ارشيف من :أخبار عالمية

مؤشرات ايجابية على الانفتاح العربي تجاه العراق

مؤشرات ايجابية على الانفتاح العربي تجاه العراق
بغداد ـ احمد عبد الرحمن
قدم السفير الاماراتي الجديد في العراق عبد الله ابراهيم الشحي يوم الاربعاء الماضي (10-9-2008) اوراق اعتماده كأول سفير لدولة الامارات العربية المتحدة، واول سفير عربي في العراق بعد الاطاحة بنظام صدام قبل خمسة اعوام ونصف.
  الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الكويتي ستكون خطوة مهمة لتعزيز وترسيخ العلاقات العراقية الكويتية،
وتعد الخطوة الاماراتية مؤشراً مهماً للغاية على التحولات في علاقات العراق بمحيطه العربي، والبدء بعهد جديد من الانفتاح العربي على العراق، وكانت الامارات العربية المتحدة قد اعلنت في السادس من شهر تموز/ يوليو الماضي تعيين سفير جديد لها في بغداد اثر زيارة قام بها للعراق وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في الخامس من حزيران/ يونيو الماضي، وكانت الاولى من نوعها لمسؤول سياسي خليجي بهذا المستوى للعراق منذ سقوط نظام صدام.
وفي الواقع فإن اعلان ابو ظبي تعيين سفير لها في بغداد، وزيارة وزير خارجيتها لبغداد، ومن ثم الاهتمام الاماراتي الكبير بزيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للامارات مطلع شهر آب/ أغسطس الماضي، مهد السبيل وفتح الباب واسعا لحراك سياسي من عدة عواصم عربية تجاه العراق، اذ اعلنت عدة دولة عربية انها ستعيد فتح سفاراتها في بغداد وستسمي سفراء لها خلال وقت قريب.
وقبل حوالى شهر اعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور علي الدباغ ان سبع دول عربية بصدد فتح سفارات لها في العراق بينها مصر والبحرين والامارات والسعودية والكويت والمغرب والجزائر ومنظمة المؤتمر الاسلامي، مشيرا الى ان عددا من هذه الدول اختارت مباني لسفاراتها وتجري حاليا عمليات تأهيلها.
ويمكن للمراقب للخطاب السياسي العربي، ولتعاطي جزء غير قليل من وسائل الاعلام العربية مع الشأن العراقي، ان يلاحظ حصول متغيرات واضحة وجلية ومهمة حيال الوضع العراقي، خلال الشهور الاربعة او الخمسة الاخيرة، انعكس عمليا بأشكال وصور مختلفة كان من بينها الاتجاه لاستئناف التمثيل والحضور الدبلوماسي العربي في العراق على اعلى المستويات.
الى جانب ذلك فإن البيان الختامي لاجتماعات الدورة 130 لوزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرية، التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي (9/9/2008) تضمنت اشارات ايجابية ومشجعة لتعاط عربي جديد مع العراق، يختلف في جوانب كثيرة منه عن التعاطي السابق الذي كان في مجمله منطلقا من حسابات غير دقيقة، ومرتكزا على أسس ومعطيات بعيدة عن الواقع.   
وطبيعي ان الحضور الفاعل والمؤثر للجامعة العربية في العراق، والمدعوم من الاطراف العربية، لاسيما الفاعلة والمؤثرة منها من شأنه ان يشكل حلقة وصل مهمة بين العراق وأشقائه العرب وان يساعد في تعميق وتعزيز الفهم القائم على اسس ومعطيات واقعية من قبل كلا الطرفين، العراقي والعربي.
وفي سياق تنامي الحراك السياسي والدبلوماسي العربي، فإن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر محمد الصباح للعراق بعد شهر رمضان المبارك، ستكون خطوة مهمة لتعزيز وترسيخ العلاقات العراقية الكويتية، ومعالجة وحل بعض المشاكل العالقة بين الجانبين، من قبيل ترسيم الحدود وقضايا التعويضات والديون الكويتية المترتبة على العراق، وكذلك من المؤمل ان يكون لتلك الزيارة اثر كبير في تطوير ودفع العلاقات العراقية العربية خطوات كبيرة الى الامام، وتحفيز اطراف مهمة كالمملكة العربية السعودية وتشجيعها على اتخاذ خطوات مماثلة.
وعلى هامش الزيارة لوزير المالية العراقي باقر جبر الزبيدي قال محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي ان "للعراق الحق بان يطالب العالم كله بالغاء الديون، وانا لو كنت شخصا عراقيا او مكان الحكومة لطالبت بالغاء جميع الديون، وكذلك نحن نقول هذه حقوق متقابلة له الحق في المطالبة ولي الحق ان اصر ان تكون هناك قنوات محددة يجب ان ننتهجها في حل الموضوع، وان علاقة الكويت مع العراق طيبة"، مشيرا الى "ان الكويت لا تقبل ان يكون هناك اي امر يؤدي الى زيادة معاناة الشعب العراقي- في إشارة الى مسألة الديون المستحقة للكويت - وانها مستعدة لازالة اي قضية ممكن ان تشكل عائقا امام العلاقات العراقية - الكويتية".
الانتقاد/ العدد1298 ـ 12 أيلول/ سبتمبر 2008
2008-09-12