ارشيف من :أخبار عالمية

شهد شاهد من أهله: أصوات إسرائيلية تطالب بحل الدولتين.. و"غوردون" غيض من فيض

شهد شاهد من أهله: أصوات إسرائيلية تطالب بحل الدولتين.. و"غوردون" غيض من فيض


تتكالب الصفعات على الكيان الصهيوني الغاصب يوماً بعد يوم ، فما يلبث يستيقظ من وقع الصفعة الأولى حتى تليها صفعات أخرى متتالية...
والمخزي هذه المرة أن الصفعة جاءت العدو من داخل اروقة دياره .

فقضية الصحفي السويدي رونالد بوستروم الذي كتب مقالاً صحفياُ مناصراً للقضية الفلسطينية و الذي أورد فيها شهادات حول قيام جنود إسرائيليين بسرقة الأعضاء الداخلية لعدد من الشهداء الفلسطينيين، ما هي إلا مثال حي على تعامل "إسرائيل" مع منتقديها بغض النظر عن جنسيتهم.

وما منع المحاضر الأمريكي اليهودي نورمان فنكلشتاين المعروف بدفاعه عن حقوق الإنسان الفلسطيني قبل شهور من دخول الكيان في ظل حرب شنتها ضده سوى مثال آخر على ذلك والقائمة طويلة.

أما "غوردون " فيكاد النوم يطير من عينيه، والسبب ، هو كيف يضمن لطفليه الاثنين ولأطفال "جيرانه الفلسطينيين" ألا يعيشوا في ظل نظام تمييز عنصري؟

وتحت عنوان "قاطعوا إسرائيل " كتب نيف غوردن أستاذ مادة السياسة الدولية في جامعة بن غوريون بمدينة بئر السبع مقالاً نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" وصف فيه "إسرائيل" ب "دولة أبرتهايد "، أي أنها دولة تمييز عنصري مطالبا فيه العالم بفرض مقاطعة دولية على "إسرائيل" ومعتبراً أن ذلك "الطريق الوحيدة لإنقاذها ".

واقترح "غوردون " وسيلتين أخلاقيتين، لا ثالث لهما، لتحقيق هذا الهدف :

أما الوسيلة الأولى يقول "غوردون " فهي حل الدولة الواحدة."أي منح الجنسية لجميع الفلسطينيين عن طريق إنشاء دولة ديموقراطية مزدوجة القومية في كل المنطقة الخاضعة لإسرائيل، مما يعني إلغاء فكرة يهودية الدولة، وهي مسألة تبدو في نظر كثير من الإسرائيليين أشبه باللعنة المحرمة".

و أما الوسيلة الثانية يضيف "غوردون "، هي إنهاء سياسة التمييز العنصري التي تنتهجها الدولة من خلال حل الدولتين مما يعني انسحاب "إسرائيل" إلى حدود ما قبل حرب 1967، مع احتمال عملية تبادل في الأراضي، وتقسيم القدس والاعتراف بحق الفلسطينيين في العودة لكن باشتراط عودة أعداد محدودة منهم إلى "إسرائيل" فيما يستقر الباقون في الدولة الفلسطينية.

وعلى هذا الأساس، إذا كان حل الدولتين هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء سياسة التمييز العنصري التي تتبعها دولة "إسرائيل".. كيف هو السبيل لتحقيق هذا الهدف ؟ يتساءل "غوردون " .

ثم يتابع قائلا : " بات واضحاً بالنسبة لي أن الوسيلة الوحيدة لمواجهة التمييز العنصري يجب أن تكون بمزيد من الضغط الدولي."

انطلاقا من ذلك ، اتخذ الكاتب الصهيوني قراراً بدعم وتأييد المقاطعة بهدف تعرية التمييز العنصري وفقاً لدعوة أطلقها نشطاء سياسيون فلسطينيون في تموز2005 والتي تكتسب تأييداً متزايداً على مستوى العالم، والهدف هو التأكد من أن "إسرائيل" تحترم التزاماتها للمواثيق الدولية، وأن يحصل الفلسطينيون على حقهم في تقرير المصير.

واشار الكاتب الصهيوني إلى أن الحل يكمن في "الضغط الدولي الشديد على إسرائيل، إذا ما كنا بالفعل نريد أن نضمن للجيل المقبل من الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن ضمنهم طفلاي، ألا يعيشوا في ظل نظام عنصري " .

وفي جانب آخر ، يجري الكاتب اليهودي مقارنة بين حال الشعب الفلسطيني و المستوطنيين الصهاينة  قائلاً: "في حين يسكن الشعبان في نفس البقعة من الأرض بين نهر الأردن والبحر المتوسط، إلا أنهما يخضعان لمنظومة قوانين مختلفة تماما.

ويعود فيوضح الكاتب في مكان اخر ، أنه لا يوجد دولة للفلسطينيين و أنهم يفتقرون إلى الكثير من حقوقهم الإنسانية الأساسية. و بالمقابل وفي تناقض شديد، كل اليهود سواء سكنوا في المناطق المحتلة أو في إسرائيل، هم مواطنو إسرائيل".

وفي هذا الاطار ، توالت المواقف وردود الأفعال المنددة بمقال الكاتب الصهيوني، وكان أبرزها التهديد الذي وجهته المنظمات اليهودية في لوس انجلوس والذي تمثل بمقاطعة جامعة بن غوريون ووقف التبرع لها رداً على مقال غوردون.

وقام القنصل الإسرائيلي العام في لوس أنجلوس، ياكي ديان، بتوجيه رسالة خطية إلى رئيسة الجامعة البروفيسور ريفكا كارمي وحذرها من أن دعوات كتلك لمقاطعة إسرائيل قد تمس بالجامعة.

واضاف ديان: "منذ نشر المقالة تلقيت مكالمات هاتفية كثيرة ممن يعتبرون "إسرائيل" غالية عليهم، وقسم منهم متبرعون للجامعة. وجميعهم قالوا إنهم لن يقدموا التبرعات للجامعة".

وقال : "ولم تساعدني ادعاءاتي بأنه لا ينبغي أن يؤثر شخص يعتبر من سقط المتاع على مئات الباحثين الجيدين الذين يعملون في الجامعة" .

وينهي ديان رسالته بالقول: "أنا أؤمن أن الرد المضمون على المحاضرين المناهضين للصهيونية كغوردون هو إقامة معهد لتعليم الصهيونية، ومعاهد من هذا النوع غير قائمة للأسف في أي من جامعات "إسرائيل".

"هذا المعهد يساهم في دحض الأكاذيب التي يحاول أن ينشرها نيف غوردون، باسم الجامعة التي تقودينها"على حد قوله .

ومن جهة أخرى استنكرت جامعة بن غوريون مقال غوردون وقالت إنها مؤسسة صهيونية تجسد حلم دافيد بن غوريون (مؤسس "دولة إسرائيل ") بصورة يومية.

يشار في هذا السياق الى أن المحاضر في نفس الجامعة أمنون راز، وهو ناشط في صفوف التجمع الوطني الديمقراطي، أكثر حدة في النقد من زميله غوردون، وقال راز في محاضرات عديدة أن حق عودة الفلسطينيين، وقيام الدولة الفلسطينية على كامل التراب هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، ويرى أنه يتعين على اليهود أن يطلبوا من الفلسطينيين بعد ذلك بأن يقبلوهم في بلادهم.

والواقع أن الصحف الإسرائيلية تزخر هذه الأيام بمقالات غاضبة حول الأصوات المطالبة بمقاطعة إسرائيل على المستوى الدولي..كما أن عديدا من الأفلام قد سحبت من المشاركة في المهرجانات السينمائية التي تقام في "إسرائيل" ..

يذكر أن غوردون هو ناشط يساري ومحاضر في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة بئر السبع، وكان زار المقاطعة في رام الله خلال العدوان الإسرائيلي عام 2002 (حمل اسم السور الواقي وقاده وزير الأمن حينذاك شاؤول موفاز في حكومة شارون) والتقى مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. و هو أيضاً مؤلف كتاب «الاحتلال الإسرائيلي».

كتبت بتول زين الدين

2009-08-24