اتهم مبعوث الرباعية إلى الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني الاسبق طوني بلير اسرائيل بانتهاك الاتفاقية لتخصيص الترددات الضرورية لتشغيل شركة فلسطينية ثانية للهواتف الخلوية في الضفة الغربية وهي 'الوطنية موبايل' للاتصالات. وكانت الشركة قد هددت بالانسحاب من الصفقة.

وذكرت صحيفة 'هآرتس' الاسرائيلية ان بلير اتهم "اسرائيل" بتعطيل واحد من أهم المشاريع الاقتصادية في الضفة الغربية، في الوقت الذي يوضح فيه رئيس وزراء الإحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رؤيته الخاصة بالسلام الاقتصادي في الخارج.وكتب بلير في وثيقة للرباعية انه اذا أجلت تل أبيب تخصيص الترددات اكثر من ذلك، فان استثمار 'الوطنية موبايل' البالغ 700 مليون دولار في الضفة الغربية قد يذهب ادراج الرياح وقد يشكل هذا رادعا لمستثمرين آخرين ايضا.

وقال بلير ان "تخصيص الترددات، الذي اتفقت عليه السلطة الفلسطينية واسرائيل عام 2008، قد يجلب 214 مليون دولار للسطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية وسيساعدها في تلبية احتياجات مالية عاجلة.واعلنت 'الوطنية موبايل' يوم الاحد الماضي انها حددت الخامس عشر من الشهر المقبل موعدا نهائيا لتخليص الترددات اللازمة لاطلاق شبكة الهاتف الخلوي المقرر في 15 تشرين الأول" .

وفي حال لم تفرج "اسرائيل" عن الترددات بحلول ذلك الموعد، فان 'وطنية موبايل' ستطالب باستعادة 140 مليون دولار من تكاليف رسوم الترخيص بالاضافة الى تعويضات مالية اخرى.ويذكر ان 'الوطنية موبايل' المملوكة لشركة الاتصالات الوطنية الكويتية ولصندوق الاستثمار الفلسطيني تلقت وعدا بالحصول على الحد الادنى من مخصصات اطياف التردد 4,8x2 ميغا بحسب اتفاقية بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الاسرائيلي ، ولكن جرى تزويد الشركة بترددات 3,8 وهي اقل من الحد الادنى للترددات المطلوبة لاطلاق الشبكة.وكانت 'الوطنية موبايل' قد تعهدت باستثمار 650 مليون دولار في اقتصاد الضفة الغربية خلال السنوات القليلة المقبلة لتوفير 2500 فرصة عمل.وتقول 'الوطنية موبايل' ان ترددات أقل من 4,8x2 ميغا لن تمكنها من التنافس مع شركات اخرى ومن تقديم الخدمات في انحاء الضفة الغربية.

وقال بلير ان "شركات اسرائيلية للهواتف الخلوية تقدم خدماتها للمستوطنات والمواقع الاستيطانية منتشرة في جميع انحاء الضفة الغربية.وقال وزير الاتصالات الفلسطيني مشهور ابو دقة لوكالة 'رويترز' أن السلطة الفلسطينية ستطلب من قوى دولية ممارسة ضغط على "اسرائيل" لتغطية التكاليف المالية الناتجة عن انسحاب محتمل لشركة 'وطنية موبايل' من الصفقة.ولم يعلق مكتب رئيس وزراء الإحتلال الاسرائيلي على التقرير".

هذا وقال مصدر في وزارة الجيش الصهيوني ان "التأجيل في الافراج عن الترددات لا علاقة له باسرائيل، وانما بصراعات قوى داخل السلطة الفلسطينية".

وكالات