ارشيف من :أخبار عالمية

نتنياهو: تجميد الاستيطان 9 أشهر ما عدا القدس

نتنياهو: تجميد الاستيطان 9 أشهر ما عدا القدس
كشفت مصادر إسرائيلية أمس أن رئيس حكومة العدو نتانياهو عرض على المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل اقتراحا إسرائيليا جديدا لحل الخلاف بشأن المستوطنات, يتضمن تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة لمدة 9 أشهر, إلا أن التجميد لن يشمل القدس الشرقية, فيما تسيطر حالة من الغموض في واشنطن على مدى التقدم الذي أحرزته المفاوضات الأمريكية–الإسرائيلية والتي تهدف إلى تمهيد الطريق لبدء محادثات السلام بين العرب والإسرائيليين.

وأشارت المصادر الإسرائيلية, إثر محادثات نتنياهو مع ميتشيل في لندن أول من أمس, إلى أن الولايات المتحدة وافقت مبدئيا على هذه الصيغة الجديدة لتجميد الاستيطان بعد أن كانت تطلب وقفا تاما للنشاطات الاستيطانية, لكنها ستقدم ردها النهائي على هذا الاقتراح الأسبوع القادم. وذكر مصدر سياسي إسرائيلي أن إسرائيل طلبت من الأمريكيين السماح ببناء مبان عامة في المستوطنات في الضفة وفقا لأذون تفصيلية لغرض "إدارة حياة طبيعية", في إشارة إلى رياض أطفال ومدارس.

ويتضمن الاقتراح أيضا استكمال بناء نحو 2500 وحدة سكن سبق أن بدأ البناء فيها. وسيصل ميتشيل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في الأسبوع الثاني من سبتمبر المقبل من أجل إكمال الاتفاق بشكل نهائي, على أن يبحث الاقتراح بعمق أكبر في اللقاء الذي سيعقد الأسبوع القادم في واشنطن بين مبعوث نتنياهو المحامي اسحق مولخو ورئيس طاقم وزارة الحرب الإسرائيلية مايك هيرتسوج مع ميتشيل وفريقه.

ورفض المتحدث باسم وزارة خارجية العدو "ايان كيلي" تفسير العبارة التي وردت في بيان محادثات ميتشيل ونتنياهو بأن اللقاء أسفر عن "تقدم كبير". وقال "فلندع المفاوضات في طريقها. إن لدينا جولة أخرى في واشنطن الأسبوع المقبل. إنني أعتقد أن هناك مجالا للتفاؤل ولكنني لا أرغب في الخوض في أي شيء يمكنه بأي طريقة من الطرق أن يتسبب في عرقلة هذا التحرك إلى الأمام".

وأشارت التكهنات إلى أن جولة مفاوضات واشنطن الأسبوع المقبل لن يشارك فيها نتنياهو, مما يعني أن الجانبين اتفقا بالفعل على الأمور الجوهرية وأن ما بقي هو العمل على بعض التفصيلات.

وتوقعت تقارير أمريكية ألا يعلن البيت الأبيض عن حدوث اتفاق حتى في حالة التوصل إلى صيغة مقبولة من الجانبين على أن يترك الأمر للرئيس أوباما ليعلنه ربما من فوق منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل, كما أشارت إلى أن الاستيطان الاسرائيلي في القدس الشرقية سوف يجمد ولكن دون إعلان رسمي ومع استكمال الوحدات الاستيطانية التي بدأ تشييدها في الحزام المحيط بالقدس الشرقية وفي مواقع أخرى ولكن دون بناء وحدات جديدة. وعلق مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الأمريكية على دراية واسعة بالشرق الأوسط على أنباء اجتماع لندن بقوله "لست مقتنعا بأن الإسرائيليين سيوقفون الاستيطان. إنهم في تقديري سيواصلونه بصورة أو أخرى. وما يتعين عمله الآن هو توجيه بؤرة العدسة إلى النشاط الاستيطاني والكشف فورا عن أي عودة لذلك النشاط بعد إعلان الاتفاق بين الولايات المتحدة و" إسرائيل " ".

وبدورهم, أكد مسؤولون فلسطينيون أنهم لم يبلغوا رسميا من قبل الولايات المتحدة بأي اتفاق تم التوصل إليه بشأن الاستيطان, مشيرين إلى أن القيادة الفلسطينية تنتظر أن تتلقى تقريرا أمريكيا رسميا عن المحادثات التي جرت بين نتنياهو وميتشيل. ويطالب الفلسطينيون بوقف شامل وكامل للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، بما فيها مدينة القدس، قبل استئناف أي مفاوضات للعملية السلمية. إلى ذلك, أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس أن إحراز تقدم في مسألة تجميد الاستيطان الإسرائيلي يمثل أهمية بالغة بالنسبة لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط وأن عنصر الوقت يلعب دورا مهما. وأعربت ميركل, خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في برلين, عن ثقتها في أن الفرصة المتاحة أمام إيجاد حل سلمي جيدة للغاية في الوقت الراهن. من جهته, جدد نتنياهو مطالبته للفلسطينيين بالاعتراف ببلاده كدولة يهودية, معتبرا أن هذا هو شرط التوصل لحل سلمي في الشرق الأوسط. وأعرب نتنياهو عن ثقته في استئناف محادثات السلام في الشرق الأوسط خلال الشهر أو الشهرين المقبلين. 

المحرر الاقليمي + صحيفة " الوطن " السعودية
2009-08-28