ارشيف من :أخبار عالمية
خاص الانتقاد.نت: اميركا تتلقى لطمة جديدة.. من اذربيجان وميدفيدييف يقول: روسيا لن تسمح لاحد ان يتعرض لحياة وكرامة مواطنيه

صوفيا ـ جورج حداد:
لا تزال اميركا مذهولة أمام الصدمة التي تلقتها في جورجيا، حيث وقفت عاجزة امام فشل نظام سآكاشفيلي في اكتساح اوسيتيا الشمالية وابخازيا، من اجل فرض السيطرة التامة على الارض، وإمكان تمرير مشروع أنابيب الغاز الذي تدعمه اميركا لنقل الغاز من اذربيجان عبر جورجيا وتركيا الى اوروبا الغربية، وذلك للالتفاف حول روسيا وعزلها والسعي لقطع علاقات التزويد بالطاقة بينها وبين اوروبا الغربية، مما تعارضه اميركا، لابقاء سيطرتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية على اوروبا.
وقد عمدت ادارة بوش لإرسال أحد أبرز صقورها وهو نائب الرئيس ديك تشيني، في زيارة خاصة الى اذربيجان واوكرانيا وجورجيا، من اجل تشجيع عملائها وحلفائها و"انقاذ ما يمكن انقاذه" من الهيبة الاميركية، والاطمئنان الى ان مشروع خط انابيب الغاز المسمى "نابوكو" سيسير في المخطط المرسوم له.
وما ان غادر تشيني المنطقة، وقبل ان تستفيق الادارة الاميركية من وهلة الصدمة الاولى، تلقت لطمة جديدة من اذربيجان هذه المرة، التي يعول بأنها ستكون هي المورد الرئيسي للغاز، الذي سيمر عبر خط انابيب نابوكو، الذي تشارك فيه 5 دول اوروبية وتدعمه اميركا وسيكلف (حسب مختلف التقديرات) بين 7 و20 مليار يورو.
فقد افادت الانباء الصحفية ان الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف لم يخضع لضغوطات ديك تشيني من اجل الاسراع في بناء خط الانابيب. وخلافا لجميع التوقعات فإن الرئيس الاذربيجاني افهم الجانب الاميركي ان اذربيجان غير متحمسة لنقل نفطها وغازها بأنابيب تلتف حول روسيا. وافادت معلومات الرئاسة الاذربيجانية ان المحادثات بين الطرفين كانت صعبة جدا، بالرغم من العلاقة القريبة التي كانت تربط ديك تشيني حينما كان مدير شركة Halliburton منذ 1995 حتى 2000، وكان الهام علييف في الوقت ذاته نائب رئيس شركة النفط الحكومية الاذربيجانية SOCAR.
وقد اكد تشيني لعلييف ان اميركا ستدعم بقوة بناء خط الانابيب لنقل الغاز من حوض بحر قزوين بمعزل عن روسيا. ولكن علييف افهم ضيفه انه بالرغم من تثمينه للعلاقات مع واشنطن، الا ان باكو ليست على عجلة لبناء خط الانابيب المقصود. وقد انفعل الضيف من نتيجة المحادثات الى درجة انه امتنع عن حضور العشاء التكريمي الذي اقيم على شرفه. ان عدم رغبة علييف في الوقوف الى جانب اميركا في نزاعها مع روسيا هو مفهوم تماما. فإن خسارة ابخازيا واوسيتيا الجنوبية من قبل جورجيا، وتوضيع الدبابات الروسية في اجزاء اخرى من الاراضي الجيورجية، قد فهمت على انها رسالة واضحة لما ينتظر البلدان المجاورة لروسيا، الراغبة في الانضمام الى الناتو والدفاع عن المصالح الغربية.
وحسب مصادر مجمع الطاقة والتدفئة الروسي، فإن اذريجان تجد انه في الوضعية الراهنة فإن من الاضمن لامنها ان تنقل الغاز الى اوروبا ليس عبر جورجيا وتركيا، بل عبر روسيا. وبهذا الصدد فإن شركة "غازبروم" الروسية قد اقترحت في حزيران/ يونيو من هذا العام ان تشتري كميات غير محدودة من الغاز الاذربيجاني بموجب لائحة الاسعار الاوروبية، وليس بموجب الاسعار القديمة الثابتة والمخفضة التي كان يباع بها الغاز الاذربيجاني الى الدول الغربية. ان الاختيار امام اذربيجان هو صعب بما فيه الكفاية، وهو لا يقتصر على الاعتبارات التجارية فقط، بل هو مرتبط بالنتائج الجيوبوليتيكية الجدية. فاذربيجان تقع على الحدود مباشرة مع روسيا، من جهة، ومع ايران، من جهة ثانية. ولهذا فهي لا تريد ان تتدخل في نزاع اميركا مع اي من هاتين الدولتين الجارتين.
وفي هذا الوقت، وخلال اجتماع لمجلس الدولة في الكرملين، اعلن الرئيس الروسي دميتريي ميدفيدييف ان "روسيا هي دولة يجب ان يحسب لها حساب في المستقبل".
وحسب تعبيره فإن "أحداث اوسيتيا الجنوبية اثبتت ان روسيا لن تسمح لاحد ان يتعرض لحياة وكرامة مواطنيها".
واكد مدفيدييف ان روسيا لم تسع الى الحرب، بل اجبرت على خوضها. واضاف "نحن اوقفنا العدوان العسكري ودافعنا عن مصالحنا المشروعة. لا توجد دولة في العالم يمكن ان تحتمل قتل مواطنيها وقوات السلام التابعة لها".
"لقد حاولوا ان يخضعونا للضغط السياسي، ولكنهم لن ينجحوا، ولا يستطيعون ان يفعلوا لنا شيئا"، اكد ميدفيدييف معلقا على تصرفات بعض الدول الغربية.
كما اتهم الرئيس الروسي الغرب بأنه يتابع تسليح جورجيا تحت غطاء تقديم المساعدات الانسانية. وقال: ان كل اسطولهم الحربي توجه الى هناك، لتقديم المساعدات الانسانية...
ووجه سؤالا: كيف ستشعر تلك الدول اذا قامت روسيا الان بارسال اسطولها الى بلدان بحر الكاريبي، لتقديم المساعدات الانسانية للمتضررين من الاعاصير المدمرة...
ومن جهته اكد وزير الخارجية الروسي سرغيي لافروف ان اوسيتيا الجنوبية وابخازيا لم تتوجها الى روسيا بطلب الانضمام الى روسيا الاتحادية. انهما لم تطلبا ذلك، ونحن قمنا بتلبية النداء للاعتراف باستقلالهما، ولان نعقد معهما اتفاقات للصداقة، والتعاون والمساعدة المتبادلة.