ارشيف من :أخبار عالمية
الخبير الاستراتيجي محمد صادق الحسيني لـ"الانتقاد.نت": ايران في موقع القوة ولن تتراجع خطوة الى الوراء
إجتماعات نيويورك في شهر ايلول ستكون حاسمة وسنشهد مفاجآت سارة تغير من السلوك الدولي ضد ايران
"الانتقاد.نت" - محمد حسين سبيتي
بدأ العد العكسي للمهلة الاميركية المعطاة للجمهورية الاسلامية الايرانية للإجابة على عرض الرئيس الاميركي باراك أوباما حول برنامجها النووي، غير أن ما يلوح في الأفق الدولي لجهة التعامل مع طهران هو أبعد من المهلة وأبعد من التهديد بتجديد العقوبات .
ربما ردت طهران على العرض الغربي بمراجعة ذاتية لكيفية التفاوض بهذا الشأن عن طريق كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي ، الذي اشار الى ان خطة الجمهورية الاسلامية قد اعدت وهي جاهزة وستسلم (لاعضاء مجموعة الخمس + 1 )، كما أمل باجراء جولة جديدة من المفاوضات للتوصل الى عالم من التقدم والعدالة.
الخبير الاستراتيجي في القضايا الايرانية السيد محمد صادق الحسيني شرح في حديث لـ "الانتقاد.نت" حول الاستعدادت الايرانية للمفاوضات النووية الجديدة فقال: " ليست المهلة التي حددتها أميركا لايران للإجابة على عرض الرئيس الاميركي باراك اوباما حول برنامجها النووي المعيار الأساسي عند الايرانيين" مضيفا ان "طهران لم تعد على استعداد للقبول بمدة أو وقت محدد وأي توقيت يحدده الاميركي أو الاتحاد الاوروبي لن تأخذه إيران بعين الاعتبار".
الحسيني أكد "ان الموضوع النووي لم يعد متعلقاً بمحادثات بين طهران والدول الست (روسيا، الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا والمانيا) بل القناة الشرعية التي لها الحق بمناقشة هذا الملف هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشددا على أن الموضوع النووي الايراني يتعلق بأمن الطاقة أكثر منه بالسياسة ".
وحول المحادثات الايرانية مع مجموعة (خمسة + 1 ) قال الحسيني: "سوف تتناول المحادثات رزمة مقترحات ايرانية:
أولا: الموضوع النووي سيكون مطروحا من زاوية منظومة أفكار بين ايران والمجتمع الدولي في اطار ما اشار اليه وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف " الذي اكد امام طلاب يدرسون العلاقات الدولية في جامعة موسكو الكبرى للعلاقات الدولية : "انه لا يمكن حل مشكلة البرنامج الايراني الا عن طريقة عملية سياسية ودبلوماسية لا عن طريق استخدام القوة والتهديد بها بل اشراكها في اطار تعاون دولي".
ولذلك فإن الملف النووي الايراني ستتم مناقشته من باب أمن الطاقة وليس من باب ما اتُفق عليه في مجلس الامن الدولي".
ثانيا : سوف تطرح طهران اهمية موقعها في منطقة الشرق الاوسط والخليج ولن تقبل الشروط التي كانت واردة في رزمة المقترحات الغربية ومنها فصلها عن موضوع النزاع في القضية الفلسطينية، لأن ايران تعتبر بان امن القدس هو بمثابة امن طهران، والدفاع عن اسوار دمشق وبيروت هو الدفاع عن اسوار ايران، وفي هذا الاطار سوف تكون رزمة المقترحات الايرانية في المناقشات المقبلة.
ثالثا: ستتم مناقشة القضايا الخطيرة في اطار مكافحة الارهاب في افغانستان، فالجمهورية الاسلامية الايرانية سوف تخاطب الغرب بانها سوف تؤدي دورا اساسيا وليس فرعيا في هذا الموضوع، وسوف تؤكد حق المقاومة المشروع في الدفاع عن اراضيها في اي بقعة في العالم وتميزه عن الارهاب الاعمى التي تموله اميركا، وآخر دليل على ذلك التفجيرات التي حصلت في بغداد والحلة ومهاجمة وزراة الخارجية العراقية بدعم اميركي يهدف الى نصب فخ ومحاولة الايقاع بين الحكومتين السورية والعراقية وافشال مربع التعاون الذي طرحه الرئيس السوري بشار الاسد في طهران حول اقامة مربع رباعي يشمل الدول الاربعة ( سوريا ، ايران ، تركيا ، ايران).
وعاود الخبير الاستراتيجي في القضايا الايرانية تأكيده بان "الملف النووي الايراني لم يعد بالنسبة لطهران ملفا منفردا تفاوض فيه مع الغرب تحت اي ابتزاز كان"، كما اوضح: "ان ايران سوف تعالج بعض المسائل البسيطة مع المدير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع العلم ان المدير السابق للوكالة محمد البرادعي اعترف بانه كان يتعرض لضغوط من قبل الغرب للتاثير على مجرى عمله".
تابع الحسيني القول: "اعتقد ان الغرب لن يستطيع الاجماع على الرد على رزمة المقترحات الايرانية بل سيكون رد دوله تقليديا، ولن يؤثر على السياسة الايرانية، ولن ننسى ان روسيا والصين لهما دور اساسي في عرقلة المساعي الاميركية لتقويض ايران".
من جهة اخرى، قال الحسيني: "بعض الدول الغربية ارسلت اشارات الى الدول الخليجية تطلب التوسط لاعادة العلاقات الطبيعية مع ايران وتقدم اعتذارات عن ما حصل من سوء تدبير بالنسبة للاحداث التي اعقبت الانتخابات".
وانهى الخبير الاستراتيجي في القضايا الايرانية السيد محمد صادق الحسيني حديثه لموقعنا الالكتروني بالقول: "اجتماعات نيويورك المقبلة في شهر ايلول/ سبتمبر ستكون حاسمة حيث سنشهد مفاجآت سارة تغير من السلوك الدولي العام المتبع سابقا ضد ايران"، مضيفا بانه لن يكون هناك اي تنازل عن حق ايران في الطاقة النووية السلمية بل سوف تطالب ايران بدور لها في أمن الطاقة العالمي وتساندها في ذلك روسيا والصين.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018