ارشيف من :أخبار عالمية
"حرف سفيان" مدينة عالقة بين سيطرة القوات العسكرية اليمنية والحوثيين
تقرير: ليلى سرعيني
تتواصل المواجهات العنيفة بين القوات الحكومية اليمنية، وبين عناصر من الحوثيين، لتمتد من محافظة صعدة، حيث بدأت المعركة، الى مدينة حرف سفيان في محافظة عمران المجاورة لصعدة.
هذه المواجهات التي طالت من دون ان تعرف فتورا خلفت وراءها آلاف القتلى والجرحى فضلا عن نزوح عدد كبير من اليمنيين الذين قاربوا الـ 100 ألفاً. في وقت تتضارب فيه الأنباء حول السيطرة على حرف سفيان، فالحوثيون أعلنوا سيطرتهم المطلقة على المدينة، فيما أكدت القوات العسكرية تطهير المنطقة من عناصر الحوثيين.
الى ذلك ، شكك الحوثيون أمس بتصريحات القوات العسكرية اليمنية التي إدعت أن أكثر من 100 عنصر من الحوثيين لقوا حتفهم خلال مواجهة محتدمة بين الطرفين، وأشار المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام الى "إن عدد القتلى الذي أعطته الحكومة مرتفع للغاية".
ومن جهته، رفض عبد السلام التعليق على مصير القائدين التابعين للحوثيين محسن صالح هادي القعود وبلال جرمان ، بعدما أعلنت القوات العسكرية اليمنية مقتلهما.
وفي المقابل، قالت الحكومة في بيان أصدرته إنه "تم العثور على جثث أكثر من مائة عنصر حوثي على جانبي الطريق خارج مدينة حفر سفيان، وأنه ألقى القبض على العديد من العناصر الحوثية التي تم إجبارها على الاستسلام".
كما نقل البيان عن مصادر محلية في محافظة عمران أن وحدات الجيش وقوى الأمن نجحت في "اليومين الماضيين في تطهير المدينة (حرف سفيان) تماما من الحوثيين وإرغامهم على الاستسلام أو الفرار".
وفي رد للحوثيين على تصريحات الحكومة أصدروا بيانا نفوا فيه سيطرة الحكومة على المدينة، مؤكدين أن الطائرات الحكومية قصفتها لآخر مرة صباح أمس. وأوضحوا أن الطائرات اليمنية قصفت حيا تجاريا قرب مدينة صعدة. فيما قال مصدر عسكري إن الغارة استهدفت محطة للبنزين تستخدم لتزويد الحوثيين بالوقود.
كما أعلنت جماعة الحوثيين، عن فرار القوات الحكومية من موقع "تويلق" العسكري. واظهر شريط فيديو مسجل حصلت "قناة العالم" على نسخة منه مشاهد لجنود يمنيين وهم يفرون من مواقعهم تاركين خلفهم معدات وعتادا ومؤنا عسكرية.
وقد اتهمت الجماعة السلطات اليمنية بترويج انتصارات وهمية، كما وعدت بتقديم أشرطة أخرى ضمن ما قالت إنها غنائم جديدة. وكانت الجماعة أعلنت في وقت سابق سيطرتها على موقع للقوات الحكومية في "مدير سحار" شمالي اليمن.
وانسحبت القوات الحكومية اليمنية المتمركزة في معسكر قهرة النص الواقع في مديرية "سحار" يوم امس الاحد بعد حصار طويل فرضه الحوثيون على المعسكر.
ويأتي هذا الانسحاب الجماعي بعدما وصل الجنود الى أمرين اما "الانسحاب أو الاستسلام"، حسب ما وصف بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس جماعة الحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي وصلت نسخة منه الى موقع قناة العالم.
وأضاف البيان انه "بينما تحاول السلطات اليمنية أن تعلن عن انتصارات تتساقط مواقع عسكرية تابعة لها واحدا تلو الآخر، مرة بطريقة الانسحاب بعد الحصار وتارة بالاستسلام جراء الهجمات كما حدث قبل يومين في مديرية سفيان عندما سيطر الحوثيون على موقع ذو صيفان واسروا 80 جنديا واستولوا على ما كان فيه من عتاد ومؤن عسكرية".
وقد ندد بدر الدين الحوثي في بيان له بالغارات التي تشنها الطائرات الحكومية، واستهدافها المدنيين في محافظتي صعدة وعمران رغم حلول شهر رمضان المبارك. وجاء في البيان أن الطائرات الحكومية ومع بداية شهر رمضان المبارك قصفت النازحين والاسواق، ما أدى الى سقوط ضحايا جدد، والحاق خسائر بالمناطق المدنية الآهلة.
وفي سياق متصل، كذب مصدر يمني مسؤول ما أوردته قناة "العالم" حول وجود غرفة عمليات سعودية-يمنية مشتركة ضد عناصر الحوثيين.
وعلى صعيد آخر، جددت الحكومة تعهدها بحماية المدنيين جراء الحرب حيث أبلغت على لسان وزير خارجيتها أبوبكر القربي سفراء عدد من دول إفريقيا وآسيا المعتمدين بصنعاء عزم الحكومة على "حماية المواطنين والنازحين من أعمال وتهديدات المخربين، وتقديمها كل التسهيلات للمنظمات الإنسانية بغية إيصال معوناتها إلى صعدة".
الى ذلك، منح الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حركة الحوثي, ما أسماها بـ"فرصة جديدة للسلام وإيقاف القتال الذي يدور في مناطق مختلفة من محافظة صعدة"، شرط الالتزام بالنقاط الست التي أعلنتها اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها صالح نفسه بلا شروط. وقال صالح في خطاب ألقاه أمس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك "إنه يمنح الحوثيين فرصة جديدة للجنوح للسلم والعودة إلى جادة الصواب على أساس الالتزام غير المشروط بالنقاط الست خلال الساعات والأيام القادمة".
كما وجه صالح في خطابه تحذيراً للحوثيين، قائلاً إنه "إذا ما ظلت تلك العناصر على غيّها وضلالها ورفضت الجنوح للسلم والالتزام بالدستور والقانون واستمرت في ممارسة التخريب وارتكاب الجرائم التي لا يمكن السكوت عنها فإننا وانطلاقاً مما يفرضه علينا واجب المسؤولية الوطنية سنواجه هذه الفتنة بحسم وبكل ما نملك من الإمكانات والطاقات".
ويذكر ان النقاط الست هي الانسحاب من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين من كل الطرق، والنزول من الجبال والمواقع المتمترسين فيها وإنهاء التقطع وأعمال التخريب، وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها مدنية وعسكرية وغيرها، والكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة (أسرة ألمانية وبريطاني واحد)، وتسليم المختطفين من المواطنين من أبناء محافظة صعدة، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال.
وعلى صعيد الاوضاع الانسانية، أعربت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها من تصاعد أعمال العنف في شمال اليمن التي تسببت بنزوح نحو 100 ألف شخص في الأسبوعين الأخيرين.
وأكد فريق مشترك من المنظمة الأممية يزور منطقة جنوب غرب صعدة منذ الأسبوع الماضي أن النازحين يحتاجون المأوى والماء النظيف والتجهيزات الصحية.
بدورها عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمات مساعدات أخرى تابعة للأمم المتحدة عن قلقها العميق بسبب ما وصفته بالوضع المتدهور في شمالي البلاد، كما وصفت الظروف في بعض المناطق بالحرجة.وأعلنت المتحدثة باسم اليونيسيف بجنيف فيرونيك تافو للصحفيين أن الأمم المتحدة ستطلق الأسبوع القادم نداء عاجلا للمساعدات.
ومن جهتها طالبت المفوضية العليا للاجئين، التابعة للمنظمة الأممية، بوقف إطلاق النار للسماح للمدنيين بالفرار ولعمال الإغاثة باستئناف تقديم المساعدات الإنسانية. وأضافت المفوضية أن العديد ممن يريدون الخروج من مناطق القتال يضطرون لدفع أموال لمهربين من أجل مساعدتهم على الفرار، مشيرة إلى أن السلطات اليمنية تنوي فتح معسكر للنازحين في هذه المنطقة.
أما برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فقد أعلن أنه بدأ يوم الجمعة توزيع حصة شهر من الحبوب والبقول والزيوت النباتية والملح والسكر على عشرة آلاف نازح.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018