ارشيف من :أخبار لبنانية

الفيحاء تعود الى عراقتها ابتداء من اليوم وسط احتضان وتأييد رسمي وشعبي واسع للمصالحة الطرابلسية

الفيحاء تعود الى عراقتها ابتداء من اليوم وسط احتضان وتأييد رسمي وشعبي واسع للمصالحة الطرابلسية
تنطلق اليوم مسيرة عودة مدينة الفيحاء طرابلس الى احضان الواقع اللبناني القائم على العيش المشترك والتعددية الطائفية والمذهبية والسياسية بعدما خلعت عنها ثوب الفتنة ورمته جانبا وتبرأت من اولئك الذين لا يتذكرونها الا لاجل افتعال حروب الزواريب بين ابنائها . وفي هذا الاطار تستمر التصريحات المؤيدة لما بات يعرف بالمصالحة الطرابلسية فبعد تأييد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للمصالحة امس ,  لاقت وثيقة المصالحة بين التيارات السياسية الرئيسة في مدينة طرابلس أصداء إيجابية وواسعة لدى المسؤولين السياسيين والمرجعيات الدينية في لبنان. 
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تابع تطورات خطوات المصالحة في الشمال، فاجرى سلسلة اتصالات مع جميع الافرقاء في المدينة في سبيل ترسيخ هذه الخطوات وتثبيت الامن والاستقرار.
 من جهته أجرى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير سلسلة اتصالات هاتفية بكل من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري وفاعليات دينية شمالية، واستعرض معهم الأوضاع العامة في الشمال، مباركا "الجهود المبذولة لإنجاز المصالحة بين الأهل والأشقاء".
بدوره، أمل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن في أن تُعمم المصالحة في طرابلس على كل المناطق التي تحتاج الى صراحة ومصالحة"، وتمنى حسن، إثر زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ان "يستمر الاستقرار السياسي في هذا البلد وان تتوجه الحكومة والمؤسسات نحو انجاز الملفات العالقة. نحو الحوار الهادئ والهادف. نحو تعزيز العيش المشترك والسلم الاهلي".
 من جانبه، حيّا رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص، في تصريح باسم "منبر الوحدة الوطنية"، الحريري ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار "على الانجاز العظيم الذي استطاعا تحقيقه بوضع وثيقة طرابلس وإجراء المصالحة على أساسها". وأضاف الحص "انه انجاز عظيم سيكون من شأنه قطع دابر الفتنة التي كانت تهدد طرابلس والشمال وسائر المناطق اللبنانية، معتبراً أنه "سيرسي قواعد المصالحة التي يمكن ويجب ان تتم في سائر المناطق اللبنانية بما فيها العاصمة بيروت".
 
وفي السياق نفسه، بيّن النائب السابق بهاء الدين عيتاني أن "الجهود المبذولة لاجراء مصالحة ثابتة ونهائية ودائمة في طرابلس تقطع الطريق على الفتنة المفتعلة واصحابها، على قاعدة سحب السلاح من جميع الفرقاء فورا وتسليم زمام الامور الى الجيش اللبناني للقيام بدوره الوطني". ودعا عيتاني الى "مصالحة مماثلة في بيروت تعيد اللحمة بين ابناء العاصمة وتعيد لبيروت دورها الوطني الجامع".
 من ناحيته، اعتبر النائب عادل عسيران أن "الخطوة المقبلة يجب ان تكون في مؤتمر الحوار في القصر الجمهوري برعاية الرئيس العماد ميشال سليمان. سواء كان هذا الحوار ضيقا او موسعا".
إلى ذلك، رأى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي انه "إذا كان من عبرة نأخذها مما حصل في الشمال، فهي أن خيار الوفاق والإعتدال هو الراجح في كل الأوقات. وأن العنف لا يستولد سوى العنف. ولا أحد يستطيع إلغاء أحد".
 من جهته، لفت الامين العام لـ"حركة النضال اللبناني العربي" النائب السابق فيصل الداوود إلى أن "اهمية مصالحة طرابلس انها تقفل باب المعارك العسكرية وتنهي الاقتتال بين الاخوة وتقضي على الفتنة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "ذلك لا يمنع من المعالجة السياسية للازمة اللبنانية كلها والتي تتمثل بتطبيق بنود اتفاق الدوحة والالتزام باتفاق الطائف كاملا".
 وصرح نقيب الصحافة الاستاذ محمد البعلبكي بأن "ما هو جار في الشمال اليوم يجب ان يكون قدوة تحتذى حتى يعم الخير كل اللبنانيين"، موجهاً "التحية الصادقة باسم الرأي العام اللبناني كله الى من هيأ لهذا الانجاز".
 أما النائب بطرس حرب فتمنى أن "تكون خطوة المصالحة في طرابلس هي الأولى على طريق مشروع المصالحة السياسية العامة ودفع كل الأفرقاء السياسيين إلى التزام القواعد الأخلاقية للعمل السياسي وألا تتحول حياة الناس وأمنهم ومستقبل البلاد أداة ضغط لتسجيل انتصارات متبادلة. بل نعود إلى الممارسة الديموقراطية السليمة بهدف توفير السعادة والازدهار والحرية والكرامة للمواطنين بدلا من إغراقهم في الخلافات والاقتتال والآلام".
 وفي سياق متصل، أكد الأمين العام لـ"حركة التوحيد الإسلامي" الشيخ بلال سعيد شعبان ورئيس "التنظيم القومي الناصري" سمير شركس، خلال اجتماع لهم في طرابلس، ضرورة أن تشمل المصالحة مختلف المرجعيات والقوى السياسية في الشمال من معارضة وموالاة".
ولفت الجتمعون إلى أنه "إذا كان يرى البعض أن لأحداث طرابلس بعدا عربيا وإقليميا فلماذا لا يكون للمصالحة نفس البعد العربي والإقليمي فتطوى ملفات الاختلاف العربي ـ العربي إلى غير رجعة".
2008-09-08