ارشيف من :أخبار عالمية
البؤس والألم ضيفان ثقيلان على الغزّيين في شهر رمضان
غزة – فادي عبيد
" السنة هذه ربنا قدّر أن يتزامن شهر رمضان وبداية العام الدراسي الجديد؛ فالواحد ما قادر يشتري لا لرمضان ولا للمدارس في ظل الظروف المزرية التي نعيشها"؛ بهذه الكلمات لخص أبو إياد حال عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة؛ الذين استقبلوا وللعام الثالث على التوالي شهر الخير والبركة بجيوب فارغة، وعيون حائرة؛ لكن هذا العام أُضيف له جانب آخر من المعاناة؛ فرمضان حلّ بعد نحو سبعة أشهر من عدوان همجي صهيوني، ما تزال آثاره ماثلة للعيان حتى يومنا هذا، وهو ما حاولت "الانتقاد" رصده في سياق التقرير التالي:
حي السلاطين في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، واحد من بين الأحياء التي تعج بالمشاهد المأساوية، والذكريات الممزوجة بالحسرة والألم، فسكانه يفتقرون لأبسط مقومات الحياة، فلا كهرباء تنير عتمة ليلهم، وتطفئ لهيب حرارتهم، ولا أطباق شهية ومتنوعة تزين سفرتهم.
مرارة وحسرة
يقول هاني الحسومي (40 عاماً)، وهو أحد مشردي الحي:" منذ أن ُدمر منزلي وأنا وأسرتي نعاني الأمرّين؛ لكن ومع حلول رمضان باتت معاناتنا مضاعفة.. مثل ما أنت شايف لا عارفين وين نفطر ولا وين نتسحر".
أما الحاج أبو محمد المملوك ـ من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة ـ فبدا متأثراً إلى حد كبير بغياب الجلسة الجماعية لأفراد أسرته الـ 20، كما كان متعوداً في كل عام.
يقول المملوك:" إن أفراد أسرته ما زالوا مشتتين، ولا مجال لجمعهم في بيت واحد؛ فهم كانوا يعيشون في عمارة مكونة من 4 طوابق ومن الصعب إيجاد منزل بهذا الحجم للإيجار".
وفي جانب ثانٍ من مأساوية ومرارة متضرري العدوان الأخير على القطاع، تحاول مئات الأسر التي فقدت أحبابها وفلذات أكبادها استرجاع آخر مشاهد جمعتهم في رمضان، كما يقول أنور بعلوشة الذي فقد بناته الخمس (آية، إيمان، إكرام، تحرير، وسمر).
يضيف بعلوشة أن صور بناته اللواتي قضين في استهداف "مسجد الشهيد عماد عقل" في معسكر جباليا شمال القطاع لا تفارق مخيلته؛ لا سيما جلستهن إلى جانبه ووالدتهن قبل الإفطار.
معين ديب (42 عاماً)، هو الآخر أشار إلى الاختلاف الكبير في رمضان هذا العام عن سابقيه؛ فهو يعيش لحظات الشهر الفضيل بلا زوجته وأولاده الخمسة.
يقول ديب:" لم أعد أحرص على الذهاب إلى السوق لشراء حاجيات رمضان، التي كانت غالباً ما تحضرها زوجتي.. فاليوم أنا بعيد عنها، وفقط صورتها ترافقني في كل حركاتي وسكناتي".
أحوال متضرري العدوان ومشرديه؛ تشابهت مع أحوال الغزّيين الآخرين الذين شاركوهم فقدان مصادر الدخل، وتردي الوضع المعيشي.
عجز واضطرار
يقول أبو حمد الشريف (50 عاماً): "الوضع يزداد سوءاً نتيجة الحصار وإغلاق المعابر، فأنا مثلاً منذ 4 سنوات لا أعمل، والمواسم جميعها متلاحقة ومتقاربة".
يضيف أبو حمد وهو معيل لـ 12 فرداً؛ أنه اضطر للاكتفاء بما أتسلمه من معونات نقدية وتموينية؛ على الرغم من قلتها، قائلاً: "حاجيات رمضان كثيرة، وبحاجة لنقود ليست قليلة، وأنا لا طاقة لي على ذلك؛ فما حصلت عليه من مساعدة مالية مؤخراً اضطررت لشراء مستلزمات الأولاد المدرسية به".
"سيناريو" أبو حمد؛ لم يختلف وعشرات آلاف العمال الفلسطينيين الذين باتوا يعتاشون على المساعدات الموسمية التي يتلقونها من الحكومة الفلسطينية أو الهيئات والمؤسسات الأممية، وهو ما انعكس بصورة جلية على حركة الأسواق الغزّية التي باتت تقتصر في كثير من الأحيان على تجوال المواطنين دون شراء أي احتياجات أو مستلزمات.
هكذا إذاً بدا المشهد في غزة المحاصرة خلال شهر الخير والبركة؛ مشهد وإن تضمن الكثير من ملامح البؤس؛ فإنه لم يخل من مشاهد الحياة.
هكذا إذاً بدا المشهد في غزة المحاصرة خلال شهر الخير والبركة؛ مشهد وإن تضمن الكثير من ملامح البؤس؛ فإنه لم يخل من مشاهد الحياة
" السنة هذه ربنا قدّر أن يتزامن شهر رمضان وبداية العام الدراسي الجديد؛ فالواحد ما قادر يشتري لا لرمضان ولا للمدارس في ظل الظروف المزرية التي نعيشها"؛ بهذه الكلمات لخص أبو إياد حال عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة؛ الذين استقبلوا وللعام الثالث على التوالي شهر الخير والبركة بجيوب فارغة، وعيون حائرة؛ لكن هذا العام أُضيف له جانب آخر من المعاناة؛ فرمضان حلّ بعد نحو سبعة أشهر من عدوان همجي صهيوني، ما تزال آثاره ماثلة للعيان حتى يومنا هذا، وهو ما حاولت "الانتقاد" رصده في سياق التقرير التالي:
حي السلاطين في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، واحد من بين الأحياء التي تعج بالمشاهد المأساوية، والذكريات الممزوجة بالحسرة والألم، فسكانه يفتقرون لأبسط مقومات الحياة، فلا كهرباء تنير عتمة ليلهم، وتطفئ لهيب حرارتهم، ولا أطباق شهية ومتنوعة تزين سفرتهم.
مرارة وحسرة
يقول هاني الحسومي (40 عاماً)، وهو أحد مشردي الحي:" منذ أن ُدمر منزلي وأنا وأسرتي نعاني الأمرّين؛ لكن ومع حلول رمضان باتت معاناتنا مضاعفة.. مثل ما أنت شايف لا عارفين وين نفطر ولا وين نتسحر".
أما الحاج أبو محمد المملوك ـ من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة ـ فبدا متأثراً إلى حد كبير بغياب الجلسة الجماعية لأفراد أسرته الـ 20، كما كان متعوداً في كل عام.
يقول المملوك:" إن أفراد أسرته ما زالوا مشتتين، ولا مجال لجمعهم في بيت واحد؛ فهم كانوا يعيشون في عمارة مكونة من 4 طوابق ومن الصعب إيجاد منزل بهذا الحجم للإيجار".
وفي جانب ثانٍ من مأساوية ومرارة متضرري العدوان الأخير على القطاع، تحاول مئات الأسر التي فقدت أحبابها وفلذات أكبادها استرجاع آخر مشاهد جمعتهم في رمضان، كما يقول أنور بعلوشة الذي فقد بناته الخمس (آية، إيمان، إكرام، تحرير، وسمر).
يضيف بعلوشة أن صور بناته اللواتي قضين في استهداف "مسجد الشهيد عماد عقل" في معسكر جباليا شمال القطاع لا تفارق مخيلته؛ لا سيما جلستهن إلى جانبه ووالدتهن قبل الإفطار.
معين ديب (42 عاماً)، هو الآخر أشار إلى الاختلاف الكبير في رمضان هذا العام عن سابقيه؛ فهو يعيش لحظات الشهر الفضيل بلا زوجته وأولاده الخمسة.
يقول ديب:" لم أعد أحرص على الذهاب إلى السوق لشراء حاجيات رمضان، التي كانت غالباً ما تحضرها زوجتي.. فاليوم أنا بعيد عنها، وفقط صورتها ترافقني في كل حركاتي وسكناتي".
أحوال متضرري العدوان ومشرديه؛ تشابهت مع أحوال الغزّيين الآخرين الذين شاركوهم فقدان مصادر الدخل، وتردي الوضع المعيشي.
عجز واضطرار
يقول أبو حمد الشريف (50 عاماً): "الوضع يزداد سوءاً نتيجة الحصار وإغلاق المعابر، فأنا مثلاً منذ 4 سنوات لا أعمل، والمواسم جميعها متلاحقة ومتقاربة".
يضيف أبو حمد وهو معيل لـ 12 فرداً؛ أنه اضطر للاكتفاء بما أتسلمه من معونات نقدية وتموينية؛ على الرغم من قلتها، قائلاً: "حاجيات رمضان كثيرة، وبحاجة لنقود ليست قليلة، وأنا لا طاقة لي على ذلك؛ فما حصلت عليه من مساعدة مالية مؤخراً اضطررت لشراء مستلزمات الأولاد المدرسية به".
"سيناريو" أبو حمد؛ لم يختلف وعشرات آلاف العمال الفلسطينيين الذين باتوا يعتاشون على المساعدات الموسمية التي يتلقونها من الحكومة الفلسطينية أو الهيئات والمؤسسات الأممية، وهو ما انعكس بصورة جلية على حركة الأسواق الغزّية التي باتت تقتصر في كثير من الأحيان على تجوال المواطنين دون شراء أي احتياجات أو مستلزمات.
هكذا إذاً بدا المشهد في غزة المحاصرة خلال شهر الخير والبركة؛ مشهد وإن تضمن الكثير من ملامح البؤس؛ فإنه لم يخل من مشاهد الحياة.
هكذا إذاً بدا المشهد في غزة المحاصرة خلال شهر الخير والبركة؛ مشهد وإن تضمن الكثير من ملامح البؤس؛ فإنه لم يخل من مشاهد الحياة
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018