ارشيف من :أخبار عالمية
كاتب فلسطيني : كيف أدرَّس "الهولوكوست" لطالب فقد أبويه وأتحدث عن الظلم الذي وقع لليهود على يد هتلر، وأنا أعاني ظلمًاً
طالب الكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف ب "وقف وكالة الغوث عن غيّها " وذلك بعد رغبتها إدخال مادة " الهولوكوست " إلى مناهج التدريس في فلسطين المحتلة .
وقال الكاتب : " الموضوع الذي يثار اليوم هو موضوع مادة حقوق الإنسان التي ترغب الوكالة بإدخالها إلى منهاج الوكالة ومدارسها، إلى هنا العنوان جميل، ومنطقي ومقبول، خاصة عندما يحمل حقوق الإنسان، ولكن الغريب أن سياسة الوكالة في هذا المنهاج تضر بحقوقنا ومصالحنا، وذلك من خلال إدخال مفاهيم سياسية أو اجتماعية تتناقض مع حقوقنا وثقافتنا وربما ديننا الحنيف".
و أضاف الصواف : " والذي أريد هنا أن أتطرق إليه والذي هو مثار الجدل الدائر اليوم موضوع (الهولوكوست)، المحرقة التي يزعم اليهود أن أودلف هتلر قد نفذها بهم في ألمانيا، واليهود يتحدثون عنها بشكل مبالغ فيه لدرجة كبيرة جداً دحضها العلماء والمؤرخون في الغرب" .
وأكد الكاتب الفلسطيني : " وأنا لا أنكر أن هتلر نازي وسفاح ودموي وعنصري وارتكب جرائم، ولكن لو قارنا هذه الجرائم المرتكبة من قبل هتلر وتلك المرتكبة من قبل يهود بحق الشعب الفلسطيني لصعبت المقارنة من هول ما ارتكب الصهاينة اليهود من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها المحرقة التي ارتكبت في قطاع غزة في العدوان الأخير الذي وقع مع نهاية العام الماضي، وانتهى بعد اثنين وعشرين يوما في مطلع العام الجاري " .
و إستنكر الصواف بشدة تدريس "المحرقة اليهودية " للطلاب الفلسطينيين قائلاً : "أن ندرَّس أبناء شعبنا المحرقة كما يرويها يهود، وبالطريقة المبالغ فيها، ونحن يومياً نقتل ونحرق ونعذب ونعتقل على أيديهم فهذه جريمة يجب أن تتوقف، كيف يمكن أن أدرَّس هذه المادة لطالب فقد أبويه أو واحداً منهما، أو شقيقه أو ابن عم له أو جار، وأتحدث عن الظلم الذي وقع لليهود على يد هتلر، وأنا أعاني ظلماً أشد وأفظع على أيدي النازيين الجدد من الصهاينة اليهود؟، كيف؟، وهل يستقيم ذلك؟، وتحت أي مبرر أخلاقي أو وطني أسمح به؟".
وذكر الكاتب بالمحارق المتكررة التي ما زالت ترتكب بحق الأبرياء في غزة قائلاً : " مازالت محارق يهود مشتعلة في أجساد أبناء قطاع غزة وفلسطين، وجروح الفسفور الأبيض والدايم وصواريخ الأباتشي والـ "اف 16" وقذائف المدفعية لم تندمل بعد، ومازالت تنزف حتى اللحظة، واثنا عشر ألفا معتقلون في سجون الاحتلال، وتريد وكالة الغوث أن تعلم أبناءنا وتدخل على مناهجهم مفاهيم وأفكاراً مغلوطة ومختلفاً عليها، وواقع الحال بحاجة إلى أن يدرَّس ليل نهار".
و شن الكاتب هجوماً على وكالة الغوث متسائلاً : " ما الذي تريده وكالة الغوث من وراء سياساتها هذه التي تخرج علينا بها كل حين وحين؟، هل تريد أن تعمل عملية غسيل دماغ للنشء من أبناء قطاع غزة، وتجمل صورة اليهود القتلة والمجرمين والذين ارتكبوا المجازر والمذابح بحق الآمنين والعزل من الأطفال والنساء والشيوخ والآمنين؟
هل تريد أن تتحدث الوكالة في مناهجها عن إمكانية التعايش من قاتل مازال يقتل ليل نهار وتجعل منه صديقاً؟ كيف يستقيم الأمر والصورة ماثلة للعيان في الغدو والرواح؟ "
و رفض الكاتب الحديث عن "ثقافة التعايش" شارحاً : " والطالب في طريقه إلى المدرسة أو إلى المسجد أو وهو مار بالمقابر التي تشهد شواهدها بجرم يهود، هل انتهى الصراع وعادت الأرض المغتصبة وردت الحقوق وحوكم القتلة والإرهابيون، حتى نتحدث عن ثقافة التعايش وطي صفحة الماضي ".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018