ارشيف من :أخبار عالمية

أكثر من 182 ألف مصاب في مرض إنفلونزا الخنازير .. وتحذير من موسم الشتاء

أكثر من 182 ألف مصاب في مرض إنفلونزا الخنازير .. وتحذير من موسم الشتاء


تقرير: ليلى سرعيني

دخل العالم مرحلة خطرة، عقب انتشار وباء انفلونزا الخنازير. مرض لم يعرف جنسية ولا عمرا محددا، وانما بات يفتك بسكان الارض، ليتخطى كل التوقعات لجهة إرتفاع اعداد المصابين، حيث وصل الى أكثر من 182 ألف شخص من حول العالم.

فالحالات المتسارعة للإصابة بالداء الذي عصف بالعالم، باتت تشكل تخوفا جعل وزارات الصحة في البلدان، ومنظمة الصحة العالمية، والجمعيات المعنية تشدد على ضرورة التنبه من هذا المرض المعدي، والتحذير منه، فضلا عن العمل الدؤوب للحصول على اللقاحات اللازمة للحد من الارتفاع الخطيرفي عدد الإصابات.


ودعت منظمة الصحة العالمية، العالم ليكون جاهزا لصدمة موجة ثانية لفيروس انفلونزا الخنازير "المتقلب الأطوار" الذي فتك بنحو 1800 شخص حول العالم في وقت يستعد فيه النصف الشمالي للكرة الأرضية لبدء الفصل البارد المؤاتي لانتشار الوباء.


وحذرت مديرة المنظمة مارغرت تشان من المرض، مشددة على "وجوب أن نكون مستعدين لأي مفاجأة يخبئها لنا هذا الفيروس الجديد المتقلب الأطوار"، مضيفة: "يجب أن نكون مستعدين لموجة ثانية وحتى ثالثة كما رأينا بالنسبة لتفشي الاوبئة السابقة". ومع اقتراب فصل الخريف تقف دول الشمال على خط المواجهة فيما بدأ الوباء بالتراجع في المناطق المعتدلة في النصف الجنوبي للكرة الارضية حيث تفشى خلال الشتاء.


وكانت وتيرة انتشار الفيروس ايه-اتش1ان1 قوية وسريعة الى درجة انه حل مكان الانفلونزا الموسمية، كما اقرت منظمة الصحة العالمية.

ومنذ ظهورها في آذار/ مارس تمكنت هذه الانفلونزا الجديدة من الانتشار في 177 بلدا حيث تسببت بوفاة أكثر من 1800 شخصا وأصابت أكثر من 182 ألفا آخرين بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تعتبر أن هذه الارقام أقل بكثير من الواقع، وليس ذلك سوى البداية. وكانت المنظمة قد اعلنت الفيروس كأول وباء للانفلونزا في القرن الحادي والعشرين في 11 حزيران/ يونيو، بسبب سرعة انتشاره ونوعه الجديد مما يحرم سكان العالم من الحصانة.

واكد احد المتحدثين باسم الوكالة الاممية جريجوري هارتل ان "منظمة الصحة العالمية ما زالت في حالة تعبئة وقلقة"، وأن القلق يزداد خصوصا ان الانفلونزا التي تتوضح معالمها ببطء، تبدو في نهاية المطاف "أكثر قوة" من الانفلونزا الموسمية.


الى ذلك، تبين من خلال الدراسات أن الحالات الأكثر خطورة هي تلك التي تصيب من تتراوح أعمارهم بين 25 و50 عاماً. ويلتف الغموض حول هذا المرض، اذ أنه يدعو للقلق خصوصا وان 40% من الحالات الخطيرة وحتى "القاتلة" تظهر لدى الاشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة.

وبحسب منظمة الصحة فقد طلبت دول الشمال أكثر من مليار جرعة من لقاح يعتبر بمثابة اقوى سلاح لمكافحة المرض.


وحذر مسوؤل رفيع بمنظمة الصحة العالمية من مخاطر هذا المرض، الذي ينتشر بوتيرة سريعة جدا، مشددا انه على المواطنين "أن يكونوا يقظين له" مطالباً بوضع إعلانات وحملات توعية واضحة في الوقت الملائم حول الداء الخطير.

واعتبر أن أنفلونزا الخنازير هو أول وباء أنفلونزا يظهر منذ 40 عاماً، وحتى الآن لم يسبب إلا أعراضاً خفيفة، محذراً في الوقت نفسه بأن "للفيروس أضراراً جدية لأنه شديد العدوى، ويمكن أن يؤدي إلى حالات شديدة وخطيرة". وبيّن أن الفيروس بدا حتى الآن غير متوقع، لذلك فعلى الناس أن يكونوا يقظين له، مطالباً بوضع إعلانات وحملات توعية واضحة في الوقت الملائم حول الداء الخطير.

كما أكد على ضرورة أن يستجيب الناس للمعلومات والرسائل الصحية، بحيث يتمكنوا من معرفة الأعراض المبكرة للمرض، والحصول على العناية الصحية في الوقت الملائم. مضيفا "سنكون بأمان فقط عندما نطبق هذه الدروس في كل دولة تتعامل مع الفيروس".

وفي هذا الاطار، اعلنت منظمة الصحة العالمية، أن القارة الاميركية تأتي بالدرجة الاولى من حيث عدد المصابين، والاولى التي ظهر فيها المرض. وجاء جنوب شرق اسيا في المرتبة الثانية تليه اوروبا.


الى ذلك، أعلنت عدة منظمات دولية الجمعة التعبئة لمساعدة الدول الاكثر فقرا في العالم التي لا تستطيع الحصول على اللقاحات ومضادات الفيروس الضرورية لمكافحة وباء انفلونزا الخنازير.

واوضح الناطق باسم منظمة الصحة العالمية بول غارود في مؤتمر صحافي ان التحدي الذي يشكله الوباء في الدول الفقيرة دفع بالمنظمات الى توحيد جهودها لاقتراح "اجراءات ملموسة على الحكومات التي لا تستطيع الحصول على ما يكفي من اللقاحات ومضادات الفيروس". واكد ان من اهداف هذه المنظمات زيادة احتياطي ادوية معالجة الالتهاب الرئوي في تلك الدول بنسبة 30%.


ومن جهة ثانية، إتخذ خبراء دول الاتحاد الاروبي موقفا مشتركا لمنح الاشخاص الذين يعانون من امراض مزمنة منذ اكثر من ستة اشهر والحوامل والعاملين في المؤسسات الطبية الاولوية في الاولوية للحصول على لقاح ضد فيروي H1N1.

وفي دراسة نشرتها مجلة يوروسورفيانس لتحليل الوفيات المؤكدة بالفيروس في العالم حتى منتصف تموز/ يوليو ، تبين ان اكثر من نصف تلك الحالات تعود الى افراد تراوح اعمارهم بين 20 و49 عاما، بمعدل اعمار يبلغ 37 عاما. ولم يرصد اي مرض ثانوي لدى نصف الوفيات. بغض النظر عن السن. وذكرت الدراسة ان حالات الحمل ومشاكل السكري والبدانة تشكل "عوامل خطر مؤثرة".

واحصيت 16 وفاة لنساء حوامل. بينهن ثماني على الاقل كانت لديهن عوامل خطر اخرى (سمنة، مرض قلبي او تنفسي على غرار الربو او السل). واحصيت 12% من الوفيات لدى اطفال بين سن الولادة وتسع سنوات و10% لدى فتية بين 10 و19 عاما. واضاف الباحثون ان اكثر من ربع الاطفال المتوفين (27%) لم يرصد لديهم اي مرض ثانوي. ومثلهم 22% من البالغين بين 20 و29 عاما.

وافادت الدراسة ان الافراد في سن تتجاوز 60 عاما شكلوا 12% من الوفيات حول العالم، و28% في استراليا، و36% في كندا. وفي هذه الفئة العمرية سجلت 60% من الوفيات لدى افراد يعانون من مرض قلبي او تنفسي.


وقال الباحثون "يبدو ان المسنين محميون من العدوى الى درجة ما. ربما بسبب التعرض سابقا لجرعات فيروسية مشابهة" لفيروس ايه(اتش1ان1). لكنهم تداركوا "عندما تتم العدوى تبدو نسبة الوفيات لدى الاكبر سنا اكثر ارتفاعا" من الفئات العمرية الاخرى.

2009-08-26