ارشيف من :أخبار العدو
قطر تتعهد منع ’الجزيرة’ من نشر تحقيق عن اللوبي اليهودي في أميركا

نشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية تقريراً للكاتب أمير تيفون، كشفت فيه عن تعهد سري قطعته قطر لزعماء يهود أميركيين بمنع قناة "الجزيرة" القطرية من نشر تحقيق عن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية، تم تصويره سرًا عام 2016.
وأوضحت الصحيفة أن "هذا التعهد في عدم نشر التحقيق أعطي في إطار حملة أميركية هدفت إلى تحسين صورة قطر في أوساط الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وقد أفادت خمسة مصادر في منظمات يهودية مؤيدة لكيان العدو الإسرائيلي في واشنطن للصحيفة بأن تعهد قطر أعطي في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وليس واضحاً ما إذا كان ساري المفعول"، بحسب المصادر.
وفي التفاصيل التي سردتها الصحيفة في تقريرها، أوضحت أنه في "نهاية العام 2016 تم إرسال محقق من قبل "الجزيرة" في محاولة للحصول على عمل في عدد من المنظمات المؤيدة لـ"إسرائيل" في واشنطن، المحقق الذي كان في السابق مؤيدا للفلسطينيين نجح في الوصول الى مكاتب بعض هذه المنظمات، وقد صور عشرات الفيديوهات داخل مكاتب اليهود، وفي بعض الحالات تمكن من الوصول الى قائمة المتبرعين لهذه المنظمات".
وتابعت الصحيفة "التقى المحقق عشرات العاملين لصالح "إسرائيل" في العاصمة الأميركية واستضاف في شقته عاملين عاديين في السفارات الإسرائيلية الذين تم تصويرهم سرا وهم يتحدثون عن مواضيع مهنية، وفي كانون الثاني 2017 غادر المحقق بصورة مفاجئة واشنطن، ومنذ ذلك الحين اختفت آثاره"، وفق الصحيفة.
وبحسب "هآرتس" "في شهر آب/يوليو الماضي أي قبل شهرين من إعلان "الجزيرة" عن نشاط المحقق في واشنطن، استأجرت القناة القطرية خدمات يهودي أرثوذكسي يدعى نيك موزين ويعمل كمستشار سياسي للحزب الجمهوري مقابل 50 ألف دولار شهريا، لتحسين صورتها في اوساط الجالية اليهودية في اميركا، على خلفية الحصار الذي فرضته السعودية ودول الخليج على قطر في صيف 2017".
واضافت الصحيفة "بدأ موزين في ترتيب لقاءات بين رؤساء منظمات يهودية أميركية، وفي أوساط اليمين، وبين زعماء قطريين، بعض اللقاءات جرت في نيويورك، عندما جاء امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى المدينة بمناسبة انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة، وبعضها جرت في الدوحة، عاصمة قطر، حيث تم نقل رؤساء المنظمات اليمينية اليهودية الاميركية المؤيدة لـ"إسرائيل"
والمستوطنات اليها، في هذه اللقاءات نفت قطر تأييدها لـ"حماس" والتنظيمات الأخرى، وقالت إنها تعمل بتنسيق كامل مع "إسرائيل" في كل ما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة"، بحسب ما جاء في "هآرتس".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الزعماء اليهود طرحوا في اللقاءات مع القطريين الاستياء من الطريقة التي تغطي فيها "الجزيرة" الشؤون الاسرائيلية، وبعد اعلان "الجزيرة" في تشرين الاول/نوفمبر 2016 عن نيتها بث الفيلم عن "اللوبي اليهودي في واشنطن" زادت حدة ادعاءات المنظمات اليهودية بشأن القناة، حيث تم اتهامها باللاسامية وانها تدير عملية "تجسس" على اراضي الولايات المتحدة".
وفي هذا السياق توجه مستشار عدد من المنظمات المؤيدة لـ"إسرائيل" ويدعى نوح بولك لـ موزين وقال له "إن جهود قطر لتحسين صورتها في اوساط الجالية اليهودية في اميركا ستذهب هباء اذا قامت "الجزيرة" ببث هذا الفيلم، موزين قام بنقل الرسالة الى قطر، التي ردت على ذلك بأنها ستمنع البث، لكن تعهد قطر لم يكن خطياً، بحسب الصحيفة.
منذ ذلك الحين- تكمل الصحيفة- بدت حملة قطر لتحسين صورتها في اوساط الجالية اليهودية ناجعة "ومن بين الذين تم نقلهم جوا الى الدوحة المحامي ألين درشوفيتس ورئيس منظمة "صهيوني اميركا" مورتون كلاين الذي دعا قبل نحو نصف سنة فقط الى منع "الخطوط الجوية القطرية" من الهبوط في مطارات الولايات المتحدة بسبب دعم قطر لـ"حماس"، في المقابل زادت قطر الدفعات الشهرية لموزين من 50 ألف دولار الى 300 ألف دولار"، على حد تعبير "هآرتس" .
وأشارت الصحيفة الى أنه "في تشرين الأول/نوفمبر من العام 2017، أعلنت قناة "الجزيرة" أنها تنوي بث الفيلم الوثائقي الذي يتكون من اربعة اجزاء، استنادا الى عمل المحقق، وسيكون مشابها لفيلم عن اللوبي اليهودي في بريطانيا الذي بثته القناة في السنة الماضية، وأدى الى استقالة مستشار في سفارة "إسرائيل" في لندن، الذي تم تسجيله وهو يتفاخر بأنه يمكنه أن يتسبب باستقالة شخصيات كبيرة في الحكومة البريطانية، لكن منذ الإعلان الذي نشرته "الجزيرة" توقف النقاش في موضوع الفيلم".
وعلمت "هآرتس"، أن سبب توقف النقاش في موضوع الفيلم هو تعهد دولة قطر بمنع نشره.
وتابعت الصحيفة "تعهد قطر بمنع بث الفيلم استمر اربعة اشهر، ولكن في يوم الجمعة الماضي تلقى عدد من المنظمات المؤيدة لاسرائيل في واشنطن رسائل من "الجزيرة"، وجاء في هذه الرسائل أنه امام هذه المنظمات ثلاثة اسابيع للرد على الادعاءات التي طرحت ضدها في التحقيق. الرسائل تسببت بالتشويش للمنظمات، التي عرف معظمها بالتعهد السري القطري لمنع البث. هذه المنظمات تساءلت هل كذبت قطر عليهم، أو أن جهات في "الجزيرة" تعمل بشكل مستقل بدون مصادقة من الحكومة القطرية. موزين قال إن الامر يتعلق بسوء تفاهم وأن قطر ما زالت تتعهد بمنع البث".
وفي هذا الصدد، زار وزير الخارجية القطري محمد آل ثاني الاسبوع الماضي واشنطن والتقى مع شخصيات كبيرة في ادارة ترامب، في مؤتمر علني عقده في معهد للبحث في المدينة، أجاب الوزير عن سؤال "هآرتس" بخصوص ادعاءات رؤساء المنظمات اليهودية الموجهة ضد"الجزيرة"، وقال "الدستور القطري ينص على أنه يحظر على الحكومة التدخل في الاعلام، اذا كان لأي شخص ادعاءات ضد الجزيرة فيجب عليه التوجه الى الجهات العاملة في تنظيم الاعلام، وليس قطر"، وفق "هآرتس".
وبحسب الصحيفة فإن "آل ثاني أشار الى أنه "بعد قيام "الجزيرة" ببث تحقيقها في السنة الماضية حول اللوبي اليهودي في بريطانيا، توجهت منظمات يهودية الى وكالة تنظيم الاعلام في بريطانيا، واتهمت الجزيرة باللاسامية، ولكن تم رفض هذه الشكاوى بشكل قاطع، والمنظم البريطاني قال إن تحقيق "الجزيرة" كان مناسبا ومهنيا".