ارشيف من :أخبار لبنانية

الحمى انتشرت بين أطفالها والسبب تلوث المياه: البزالية بلدة ضائعة بين 3 بلديات

الحمى انتشرت بين أطفالها والسبب تلوث المياه: البزالية بلدة ضائعة بين 3 بلديات

تحقيق وتصوير: عصام البستاني
الحمى انتشرت بين أطفالها والسبب تلوث المياه: البزالية بلدة ضائعة بين 3 بلدياتخمسة آلاف نسمة في بلدة البزالية البقاعية الواقعة على بعد حوالى اثنين وعشرين كيلومترا شمالي بعلبك، يعانون مشاكل عديدة في مقدمها عدم امكانية تشكيل بلدية لها، لأن أراضيها تتبع عقاريا ثلاث بلدات هي: حربتا ومقراق واللبوة. ولعدم وجود بلدية فإن مشاكل كثيرة تطوّق الأهالي، بدءاً من الطرق الداخلية للبلدة، الى مياه الصرف الصحي التي باتت أُم المشاكل بسبب الأضرار الصحية والبيئية الناتجة عنها، لا سيما تلوث المياه الجوفية.
فكما هو متعارف، فإن الأهالي يحولون المياه المبتذلة إلى حفر أنشأوها أمام منازلهم بجوار الآبار الارتوازية التي حفروها للإفادة من مياهها في الاستخدام المنزلي والشرب، لعدم وجود شبكة مياه صالحة، إذ إن الشبكة الموجودة كانت قد أنشئت لعدد قليل من البيوت منذ عشرات السنين.
وإثر إصابة العديد من الأطفال والأهالي بعوارض مرضية ظهرت على شكل حمى بأنواعها، وخصوصا حمى التيفوئيد، أجريت فحوص على المياه المستخدمة التي بدأت تتسرب منها روائح كريهة، فتبين أنها ملوثة بشكل كبير ومرتفع، وهي غير صالحة للشرب أو الاستخدام البشري، وهذا ما أكده مختار البلدة الحاج قاسم البزال، الذي شرح لـ"الانتقاد" الواقع الموجود فقال: "في البلدة شبكة مياه قديمة عمرها أكثر من خمسين سنة، بمعنى أنه لا يوجد شبكة.. وكان في السابق مصدر المياه من بلدة اللبوة حين كانت البلدة صغيرة، وأثناء الأحداث اللبنانية توسعت البلدة وخربت الشبكة ولم تعد تصلنا المياه".
يضيف البزال: "أمام هذا الواقع اعتمد الأهالي على الآبار الارتوازية، ولكن عدم وجود مجارٍ للصرف الصحي سبب تلوث هذه الآبار، ما اضطر الأهالي إلى شراء المياه من اللبوة، فكانت بلدية اللبوة تتقاضى ثمن هذه المياه ألفي ليرة للصهريج، فيما يصل إلى البيوت بخمسة عشر ألف ليرة، هذا للشرب.. واليوم أمام شح المياه يتخوف الأهالي من منع هذه المياه أيضا. أما لقضاء الحاجات فإن الناس يستخدمون مياه الآبار الملوثة".
وأكد الأستاذ جهاد البزال انه "تم فحص المياه، وكانت النتيجة أنها غير صالحة للشرب بسبب التلوث بنسبة عالية جدا.. وكنا قدمنا طلبات إلى وزارة الموارد شعبيا وعبر النواب على أساس أن يزودوا البلدة والجوار بمياه بئر حُفرت في بلدة مقراق، ولكن لأسباب مجهولة لم تجهز البئر ولم تجر مياهها، ووعدونا بحفر آبار أخرى!".
واتفق الأستاذ جهاد البزال مع المختار البزال على أن "المشكلة لدى الأهالي هي عدم وجود بلدية تتابع شؤون القرية التي يعتمد سكانها على الزراعة وتربية الماشية، إذ إن البلدة قائمة على ثلاث مناطق عقارية تابعة لثلاث بلدات مجاورة.. وهذه البلدات لم تسمح بسلخ هذه العقارات عن بلداتها لإلحاقها بالبزالية، كما أن الدولة ربطت ذلك بموافقة البلدات المجاورة برغم أن الأرض تابعة لأهالي البزالية، ولدينا ملف نطاق أوراقه جاهزة لدى النواب، حتى الاستحصال على موافقة الجيران".
الحمى انتشرت بين أطفالها والسبب تلوث المياه: البزالية بلدة ضائعة بين 3 بلدياتالحاج محمد أسعد البزال يشكو من هذا الواقع ويقول: "إنّ أهالي البلدة يشترون صهريج الماء بعشرة دولارات، إضافة الى ألف ليرة لبلدية اللبوة.. وبعض البيوت تحتاج إلى صهريج كل ثلاثة أيام، حيث الخدمة والشرب وريّ البهائم".
الحاج صادق البزال يرى أن "لا مشكلة مياه حيث الآبار متوافرة ومنتشرة في البلدة بشكل كبير، إلا أن المشكلة هي مشكلة تلوث المياه وعدم صلاحيتها.. ومنذ العام 1992 ونحن نتلقى وعودا، لكن النتيجة أننا ما زلنا نعتمد على مياه آبار الجمع".
أما الحاج حسين محمد البزال فيقول: "سبب تلوث المياه هو انتشار الحفر الصحية بالقرب من الآبار، إذ إنّه لا يوجد في البلدة مجارٍ صحية، ولا يوجد أقنية لتحييد مياه الأمطار عن البيوت السكنية لرفع الضرر.. وعدم وجود البلدية هو ما يجعل الإهمال حاصلا ومنتشرا في البلدة. ونحن نطالب بإيجاد بلدية لتحل لنا كل مشاكلنا من نفايات ومياه ملوثة، ومن أجل إنماء هذه البلدة".

2008-09-05