ارشيف من :أخبار عالمية

تظاهرات بريطانية منددة بزيارة نتنياهو للندن

تظاهرات بريطانية منددة بزيارة نتنياهو للندن
احتشد مئات المتظاهرين في لندن للاحتجاج على زيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لبريطانيا وللتعبير عن تأييدهم للشعب الفلسطيني، رافعين شعارات منددة بالسياسات الإسرائيلية، كتب عليها "نتنياهو مجرم حرب"، وأخرى داعمة لفلسطين من بينها شعار "القدس هي عاصمة فلسطين".

وحاول المتظاهرون خارج قاعة الاجتماعات حيث يلتقي رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون و نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إغلاق الطريق إلا أن الشرطة البريطانية منعتهم واعتقلت عددا منهم.

جاء ذلك في المرحلة الأولى من جولة نتنياهو الأوروبية التي تنقله الخميس الى برلين، على أن يلتقي اليوم الاربعاء مع المبعوث الاميركي جورج ميتشل في محاولة للتوصل الى تفاهم حول قضية الإستيطان، من خلال طرحه ما سمي بـ "صيغة تقارب" تسمح بإحراز تقدم في عملية السلام يتيح للمستوطنين أن "يعيشوا حياة طبيعية" على حد تعبير نتنياهو.

ومن المتوقع ان يستمر الاجتماع مع متيشل نحو ثلاث ساعات فيما سيقوم ميتشل بزيارة الأراضي المحتلة في منتصف شهر ايلول/ سبتمبر القادم.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك بين رئيس الوزراء البريطاني غوردون في لندن ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الأخير: "من حق المستوطنين ان يعيشوا حياة طبيعية وهذا لا يعني مصادرة المزيد من الأراضي في الضفة الغربية. اما القدس لم يتم التوصل إلى تسوية، و"اسرائيل" لن تقبل القيود على سيادتها هناك" .

واضاف نتنياهو :" نحن بحاجة الى دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل" ، مشددا على رفض التسوية في مسألة القدس.

وتابع يقول: "إن القدس هي عاصمة "إسرائيل" ولن نقبل أي حد من سيادتنا، القدس ليست مستعمرة".

وزعم ان "العمل جار على قدم وساق لإحراز تقدم في عملية السلام يؤدي الى سلام حقيقي" قائلا: "نأمل إحراز تقدم في الأسابيع والأشهر المقبلة".

وبالمقابل دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن بروان الى تجميد البناء في المستوطنات لكي يمهد الطريق لقيام دولة فلسطينية، ورأى براون أن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية تعرقل ما يسمى ب "عملية السلام" ، وأن تجميدها قد يسهل تطبيع العلاقات مع الدول العربية .

وقال رئيس الوزراء البريطاني إنه متفق مع الرئيس باراك أوباما على ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي.

وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية ان الادارة الاميركية على وشك تحقيق انفراجة في محادثات السلام في الشرق الأوسط.

ووفقا للتقرير، فقد تمكن الرئيس الامريكي باراك أوباما من اقناع "اسرائيل" بتجميد البناء في المستوطنات في مقابل تبني الولايات المتحدة سياسات أكثر صرامة بشأن الخطة النووية الايران .

وقال مسؤولون امريكيون كبار ان "اسرائيل" والولايات المتحدة تقتربان من التوصل الى اتفاق حول قضية بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

ومن جهتها نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول امريكي قوله: "قلنا من البداية ما نريده فيما يتعلق بالمستوطنات، ونحن نقترب من الحصول على هذا من إسرائيل".

وطالبت إدارة أوباما "إسرائيل" بوقف جميع اعمال البناء في المستوطنات في الضفة الغربية، لانها تشكل عقبة في طريق قيام دولة فلسطينية".

وفي هذه الأثناء كشفت صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" عن توتر في العلاقات بين مكتبي نتنياهو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشكل كبير في الأيام الأخيرة.

وذكرت الصحيفة الاسرائيلية أن رئيس مجلس"الأمن القومي" ومستشار نتنياهو السياسي عوزي أراد انفجر في نوبة غضب خلال محادثة هاتفية مع مستشار ميركل السياسي والدبلوماسي الألماني كريستوف أويسجن مطالبا بألا يطرح الجانب الألماني موضوع الاستيطان خلال لقاء نتنياهو وميركل الخميس القادم.

وأضافت الصحيفة أن أراد طلب خلال المحادثة مع أويسجن ألا يكون موضوع الاستيطان مركزيا خلال اللقاء وألا تتطرق ميركل إليه علنا في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو، واشارت الى إن أراد طلب ايضا ألا تنشر حكومة ألمانيا والمتحدثين باسمها بيانا رسميا بهذا الخصوص.

ورفض أويسجن طلب أراد حسبما تشير "هآرتس "، مؤكدا أن موضوع الاستيطان هو جزء أساسي من السياسة الخارجية الألمانية، وأن موقف ألمانيا مطابق للموقف الأمريكي المطالب بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

وفي سياق متصل ، أكد أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأميركية في واشنطن كلوفيس مقصود أن التشنج الراهن بين أميركا و"إسرائيل" متعمد من قبل إدارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، لافتاً خلال حديث لإحدى الصحف الكويتية الى أن "تل أبيب " تتعمد المبالغة في تظهير خلافها مع واشنطن بغية ترحيل القضية الفلسطينية وتغييب أهميتها واعطاء الاولوية للخطر النووي الإيراني.

ورأى أن: "إسرائيل تحاول الربط بين وجودها وانتاج إيران للقنبلة النووية، واستعمالها لكلمة خطر وجودي هو تعريف للابتزاز في أعلى تجلياته، ولهذا تفتعل ذلك وتواجهه بإرهاب فكري وسياسي ساعية إلى إبراز أي اعتراض أو مقاومة كأنه مظهر من مظاهر اللا سامية.

وبالمقابل قال اوري هايتمر في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية إن تجميد الاستيطان كثمن للتطبيع "يفرغ هذا التطبيع من مضمونه ويجعله أمرا عديم المعنى".

ودعا هايتمر "إسرائيل" أن تكف عن التصرف كمن وجودها منوط باعتراف العرب، متسائلاً: " لقد واجهت الصهيونية في بداياتها مقاومة قاطعة من العرب. فماذا في ذلك؟"

وقال هايتمر "رغم أنفهم استوطنا البلاد، أقمنا دولة ونحن نبقيها بنجاح تام لا بأس به حتى اليوم " على حد قوله .

وخلص الكاتب الصهيوني إلى أنه "إذا كانت هناك حاجة للتذكير، فإننا أبداً لم نطلب وبالتالي لم نحصل على إذن من العرب لتحقيق الصهيونية

و"اليوم ايضا نحن لا نحتاج الى اذنهم " حسب تعبيره.

تقرير: بتول زين الدين
2009-08-26