في الساحة الرئيسية لمتحف «ميوزيو كابيتولينو»، وعند إحدى التلال التي تشرف على «ساحة البندقية» في العاصمة الايطالية روما، حيث ينتصب تمثال ضخم للامبراطور الروماني ماركوس اوريليوس، رفعت صورة كبيرة للجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت، الذي أسرته حركة حماس في قطاع غزة العام 2006 وقد كتب تحتها «الحرية لجلعاد شاليت».

لقد رفع تمثال الامبراطور اوريليوس بعد وفاته عام 180 تكريماً له لانتصاره على الأمة الجرمانية في ذلك الحين. اما صورة شاليت فقد رفعت في ذروة موسم السياحة في روما، وفي المتحف الذي يحوي تمثال الذئبة التي ارضعت الطفلين اللذين اسسا العاصمة الرومانية في غابر الزمان.
واللافت في الصورة انها لشاليت بالثياب المدنية، رغم انه اسر خلال عملية عسكرية جريئة تم سحبه خلالها من داخل دبابته، وذلك ليس لأسباب بريئة، فالصورة تريد ان توحي وكأن شاليت سجين سياسي وليس جندياً كان يفتك بنيران دبابته بأطفال غزة ونسائها وشيوخها وزرعها وضرعها.

كم يبدو هذا الغرب منحازاً ومتعجرفاً في تعاطيه مع قضايانا العربية، فكيف لعاصمة الكثلكة في العالم ان ترفع صورة جندي أسير وتطالب بإطلاق سراحه في أهم وأكبر ساحات متاحفها، فيما تغض الطرف عن اكثر من 12 الف اسير فلسطيني من بينهم أكثر من اربعين نائباً في البرلمان جرى سوقهم إلى السجون من داخل منازلهم.

إن هذه الصورة تؤكد مما لا يقبل الشك إن العالم لا يحترم إلا الأقوياء. كم هو مؤلم مشهد هذه الصورة لي كعربي.

صحيفة السفير-ماهر أبي نادر