ارشيف من :أخبار عالمية

إزاحة الستار عن فرق اغتيالات "بلاك ووتر" في عهد بوش - تشيني

إزاحة الستار عن فرق اغتيالات "بلاك ووتر" في عهد بوش - تشيني
المحرر الدولي + صحيفة "الخليج"

أزيح أمس الستار عن جزء جديد من جبل الثلج المتعلق بشركة “بلاك ووتر” وارتباطها الوثيق بإدارة بوش تشيني، حيث سرب مسؤولون سابقون في “السي.آي.ايه” معلومات جديدة متعلقة بكيفية هيمنة الشركة سيئة السمعة على ما يسمى “فرق الاغتيالات الخاصة”.

هذه التسريبات التي خصت بها مصادر تقاعدت لتوها على مايبدو من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية جريدة “نيويورك تايمز”، تضمنت استهداف هذا البرنامج وعمليات قتل واغتيال في العراق وافغانستان، والأخطر قيام مسؤولي “السي.آي.ايه” بتوسعة النطاق الجغرافي لهذا البرنامج، ليشمل دولاً أخرى في المنطقة، وهو الأمر الذي أثار تكهنات البعض في واشنطن إلى درجة المطالبة بتوسيع التحقيقات التي قررها الكونجرس مؤخراً حول عدم قانونية وتعمد إدارة بوش تشيني اخفاء الأمر عنه، والتدقيق في القوائم التي أعدتها “بلاك ووتر” بالاشتراك مع “ال.سي.آي.ايه” للاشخاص المستهدفين باعتبارهم أعضاء أو زعماء في القاعدة، أو يخططون لهجمات على الولايات المتحدة.
أحد المراقبين الذي رفض الكشف عن هويته قال ل”الخليج” ان التدقيق في تلك التسريبات يثير أسئلة تتعلق بالنطاق الجغرافي الذي استهدفه هذا البرنامج لاسيما ما يتعلق ببند اغتيال هؤلاء الذين ترى الأدلة الامريكية انهم يخططون ضد المصالح الامريكية وهل شمل دولاً أخرى في المنطقة العربية وخارجها.

ما تسرب أمس تضمن قيام ال”سي.آي.ايه” بالتعاقد مع “بلاك ووتر” نظير ملايين الدولارات للتخلص من أعضاء “القاعدة” والمرتبطين بها من وجهة النظر الامريكية، وكان هذا البرنامج يديره مكتب مكافحة الارهاب في الوكالة ثم نقل إلى الشركة بعد انضمام متقاعدين من الاستخبارات إليها، بمن فيهم مدير وحدة مكافحة الارهاب في الوكالة كوفر بلاك، الذي التحق بالعمل في “بلاك ووتر” بعد ثلاثة اشهر من تقاعده.
وحرص المتحدث الرسمي لل”سي.اي.ايه” على عدم الاسهاب في الحديث عن التفاصيل، لكنه أكد أن ليون بانيتا رئيس ال”سي.آي.ايه” سارع فور علمه بالبرنامج بإلغائه وهرع إلى الكونغرس ليشرح لهم الأمر، وأنه كان مقتنعاً بصواب هذا القرار.
وظهرت معلومات جديدة عن قيام بانيتا بإخبار اللجنة المشتركة للاستخبارات من مجلسي النواب والشيوخ بأن الوكالة لم تتعمد إخفاء هذه العمليات السرية، وأن إخفاءها كان، حسب اعتقاد بانيتا، بناء على أوامر صادرة عن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وقتها.
جاء هذا بينما استمرت شركة “بلاك ووتر” سابقاً (زي XE) حالياً بالتزام الصمت علماً أن مسؤولي ال “سي، آي. آيه” اصروا على أن هذا البرنامج، رغم التدريب والتخطيط والعمل المستمر عبر “بلاك ووتر” لما يقرب من 8 سنوات، لم يحدث أن نفذ، وهو الأمر الذي يتناقض مع تسريبات حول قيام “بلاك ووتر” المعنية بعمليات الاغتيالات بتنفيذ بعض منها في إطار ما يسمى بمطاردة القاعدة، وكان هذا البرنامج يدار من قبل الوكالة، وتوقف قبل 2004 ثم أعيد احياؤه تحت اسم “كودي” جديد ولكن باستخدام رجال “بلاك ووتر” سيئي السمعة، والتي بدت متحكمة في هذا البرنامج إلى أقصى درجة وهو الأمر الذي فسر بأنه يجيء لمصلحة رجال ال “سي. آي. ايه” لضمان عدم مساءلتهم قانونياً، وبالتالي كنوع من مظلة حماية لرجال الوكالة، في حالة حدوث تجاوزات خلال تنفيذ عمليات سرية خارجية.

كما ادعت بعض المصادر ان هذا البرنامج لم يدخل إلى حيز التنفيذ الفعلي، بل كان بمثابة آلية لرفع الروح المعنوية لدى رجال مكافحة الارهاب.
يذكر ان اغلب تدريبات هذه الفرق كانت في مركز تدريب سري للوكالة في وليامز بيرج في ولاية فيرجينيا، وكانت تدرب فيه أيضاً فرق تابعة للقوات الخاصة الأمريكية (التابعة للبنتاغون).
كما كان البرنامج يعتمد على آلية (اقتله أو اعتقله) وهي الآلية التي زعم القائمون على هذا البرنامج أن أكثر من نصف الذين كانوا في قائمة الاغتيالات هذه، تم اعتقالهم.
وهنا تبدو المفارقة والتضارب والتساؤل، إذ كيف تم اعتقال هؤلاء وفق هذا البرنامج من دون تفعيله خصوصاً في الوقت الذي ما زال فيه المعنيون في واشنطن يصرون على أنه برنامج لم يدخل قط إلى حيز التنفيذ، كما يقولون.
2009-08-21