ارشيف من :خاص
انتخابات 2018: المستقبل.. ’ضياع’ في المنية ـ الضنية

على بعد نحو عشرة أيام من انتهاء فترة الترشح للانتخابات النيابية - 2018، يعيش "تيار المستقبل" في الشمال، والدائرة الثانية تحديداً حالة من الضياع الانتخابي، في ظل هجمة كبيرة ممن يطرحون أنفسهم "مرشحين تحت عباءة التيار الأزرق"، حيث الكل يأمل أن يكون هو الفائز بثقة رئيس الحكومة سعد الحريري.
حتى اليوم لا إشارات رسمية يمكن لمرشحي المستقبل يرتكزوا عليها في الدائرة الثانية (طرابلس – المنية – الضنية)، في ظل موجة الترشيحات الرسمية التي لا تزال بطيئة نسبياً، فيما تكثر الترشيحات العلنية لعدد كبير من المتمولين والآملين في الوصول الى المجلس النيابي لعام 2018.
لا شك ان القانون الانتخابي الجديد، والذي يلحظ عدم اعادة رسم التسجيل الانتخابي، والبالغ 8 ملايين ليرة عن كل مرشح، هو ما يدفع المرشحين الى عدم حسم خياراتهم بالترشح، بانتظار إشارة سياسية، يقدم بعدها على تقديم أوراق ترشيحه رسمياً. وهو ما يبرر حالة الهدوء الانتخابي، التي تسود الساحة الشمالية، فكل فريق ينتظر الآخر للإعلان عن مرشحيه وتحالفاته، فيما ينشط العديد من المرشحين في جولات انتخابية لعدد من المسؤولين البارزين، علّهم يستطيعون تأمين مقعد على لائحة، تمكنهم من أن يخوضوا المعركة الانتخابية.
المستقبل: انتظار الساعات الاخيرة
لا شك أن تيار "المستقبل" هو الاكثر تأثيراً في هذه الدائرة، ما يدفعه الى التريث في الدخول بتسمية مرشحيه، وحتى في إعلان تحالفاته، ويجعل منه مكبل اليدين، امام الكم الكبير من المرشحين في صفوفه، وخصوصاً بعد خطاب الرئيس سعد الحريري، في البيال، والذي أعلن فيه أنه سيخوض الإنتخابات المقبلة بلا أموال، قائلاً :"نحنا جماعة ما معنا مصاري للانتخابات". وهو ما فتح شهية عشرات المتمولين لتقديم خدماتهم المالية مقابل حصولهم على مقعد انتخابي.
حالة الضياع في تيار المستقبل، امتدّت لتسيطر على باقي المكونات السياسية في المدينة دون استثناء، ما دفع المنافسين لـ "الأزرق"، الانتظار حتى الساعات الأخيرة قبيل إعلان المستقبل لمرشحيه في الدائرة الثانية، بما فيها طرابلس، الا أن معلومات مؤكدة حصل عليها موقع "العهد" تشير الى: "أن نواب المستقبل في طرابلس لن يطالهم أي تغيير"، وهو (اي المستقبل) سيعمل بالتحالف مع وزير العمل محمد كبارة والنائب سمير الجسر لتشكيل لائحة، بالإضافة الى النائب السابق مصطفى علوش، والذي تكشف مصادر مقربة منه "عدم حماسته للترشح"، ومثله "منسق المستقبل" ناصر عدرة.

أما في المنية، فـ"المستقبل" حسم أمره، في بقاء النائب الحالي كاظم الخير، إذ ان مقعد المنية محسوم في الأصل، بعد تهريبة فصل المنية عن الضنية، وكون المنافسان الاخران كريفي والميقاتي غير متحمسين لخوض معركة انتخابية في المنية.
أما في الضنية، فالمعركة حامية الوطيس، إذ ان مصادر الرئيس ميقاتي، تؤكد أن مرشحَيه عن مقعدي الضنية هما: "محمد الفاضل، وجهاد يوسف"، وتتابع المصادر: "أن الرئيس ميقاتي يفكر جدياً في الفوز بأحد مقاعد الضنية، ما يضع "المستقبل" أمام معركة كسر عظم، في ظل وجود قوي للمرشح جهاد الصمد. في المقابل لا يملك "المستقبل" أي مرشح سني قوي، قادر على منافسة ميقاتي – الصمد، وهو ما يطرح التساؤلات التالية: هل سيخسر المستقبل مقعدَي الضنية؟ أم أنه سيتمكن من الحفاظ على أحدهما؟
هذه التساؤلات تضع المستقبل في حيرة حقيقية حول أسماء مرشحيه، إلا أن المعلومات المتداولة، تشير الى تخلي المستقبل عن النائب أحمد فتفت لصالح نجله سامي، مقابل استبدال النائب الحالي قاسم عبد العزيز بتسمية المرشح بلال هرموش.
الأكيد حتى الساعة، أن هذه الحيرة والضبابية لن تطول كثيراً، فقبل السابع من آذار، يتوجب إعلان أسماء المرشحين، كما أنه وبعد إقفال باب الترشيحات سيكون لزاماً إبلاغ وزارة الداخلية بأسماء اللوائح وأعضائها، على أن يسقط أي ترشيح لم ينضم إلى لائحة انتخابية في 22 آذار، وعليه، فإن حال اللاقرار ستستمر حتى أوائل شهر آذار ريثما تتيقن القوى السياسية من التحالف الأجدى لكل منها، وهنا سيكون التحالف حسب الطلب، وما يصح في هذه الدائرة لن يصح بأخرى… والبقية تأتي.