ارشيف من :أخبار عالمية
أزمة سويدية إسرائيلية حادة بسبب تقرير "أبناؤنا مسلوبو الأعضاء" قد تلغي زيارة مرتقبة لوزير خارجية السويد إلى " إسرائيل
كتبت بتول زين الدين
وحشية علنية و صمت عالمي .. فحتى بعد الموت لم تسلم جثث الأسرى و الشهداء الفلسطينيين من وحشية العدو الصهيوني، بعدما ترددت روايات عدة حول إتجار الإسرائيليين بأعضاء الشهداء الفلسطينيين.
و كانت صحيفة "أميركان فري " الأميريكية السباقة بفضح هذه القضية عبر نشرها خبرا حذرت فيه من مؤامرة عالمية تمارس تجارة الاعضاء البشرية مركزها الكيان الصهيوني و كشفت آخر جرائم هذه المجموعة وهو سرقة اعضاء بدن طفل يتيم كان قد أسره الكيان الصهيوني.
وأشارت الصحيفة إلى ان احد حاخامات مدينة نيو جرسي الاميريكية عثر على وثائق مهمة حول ما تقوم به هذه المجموعه، تشير الى ادارة شبكة تعمل في الكيان الصهيوني وتدفع نفقاتها من قبل ما يسمى ب"مركز سلامة الشعب الاسرائيلي".
وابرزت "أميركان فري " ان الكيان الصهيوني اصبح سوقا عالمية تختص بتجارة الاعضاء عبر العالم الا انه لايوجد من بين هؤلاء من الصهاينة من يقوم باهداء احد اعضاء بدنه.
كاشفتاً ان المجموعة في امريكا تقوم بتحويل الاموال التي تحصل عليها الى الكيان الصهيوني لانشاء مراكز علاجية تقوم باجراء عمليات جراحيه باسعار مخفضة للمستوطنين .
و منذ أيام نشرت صحيفة "افتونبلاديت" السويدية وهي الصحيفة الأكبر والأوسع انتشاراً في السويد ، تقريرا يحمل عنوان "أبناؤنا مسلوبو الأعضاء"، ذكرت فيه أن جنود العدو الإسرائيلي يخطفون الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل سرقة أعضائهم البشرية.
وإقتبست الصحيفة شهادات لأقارب مواطنين شبان من الضفة وغزة كانوا احتجزوا لدى قوات الاحتلال بعدما أعيدت جثامينهم لعائلاتهم ناقصة بعض الاعضاء.
وأكد أقارب خالد من نابلس وأم رائد من جنين وعم محمود ونافذ من غزة ان ابناءهم اختفوا لعدة أيام وأعيدت جثامينهم ليلا وقد شرحت، حسب كاتب التقرير دونالد بوسترام.
وقد ربط بوسترام في تقريره هذه الحالات مع منظمة تجارة الأعضاء البشرية التي اكتشفت مؤخرا في نيوجرسي وتضم عددا من الحاخامات الاميركيين.
واستشهد بوسترام ايضا بحادثة سرقة أعضاء بشرية عام 1991 خلال الانتفاضة الاولى، قائلا ان جنود الاحتلال احتجزوا شابا بعد ان أصابوه بأعيرة نارية في صدره وساقيه ومعدته قبل ان ينقلوه في مروحية الى مكان غير معلوم، واضاف ان جثمان الشاب أعيد بعد خمس ليال ملفوفا بملاءة مستشفى خضراء.
ووصف كاتب التقرير اختلاط ضحكات الجنود مع صوت المجرفة التي حفرت ضريح الشاب بلال الذي فتح جسده من المعدة الى الذقن، مشيرا بذلك الى سرقة بعض اعضائه.
ردود الفعل الصهيونية:
ويبدو أن هذا التقرير كان وقعه أشد قوة على الصهاينة ، فاللافت أن ردود الأفعال لم تقتصر على دحض أو مهاجمة ما جاء في التقرير بل أثار التقرير حرباً إعلامية بين وزير الخارجبة السويدي ووزير خارجية العدو و توتراً حادا في العلاقة ما بين البلدين أرجع إلى الأذهان أحداث الحرب العالمية الثانية ، فقد إعتبرت "إسرائيل " أن السويد لم تأخذ موقفاً من التقرير المنشور في الصحيفة كما فعلت تماماً في قضية المحرقة " .
وقد ردت وزارة خارجية العدو بغضب على التقرير، وقال المتحدث باسم الوزارة ايغال بالمور ان قرار الصحيفة نشر التقرير "علامة مخزية" للصحافة السويدية، على حد قوله. واضاف "ان هذا التقرير عار على ديمقراطية السويد وصحافتها".
اما رئيس المكتب الصحافي للحكومة الاسرائيلية " دانيال سيمان " فاتهم الصحيفة السويدية بأنها تلعب دورا "قذرا في معاداة السامية".
فيما عقب المتحدث باسم وزارة الخارجية " إيغال بالمور "بقوله "إن نشر هذا التقرير يشكل عاراً للصحافة السويدية ، وفي دولة ديموقراطية لا يجب أن يكون مكان لهذه الافتراءات المظلمة التي تعود للعصور الوسطى "، معتبرا بأن "هذا التقرير مخجل للديموقراطية وللصحافة السويدية".
و في المقابل ، وفي الوقق الذي خرجت بعض الاصوات المطالبة بإعتذارا رسمي من السويد رفض وزير خارجية السويد "كارل بيلت" هذا الطلب مشيرا الى أنه يحترم حرية التعبير وقائلا "لن ندين هذه المادة باسم حرية التعبير فهي جزء من الدستور السويدي".
واضاف بيلت قائلا "حرية التعبير وحرية الصحافة هي قوية جدا في دستورنا و من التقليد ، وهي حماية قوية خدمت ديمقراطيتنا وبلدنا بشكل جيد"، مشيرا إلى انه يجدر بالصحيفة أن ترد بنفسها ، مضيفا "أنا لست رئيس تحرير المجلة ولا أسعى لأن أكون كذلك".
وفي سياق متصل أصدر وزير الحرب ايهود باراك تعليمات للمستشار القانوني لوزارته بدراسة إمكان رفع دعوى قذف وتشهير ضد الصحافي السويدي دونالد بوستروم الذي أعد التقرير.
وقد صعدت قضية التقرير الأزمة الحاصلة أصلا في العلاقات وتبادل الاحتجاجات بينهما على خلفية انتقادات السويد لـ "إسرائيل" بسبب سياستها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأعلنت "إسرائيل" على الأثر عدم موافقتها على سلسلة الاحتجاجات السويدية "المستمرة" منذ أن تولت رئاسة الاتحاد الأوروبي، واتهمتها بالانحياز إلى الفلسطينيين فيما اتهمت ستوكهولم "إسرائيل" بانتهاك حقوق الإنسان .
و الأشد من ذلك انه كان لهذا التقرير ايضا تداعيات حتى على الزيارة التي كانت مقررة من قبل وزير خارجية السويد إلى "إسرائيل "بعد حوالي 10 أيام .
فقد طرح سيناريوهان بشأن هذه الزيارة :
السيناريو الأول : إلغاء الزيارة المرتقبة لبيلت إلى "إسرائيل ".
و السيناريو الثاني : السماح بهذه الزيارة و إستغلالها على أنها إنتقاد لما جاء في الصحيفة .
وفي هذا الاطار تدرس الخارجية الإسرائيلية إمكان تحويل الزيارة إلى تظاهرة احتجاج إعلامية ورفض الحديث مع الزائر السويدي الا بشأن التقرير الصحفي المشار اليه .
من جانب آخر ، نأت الحكومة السويدية بنفسها عن الإعتذار الذي تقدمت به سفيرة السويد في "إسرائيل" فقد رفضت الناطقة بلسان الخارجية السويدية هذا الإعتذار و إعتبرته مجرد موقف شخصي لا يعبّر عن موقف بلادها .
بموازاة ذلك ، رفض موظفون رفيعو المستوى في الخارجية السويدية الاستجابة لطلب قدمه سفير الكيان الصهيوني في استوكهولم، بني دغان، طالبهم فيه باستنكار ما نشرته الصحيفة.
شهادات داعمة !
و لعل أبلغ مؤشر على صدقية المعطيات الورادة قي التقرير التحليل الذي قدمه الباحث المختص بشؤون الأسرى في فلسطين و الأسير السابق عبد الناصر فروانة والذي ربط فيه بين اختفاء المئات من الأسرى الفلسطينيين والعرب والذين أعتبروا في عداد المفقودين ، وما بين مقابر الأرقام واحتجاز الجثامين وسرقة الأعضاء البشرية والاستفادة منها ، مؤكداً أن "إسرائيل " هي الوحيدة في العالم التي إحتجزت جثامين الفلسطينيين والعرب بعد موتهم !
و إستشهد فراونة بما جرى في حرب غزة قائلاً :"رفضت إسرائيل خلال حربها على غزة التعاون مع منظمة الصليب الأحمر أو السلطة الوطنية الفلسطينية بشأن من اعتقلتهم ولم تقدم قائمة بأسمائهم أو حتى أعدادهم، ولا يزال مصير العشرات من مواطني غزة مجهولاً".
واضاف ، لا تزال "إسرائيل " تنكر وجود المئات من المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجونها ومعتقلاتها وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح "المفقودين"، مشيراً إلى أن عائلات فلسطينية ومن قبلها لبنانية وأردنية عديدة قد تقدمت بشكاوى تشير إلى اختفاء أبنائها وكأن "الأرض انشقت وابتلعتهم".
واكد فروانة بأن هذه السياسة لها علاقة مباشرة بما نشرته الصحيفة السويدية، لافتا الى ان هؤلاء المفقودين أو جزء كبير منهم قتلوا عمداً بهدف سرقة أعضائهم الداخلية والاستفادة منها بشكل غير شرعي، ومن ثم إخفاء ما تبقى من الجثة أو دفنها في "مقابر الأرقام" .
لافتاً إلى أن "أن عمليات القتل بعد الإعتقال لم تكن لدواعي أمنية كما تدعي سلطات الإحتلال دائماً ، وانما كانت تتم دون مبرر كما أكدنا وأكدت العديد من المؤسسات على ذلك مراراً وتكرراً ، ولها بالتأكيد علاقة بسرقة الأعضاء" .
وذكر فروانة بأن مراسل الصحيفة السويدية " دونالد بوستروم " قال في التقرير "إن فلسطينياً من نابلس يدعى "بلال أحمد رانيان " أصيب بطلقات في الصدر والقدم والمعدة ، ثم نقل في حالة خطيرة بطائرة هليكوبتر إلى مكان غير معلوم، وبعد عدة أيام أعيد جثمان بلال إلى قريته ملفوفاً بضمادات مستشفى".
وقال إنه وخلال عمله فى إعداد كتاب في الضفة الغربية ، قد أبلغ موظفي الأمم المتحدة بهذه "الأعمال الوحشية " .
و لتكون الأدلة كافية ، إستشهد فروانة بما ختم به المراسل تقريره : "نحن نعرف بأن الحاجة إلى الأعضاء في إسرائيل كبيرة جداً، وتجري تجارة غير قانونية بالأعضاء بمباركة السلطات الإسرائيلية وضلوع كبار الأطباء ، ونحن نعرف بان شباناً فلسطينيين اختفوا، احتجزوا خمسة أيام وأعيدوا بعد ذلك ليلا بالسر، فيما اجتازت جثثهم تنكيلا " .
هذه الفضيحة الجديدة تضاف الى سلة الفضائح التي تطال كيان العدو الصهيوني وهي ليست غريبة عن طبيعة هذا الكيان العدوانية والتي ما فتئت تقتل المدنيين في لبنان وفلسطين وفي كل مكان من عالمنا العربي دون وازع او رادع ، كما انها ليست الفضيحة الاولى التي تثير ازمات بين كيان العدو الصهيوني ودول اوروبية ولن تكون الاخيرة ....
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018