ارشيف من :آراء وتحليلات
المقاومة الشريفة.. وصغار القتلة

كتب مصطفى خازم
بالأمس كانت مصالحة طرابلس.. التي أدخلها أدعياء "المقاومة.. والمقاومون الأوائل".. في أتون فتنة كادت تجر الشمال ولبنان إلى مكان، أقل ما يقال عنه إنه "تنور يفور بدم"..
وقبل الأمس بأيام قام صغير ميليشيات القتل على الهوية بالتنطح لمحاولة المس بقدسية المقاومة ونسب الشرف إلى "مقاومتها"، ولمن كان صغيراً أو خانته الذاكرة، نعيد شحن بطارية ذاكرته بوقائع لا تحتاج إلى دليل.. وليس لنكء الجراح الماضية، لكن لإحقاق الحق كي لا يضيع الحق على أهله..
في مجازر صبرا وشاتيلا لم تكن هناك مقاومة للمحتل الاسرائيلي الذي استباح سيادة لبنان براً وبحراً وجواً.. فمن كنت تقاوم وأنت أصلاً، إذا كنت ولدت فقد كنت لا تزال عاجزاً عن قضاء احتياجاتك بنفسك.
في مجازر النبعة والكرنتينا وعين الرمانة والشياح.. لم يكن هناك مقاومة للغريب، وهو كان يدخل بيتك ويعطي من أكبر منك سناً هداياه وهو ما انكشف لاحقا.. ولله در زياد الرحباني الذي سأل يوماً: "أليس الفلسطيني الذي يوصلك وعائلتك إلى المطار غريب.. أليس من يعطيك بونات البنزين في عز شح البنزين يومها غريب..".
ونكمل الرواية لأننا نريد ان ننتهي من التضليل والتدجيل الإعلامي و"الخطابي".. الممجوج، والمراهن على ذاكرتنا الضعيفة..
لا تزال أجساد المفقودين في أحياء النبعة ومسجدها والكرنتينا غضة طرية.. ولا تزال عوائل كثيرة تبحث عن فلذات أكبادها التي تركتها صباح ذاك اليوم الاسود الحزين لتتوجه الى عملها ولم تعد مذ ذاك الى بيتها، ولم تجد عائلتها ولا بيتها أصلاً..
أم وابنتها لم يظهر لهما أثر.. من آثار "مقاومتكم" في الكرنتينا..
فتاة طار نصف رأسها الامامي بفضل "مقاومتكم".. في تل الزعتر..
والسلسلة تطول وقد تصلح لفيلم وثائقي يظهر مدى الحقد على اللبنانيين وليس على أعداء لبنان وهم .. أمامكم.
هذه هي مقاومتكم يا صغار القتلة..
أما مقاومتنا فقد أثبتت بالتجربة المرة وعلى مر الايام انها القادرة على صنع العزة والكرامة والسيادة لـ"الوطن" وليس لـ"العائلة"..
وطن مرّ بتجارب جسر المطار في 13 أيلول/ سبتمبر 1993، وما قبله وما بعده، حيث قتلنا في الشارع وبدم بارد وعلى مرأى ومسمع العالم كل العالم الذي تكالب علينا في عدوان تموز/ يوليو 2006 ولم ننجر الى فتنة، ولم نقتل احداً، ولم ندخل البلد في أتون ما أدخلتموه فيه انتم وآباؤكم..
شاهدنا أخواتنا يسقطن بطلقات الحقد والبغضاء.. واحدة تلو الأخرى.. تسلم الروح.
وشبابنا يتم اصطيادهم برصاص قناصة محدد المصدر ومكشوف.. كل ذنبهم انهم لبنانيون شرفاء..
ومن مجازر الكرنتينا والنبعة الى صبرا وشاتيلا .. وصولاً إلى جسر المطار والرمل العالي وشهداء المعارضة الوطنية اللبنانية في الجامعة العربية وقصقص.. حتى احداث مار مخايل .. لو شاء الناس ان يعيدوا الزمن إلى الوراء لما استطاع احد إيقافهم..
لكنهم الشرف والكرامة..
أوقفوا تلاعبكم بعقول المساكين.. ابحثوا لكم عن مجد حقيقي لتخبروا الناس عنه ولن تجدوا.. فمآثركم من التلاعب بالدولار الى نهب ثروة الشعب بالصفقات المشبوهة والعمالة، وصولاً الى المناصب والكراسي..
لو طوينا صفحة الماضي من اجل المصالحة..اليوم بلغت الخروقات الجوية الصهيونية للسيادة اللبنانية حداً لا يوصف، والعدادات لم تعد تعمل، بل صارت بالارقام الفلكية..
أين "مقاومتكم".. أين حرصكم على السيادة، أين دعمكم للجيش اللبناني..
حتى تفيقوا من "سكرتكم"..
بيتكم من زجاج بل أوهن.. وبيوت الناس من صبر وقوة ومنعة وشرف وكرامة قبل الصخر وبعده..
الانتقاد/ العدد1297 ـ 9 أيلول/ سبتمبر 2008
بالأمس كانت مصالحة طرابلس.. التي أدخلها أدعياء "المقاومة.. والمقاومون الأوائل".. في أتون فتنة كادت تجر الشمال ولبنان إلى مكان، أقل ما يقال عنه إنه "تنور يفور بدم"..
وقبل الأمس بأيام قام صغير ميليشيات القتل على الهوية بالتنطح لمحاولة المس بقدسية المقاومة ونسب الشرف إلى "مقاومتها"، ولمن كان صغيراً أو خانته الذاكرة، نعيد شحن بطارية ذاكرته بوقائع لا تحتاج إلى دليل.. وليس لنكء الجراح الماضية، لكن لإحقاق الحق كي لا يضيع الحق على أهله..
في مجازر صبرا وشاتيلا لم تكن هناك مقاومة للمحتل الاسرائيلي الذي استباح سيادة لبنان براً وبحراً وجواً.. فمن كنت تقاوم وأنت أصلاً، إذا كنت ولدت فقد كنت لا تزال عاجزاً عن قضاء احتياجاتك بنفسك.
في مجازر النبعة والكرنتينا وعين الرمانة والشياح.. لم يكن هناك مقاومة للغريب، وهو كان يدخل بيتك ويعطي من أكبر منك سناً هداياه وهو ما انكشف لاحقا.. ولله در زياد الرحباني الذي سأل يوماً: "أليس الفلسطيني الذي يوصلك وعائلتك إلى المطار غريب.. أليس من يعطيك بونات البنزين في عز شح البنزين يومها غريب..".
ونكمل الرواية لأننا نريد ان ننتهي من التضليل والتدجيل الإعلامي و"الخطابي".. الممجوج، والمراهن على ذاكرتنا الضعيفة..
لا تزال أجساد المفقودين في أحياء النبعة ومسجدها والكرنتينا غضة طرية.. ولا تزال عوائل كثيرة تبحث عن فلذات أكبادها التي تركتها صباح ذاك اليوم الاسود الحزين لتتوجه الى عملها ولم تعد مذ ذاك الى بيتها، ولم تجد عائلتها ولا بيتها أصلاً..
أم وابنتها لم يظهر لهما أثر.. من آثار "مقاومتكم" في الكرنتينا..
فتاة طار نصف رأسها الامامي بفضل "مقاومتكم".. في تل الزعتر..
والسلسلة تطول وقد تصلح لفيلم وثائقي يظهر مدى الحقد على اللبنانيين وليس على أعداء لبنان وهم .. أمامكم.
هذه هي مقاومتكم يا صغار القتلة..
أما مقاومتنا فقد أثبتت بالتجربة المرة وعلى مر الايام انها القادرة على صنع العزة والكرامة والسيادة لـ"الوطن" وليس لـ"العائلة"..
وطن مرّ بتجارب جسر المطار في 13 أيلول/ سبتمبر 1993، وما قبله وما بعده، حيث قتلنا في الشارع وبدم بارد وعلى مرأى ومسمع العالم كل العالم الذي تكالب علينا في عدوان تموز/ يوليو 2006 ولم ننجر الى فتنة، ولم نقتل احداً، ولم ندخل البلد في أتون ما أدخلتموه فيه انتم وآباؤكم..
شاهدنا أخواتنا يسقطن بطلقات الحقد والبغضاء.. واحدة تلو الأخرى.. تسلم الروح.
وشبابنا يتم اصطيادهم برصاص قناصة محدد المصدر ومكشوف.. كل ذنبهم انهم لبنانيون شرفاء..
ومن مجازر الكرنتينا والنبعة الى صبرا وشاتيلا .. وصولاً إلى جسر المطار والرمل العالي وشهداء المعارضة الوطنية اللبنانية في الجامعة العربية وقصقص.. حتى احداث مار مخايل .. لو شاء الناس ان يعيدوا الزمن إلى الوراء لما استطاع احد إيقافهم..
لكنهم الشرف والكرامة..
أوقفوا تلاعبكم بعقول المساكين.. ابحثوا لكم عن مجد حقيقي لتخبروا الناس عنه ولن تجدوا.. فمآثركم من التلاعب بالدولار الى نهب ثروة الشعب بالصفقات المشبوهة والعمالة، وصولاً الى المناصب والكراسي..
لو طوينا صفحة الماضي من اجل المصالحة..اليوم بلغت الخروقات الجوية الصهيونية للسيادة اللبنانية حداً لا يوصف، والعدادات لم تعد تعمل، بل صارت بالارقام الفلكية..
أين "مقاومتكم".. أين حرصكم على السيادة، أين دعمكم للجيش اللبناني..
حتى تفيقوا من "سكرتكم"..
بيتكم من زجاج بل أوهن.. وبيوت الناس من صبر وقوة ومنعة وشرف وكرامة قبل الصخر وبعده..
الانتقاد/ العدد1297 ـ 9 أيلول/ سبتمبر 2008