدين لالقاء القبض على نشطاء "القاعدة" بالفعل او قتلهم، او لمجرد مساعدتها في القيام بعمليات تدريب ومراقبة في اطار ذلك البرنامج. الا ان مسؤولين حكوميين قالوا ان استخدام خارجيين في تطبيق البرنامج واعطاءهم صلاحيات القتل اثارت قلقا عميقا حول من يتحمل المسؤولية عن العمليات السرية.

وقال هؤلاء المسؤولون ان "المركزية" لم توقع اتفاقا رسميا مع "بلاك ووتر" للعمل ضمن هذا البرنامج، ولكنها ابرمت تعاقدات فردية مع كبار المسؤولين بالشركة، ومن بينهم مؤسسها اريك برينس، العضو السابق في كوماندوز البحرية الاميركية (بلاك سيلز) المعروف بعلاقاته السياسية.

وكانت اعمال "بلاك ووتر" في البرنامج قد انتهت قبل تولي بانيتا رئاسة "المركزية" بعد ان تساءل كبار المسؤولين فيها عن الحكمة من وراء استخدام خارجيين لبرنامج القتل المستهدف.

وكانت تلك الشركة موضع خلاف. فالعاملون في "بلاك ووتر" استؤجروا لحراسة الدبلوماسيين الاميركيين في العراق لكنهم اتهموا باستخدام القوة المفرطة في مرات عديدة، ومنها اطلاق النار في بغداد العام 2007 ما ادى الى مقتل 17 مدنيا. ومنذئذ رفض المسؤولون العراقيون منح الشركة ترخيصا للعمل في البلاد.

وقد وافق عدد من المسؤولين الحكوميين ومن بينهم مسؤولون سابقون على اجراء لقاءات مع الصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم باعتبار انهم يتناولون بيانات تتعلق ببرنامج لا يزال يصنف على انه سري.

وقد نفى الناطق بلسان "المركزية" بول غيميغليانو اعطاء بيانات تتعلق بالبرنامج الملغى، لكنه قال ان قرار بانيتا بشأن برنامج الاغتيالات كان "واضحا ومباشرا".

وقال "ان بانيتا اراد ان يطلع الكونغرس على هذه الاعمال، وهو ما قام به بالفعل. وكان يعرف انها لم تكن مجزية، ولذا فقد وضع نهاية لها".

وعبثا حاولت الصحيفة الاتصال بشركة "اكسي" للحصول على رأيها في الموضوع.

اما السيناتور ديان فينشتاين، من الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا التي ترأس لجنة الاسخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي، فقد نأت بنفسها عن الكشف عن اي تفصيلات تتعلق بالبرنامج. لكنها امتدحت بانيتا لابلاغ الكونغرس بها. وقالت: "يسهل كثيرا ابرام تعاقد خارجي للقيام باعمال لا تريد ان تتحمل المسؤولية عنها".

وقامت "المركزية" هذا الصيف بمراجعة داخلية لبرنامج الاغتيالات الذي عرض على البيت الابيض ولجنة الاستخبارات في الكونغرس. وقال مسؤولون ان المراجعة خلصت الى ان المسؤولين الذين سبقوا بانيتا في منصبه كانوا يعتقدون ان الامر لا يستدعي ابلاغ الكونغرس به لان البرنامج لم يتطور بما فيه الكفاية.

وتجري لجنة الاستخبارات بالكونغرس تحقيقا عن سبب عدم اطلاع المشرعين بالبرنامج على الاطلاق. وحسب قول مسؤولين حكوميين ومنهم مسؤولون سابقون فان نائب الرئيس السابق ديك تيشني قال للمسؤولين في "المركزية" العام 2002 انه لا ضرورة لقيام وكالة التجسس بابلاغ الكونغرس لان لديها تفويضا قانونيا لقتل قادة "القاعدة".

وقال احد المسؤولين المطلعين على المسألة ان بانيتا لم يبلغ المشرعين بانه يعتقد ان "المركزية" انتهكت القانون بحجب بيانات البرنامج عنهم. وانما، حسب قوله، اعرب بانيتا عن اعتقاده ان البرنامج تخطى مرحلة التخطيط ويجدر بالمجلس ان يدقق فيه.

وكان الرئيس السابق جيرالد فورد قد اصدر امرا تنفيذيا العام 1976 يحظر فيه على "المركزية" القيام بعمليات اغتيال، وهو ما يعتبر ردا مباشرا على ما كشف عنه من ان "المركزية" وضعت خططا لاغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وسياسيين اخرين.

على ان ادارة بوش كانت ترى ان قتل افراد من "القاعدة"، وهي منظمة ارهابية هاجمت الولايات المتحدة وتعهدت بان تهاجمها مرة اخرى، لا يختلف عن قتل جنود العدو في ارض المعركة، ولذا فانها لم تكبل يد "المركزية" بحظر الاغتيالات.

غير ان مسؤولين سابقين في الاستخبارات قالوا ان استخدام متعاقدين خاصين للمساعدة في اقتناص نشطاء "القاعدة" يمثل مخاطر قانونية ودبلوماسية واسعة، ولا يتمتع هؤلاء المتعاقدون بالحماية التي يتمتع بها موظفو الحكومة.

وقد ألمح بعض النواب الديمقراطيين في المجلس الى ان البرنامج ليس الا واحدا من كثير من البرامج التي اخفتها ادارة بوش عن الكونغرس، واستخدموا تلك القصة كمبرر للتعمق في برامج اخرى من فترة بوش لمكافحة الارهاب.

اما النواب الجمهوريون فقد انتقدوا قرار بانيتا الغاء البرنامج وقالوا انه اثار زوبعة في فنجان.

وقال زعيم الجمهوريين في لجنة الاستخبارات بيتر هوكسترا: "اعتقد ان الامر احيط ببعض الدراما والتآمر بما يتجاوز ما يستحقه".

وقال مسؤولون ان برنامج "المركزية" اعد كبديل جزئيا للقصف بالصواريخ باستخدام الطائرات بدون طيار التي قتلت مدنيين احيانا ولا يمكن استخدامها في المناطق الحضرية حيث يختبئ الارهابيون.

ولكن رغم ان هناك اعتقادا بان معظم قادة نشطاء "القاعدة" يختبئون في المناطق الجبلية النائية في باكستان، فان تلك الطائرات تظل السلاح الذي تعتمد عليه "المركزية". وقد اقرت ادارة اوباما، مثلما فعلت ادارة بوش، باستخدام تلك الطائرات لانها تمثل خيارا اقل خطورة من ارسال فرق شبه عسكرية الى باكستان

المحرر الدولي - وكالات
2009-08-21