ارشيف من :أخبار عالمية
موجة الاستيطان مستمرة بالرغم من مطالبة بعض الدول لتجميده
في وقت تأخذ فيه مسألة الاستيطان الصهيوني في الضفة والقدس الشرقية الحيز الاكبر من الاهتمام الاميركي والفلسطيني ظاهرياً، يحاول كيان الاحتلال المناورة سياسياً بشأن هذا الملف لتعقيد المسار التفاوضي مع الفلسطينيين من جهة واعلاﺀالسقف السياسي على صعيد التشاور مع الاميركيين من جهة اخرى. والواقع يشير الى ان واشنطن ولندن وبرلين ، وعواصم اخرى سيكون لها بعض تأثير في القرار الصهيوني بشأن الاستيطان اذا ما انصاع رئيس وزراﺀ العدو بنيامين نتانياهو خلال جولته الاوروبية لارادتها ، على الرغم من الادراك التام بان ذلك لن يكون سهل المنال في ظل حكومة صهيونية متطرفة وعنصرية.
وفي هذا الاطار ، كشفت حركة "السلام الآن" المناهضة للاستيطان عن مخطط لبناء حوالي 600 منزل في الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، مؤكدة في تقرير نشرته، أمس، بناء 596 منزلا في جميع المستوطنات منذ بداية السنة، ومشيرة الى أن المخططات الموضوعة تشمل بناء 40 ألف وحدة استيطانية في المستوطنات، وبحسب التقارير التي نشرتها الحركة فإن 35% من المساكن بنيت في مستوطنات تقع شرق جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية والبقية غربه .
بموازاة ذلك ، كشفت صحيفة "هآرتس" عن مشروع جديد يهدف الى إنشاء حي استيطاني في القدس المحتلة عرض مؤخرا لنيل موافقة بلدية الاحتلال وهو يهدف الى بناء 104 منازل وكنيس يهودي ومسبح وحمام للوضوء التقليدي اليهودي في قلب حي راس العمود.
ويفترض أن يقام المجمع على أراض كانت تضم المقر العام للشرطة "الاسرائيلية " الذي نقل الى منطقة "اي-1" التي تقع في الضفة الغربية بين شمال القدس ومستوطنة "معالي ادوميم" ، كما اطلق على الحي المخطط لبنائه اسم "معالي داوود "ويفترض ان يتم وصله بـمستوطنة "معالي زيتيم" في نفس المنطقة حيث يعيش حاليا 51 عائلة يهودية.
من جهته اعلن مسؤول حركة "السلام الان" ياريف اوبنهايم ان "هذا المشروع لبناء مكثف في منطقة كثيفة بالسكان الفلسطينيين يشكل خطرا كبيرا جدا على التوازن الحضري".
وردا على سؤال الاذاعة العسكرية بشأن هذا المشروع قال وزير الشؤون الخارجية في حكومة العدو افيغدور ليبرمان "لا يوجد اتفاق مع الولايات المتحدة يمنع اليهود من البناء في القدس الشرقية".
اما من جهتها فانتقدت السلطة الفلسطينية بشدة هذه الممارسات الاستيطانية التي رأت فيها بأنها تحد إسرائيلي للجهود الدولية لإحياء ما يسمى بـ "عملية السلام".
وتأمل "اسرائيل " بالاحتفاظ بالكتل الاستيطانية في اطار اي اتفاق سلام دائم مقبل مع الفلسطينيين، هذا مع الاشارة الى انه يقيم اكثر من 300 الف مستوطن يهودي في الضفة الغربية وحوالي 200 الف آخرين في نحو 12 حيا استيطانيا اقيمت فــي الــقــدس الشرقية التي احتلها الكيان الصهيوني وضمها اليه عام 1967.
في هذه الاثناﺀ ، يتوجه رئيس وزراﺀ حكومة العدو "بنيامين نتانياهو " اليوم الى اوروبا لاجراﺀ محادثات مع المسؤولين البريطانيين والالمان ، حيث رجحت تقارير أن تسيطر عليها قضية الاستيطان ، مع العلم انه في الاشهر الاخيرة كان المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل قد اجرى لقاﺀات مكثفة مع كبار قادة العدو مما ادى الى تباعد مع الادارة الاميركية في ضوﺀ مطالبة واشنطن "تل ابيب " بوقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ، في حين ايدت كل من بريطانيا والمانيا دعوة الولايات المتحدة الكيان الصهيوني لـ "تجميد" الاستيطان، دون أن ترتقي هذه الدعوة إلى وقف الاستيطان بشكل كامل ونهائي
تقرير : محمد حسين سبيتي
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018