ارشيف من :آراء وتحليلات

مجرد كلمة: صالح العريضي.. صوان الجبل المقاوم

مجرد كلمة: صالح العريضي.. صوان الجبل المقاوم
كتب أمير قانصوه
قدر المجاهدين الشهادة..
قدر المناضلين على درب الحرية والتحرير والدفاع عن الوطن أن لا يموتوا على فراشهم.. أن لا يأخذهم المرض من ساحات نضالهم الى أجلهم المحتوم. قدر المقاومين أن تأتيهم الشهادة هكذا، مدوية كما البركان، ساطعة كما الشمس، ترفعهم الى المقام الذي وعدهم الله به وتسكنهم حيث يتمنون.
هكذا كانت بالأمس شهادة البطل المقاوم والقيادي في الحزب الديمقراطي اللبناني صالح العريضي، الذي نذر حياته للمقاومة وبناها على مبادئ ثابتة لا تتبدل ولا تتغير مهما تغير اتجاه الريح وإلى أي اتجاه ذهبت كل السفن. كان هو يلاحق الخيار العروبي الذي تربى عليه على يد والده الشيخ الكبير أبو فرحان العريضي، فكان انتماؤه للخيار المقاوم الذي اقتنع به واعتنقه، فرسم الطريق له من بيصور الى كل دروب الكرامة على امتداد هذا الوطن.
إن هذا المناضل الذي ما بدل الدرب الموصل الى الهدف السامي، وهو المقاومة لتحرير الأرض ومواجهة العدوان الصهيوني، كان يدرك تمام الإدراك قيمة الوحدة الداخلية والتلاحم بين مكونات هذا الوطن التي يمكن أن تحمي المقاومة وترفدها بالقوة اللازمة لصناعة الانتصار تلو الانتصار على العدو الصهيوني. كما أنه كان يعلم حقيقة أن المقاومة القوية هي القادرة على حماية الوطن من العدو ومن كل أشكال الفتن التي سعى اليها البعض في السنوات الأخيرة.
من رأى بالأمس عيني الأمير طلال أرسلان وهو يودع صديق دربه وأحد أركان حزبه، الشهيد صالح العريضي، أدرك حجم الخسارة التي مُني بها التيار المقاوم.. وأدرك أن من غادر هذه الساحة ليس مناضلاً عادياً، بل من أبرز المناضلين الذين يتقدمون الصفوف لتحقيق سيادة هذا الوطن وحريته والدفاع عنه في وجه كل الطامعين من الخارج والتقسيميين من الداخل.
صالح العريضي رجل كبير من صوان الجبل.. إن سقط شهيداً فهذا قدر المقاومين.. ولكن من يترك خلفه مئات المقاومين لا يموت.
الانتقاد/ العدد1298 ـ 12 أيلول/ سبتمبر 2008
2008-09-12