ارشيف من :أخبار لبنانية

’الإمارات ليكس’: جعجع ضغط على الحريري للإبقاء على استقالته

’الإمارات ليكس’: جعجع ضغط على الحريري للإبقاء على استقالته

بعدما كشفت صحيفة "الأخبار" عن برقيات سرية صادرة عن السفارتين الإماراتية والأردنية في لبنان أمس، نشرت الصحيفة اليوم المراسلات في جزئها الثاني.

وتوقّفت الصحيفة عند فترة اختطاف رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية وإجباره على الاستقالة في الرابع من تشرين الثاني الماضي.

وتشمل برقيات السفير الإماراتي حمد سعيد الشامسي الذي تعمّد التحريض على الحريري قبل اختطافه، كما أنها تُظهر مرة جديدة دور رئيس حزب "القوات" سمير جعجع في محاولة انقلاب وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان على الحريري ومطالبته بأن يأخذ هذا الانقلاب مداه من خلال سعيه الى استمرار الضغوط السعودية على الحريري كي لا يعود عن استقالته.

ولفتت "الأخبار" الى أنه قبل أكثر من أسبوع على تحرير الحريري من سجنه في الرياض بدأت تظهر علامات الهزيمة السعودية، مضيفةً أن برقيات السفارة الإماراتية في بيروت سجّلت وقائع تلك المرحلة، وأبرز ما فيها إصرار جعجع على الحريري كي لا يتراجع عن استقالته.

وأكد السفير الإماراتي في برقيته السرية الموثّقة بتاريخ 14 تشرين الثاني 2017 أن بعض الأفرقاء اللبنانيين يصرون على ادعاء تحقيق الانتصار على السعودية، ويعتبرون أن هذا الانتصار سياسي ودبلوماسي.

وقال "سياسيا تراجع الحريري عن السقف المرتفع الذي وضعه في بيان الاستقالة وبالتالي تراجعه عنها، ودبلوماسيا يعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن  صموده وطريقة تعاطيه مع الأزمة نجحت في رد الهجوم، فيما يدعي رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أمام زواره انه استطاع الانتصار على السعودية وحشرها من خلال هذا الموقف"، على حدّ تعبيره.

وتابع الشامسي إن الأزمة كشفت حجم العداء اللبناني الذي تكنّه أطراف عدة للسعودية خصوصا من الرئيس عون ونوابه ووزرائه، اذ بدأ وزير الخارجية جبران باسيل جولة دولية للمطالبة باطلاق سراح الحريري، معتبرًا أن باسيل مدعوم بهذه الخطوات من حزب الله.

واشار الى أن بعض قوى 14 من آذار وعلى رأسهم سمير جعجع يتخوفون من حجم التراجع السعودي، ومن حجم الضخ الذي يضخه حزب الله والرئيس عون بأنهما حققا انتصارا على السعودية.

واعتبر جعجع أن أي ّتراجع للحريري هو استهداف مباشر لولي العهد السعودي، وهذا ما يتطلب تواصلا عاجلا مع السعودية لاستمرار ضغطها على استقالته.

وأضافت صحيفة "الأخبار" أنه بعد ثلاثة أيام على استقالة الحريري من الرياض بدأت تظهر في برقيات السفارة الاماراتية في بيروت آثار الموقف اللبناني الذي واجه المغامرة السعودية، وخاصة لجهة الموقف الرسمي الرافض للاستقالة، وأبرز ما في الموقف اتفاق الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، ففي برقيه أرسلها السفير الاماراتي حمد سعيد الشامسي الى بلاده يوم 7 تشرين الثاني 2017، يتبيّن أنه أشار الى أن ادارة الازمة من قبل الرئيس عون اتصفت بالتروي والتريث والتهدئة، ما أدى الى استيعاب الصدمة والموجة الأولى للازمة، وقد لقي موقف الرئيس عون تقديرًا لدى أركان تيار"المستقبل"، والأهمّ أنه لقي تقديرًا لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان حاسمًا أن الرئيس عون على حق.

وأكد أنه من الواضح أن اتفاق عون وبري ومن ورائهما حزب الله هو عامل أساسي في احتواء الأزمة والتخفيف من وطأتها.

وفي برقية ثالثة أرسلها السفير الاماراتي في بيروت حمد الشامسي الى بلاده يوم 10 تشرين الثاني 2017، يظهر محضر لقائه مع الرئيس عون والوزير جبران باسيل. خلال المشاورات التي كان يجريها رئيس الجمهورية مع السفراء الأجانب بشأن أزمة احتجاز الحريري، بدا واضحًا أن عون حاول دفع الامارات الى لعب دور إيجابي لحل الأزمة.

واشار الشامسي الى أنه خلال اللقاء تطرق الجانبان الى عدة مواضيع، أهمها أن الرئيس عون اعتبر الاستقالة غير ميثاقية وغير دستورية مشددًا على ضرورة عودته وتقديم الاستقالة وفق الأصول المعتمدة.

بدوره، أوضح الشامسي أن موقف الإمارات ينطلق من الوقوف صفًّا الى صف بجانب السعودية، وأن ما تقوم به الرياض هو في مصلحة دول الخليج، متحدّثًا عمّا أسماها "دور حزب الله "التخريبي" في السعودية ودول الخليج، على حد قوله، مشددًا على أن إطلاق الصورايخ من قبل حزب الله على السعودية بات يهدّد سيادة الدول.

وهنا النص الكامل للحلقة الثانية من الإمارات ليكس:

 سفير الإمارات: اتفاق عون ــ بري يحتوي الأزمة

بعد ثلاثة أيام على استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، بدأت تظهر في برقيات السفارة الإماراتية في بيروت آثار الموقف اللبناني الذي واجه المغامرة السعودية، وخاصة لجهة الموقف الرسمي الموحَّد الرافض لاستقالة الحريري الملتبسة. وأبرز ما في ذلك الموقف، اتفاق الرئيسين ميشال عون ونبيه بري. في ما يأتي، برقية أرسلها السفير الإماراتي إلى بلاده يوم 7 تشرين الثاني 2017

ملخص تنفيذي عن المشاورات السياسية التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون مع مختلف القوى السياسية اللبنانية بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري:
بدأ الرئيس عون مشاورات سياسية «وطنية» شاملة لتحديد سبل التعاطي مع الأزمة الطارئة. ولكن الرئيس ليس في صدد إجراء استشارات نيابية في شأن «التكليف» وتسمية رئيس حكومة جديد. وكل المسار الدستوري مجمد إلى ما بعد عودة الرئيس سعد الحريري من الخارج للوقوف منه شخصياً على ما حصل وأسباب استقالته.
وعلى رغم الخلافات والتباينات التي عادت تمزق الوسط السياسي، يتفق الجميع على أن «إدارة الأزمة» من قبل الرئيس عون اتصفت في اللحظة الأولى بالتروي والتريث والتهدئة وضبط الوضع سياسياً وأمنياً ومالياً، ما أدى الى استيعاب الصدمة والموجة الأولى للأزمة التي غالباً ما تكون الأقوى والأخطر. وقد لقي موقف عون تقديراً لدى أركان المستقبل (بهية الحريري ونهاد المشنوق ونادر الحريري)، والأهم أنه لقي تأييداً كاملاً من الرئيس نبيه بري، وحيث لم يسبق أن كان الاتفاق إلى حد التطابق حاصلاً بين عون وبري كما الحال الآن.
الرئيس بري كان واضحاً وحاسماً في اعتبار أن رئيس الجمهورية على حق في استمهال الموقف إلى حين عودة الحريري، وأنه من المبكر والسابق لأوانه البحث في الحكومة الجديدة، لا بل يذهب إلى أبعد من ذلك بأن يعتبر الحكومة الحالية أنها ما زالت قانونية ودستورية، وأنه لا يعترف بحصول الاستقالة، طالما لم يوجه الحريري لرئيس الجمهورية استقالة خطية ولم يبلغ رئيس الجمهورية بها.
من الواضح أن اتفاق عون ـــ بري (ومن ورائهما «حزب الله» وهذا ما عكسه خطاب الأمين العام للحزب) هو عامل أساسي ومهم في احتواء الأزمة والتخفيف من وطأتها وأخطارها. وهذا الاحتواء يقوم بشكل أساسي على فكرة مراعاة وضع الطائفة السنية وعدم القيام بأي موقف أو تصرف يشتم منه تحدٍ أو استفزاز، لا بل إظهار التضامن والتعاطف مع الطائفة السنية التي تجتاز أوقاتاً صعبة ومرحلة دقيقة شبيهة بتلك التي عاشتها بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهذا ما تعكسه الحركة المكوكية التي تشهدها دار الفتوى (هناك حراك سني موسّع)، لأجل إبقاء المظلة السنية فوق الحريري ومحاولة سحب أي شرعية من أي مرشح غيره).
على رغم هذا «النجاح الأولي» في احتواء الأزمة وتحجيم الاستقالة وخطرها، ولكن هذا لا يعني أن الأمور تسير نحو حلول، وإنما الوضع ما زال على قدر كبير من الدقة والتعقيد، خصوصاً أن لبنان أمام أزمة جديدة من نوعها ببعدين ووجهين داخلي وإقليمي، وأمام استقالة غير مألوفة وغير مسبوقة في شكلها وظروفها، وأمام وضع معقد دستورياً وسياسياً ومتشابك في خيوطه، ومن أبرز هذه التعقيدات:
هذه الاستقالة غير طبيعية أو غير عادية وهي تحدث للمرة الأولى بهذه الطريقة وتعلن من الخارج.
هناك «فراغ» في رئاسة الحكومة يحصل للمرة الأولى بعدما كان الفراغ يحصل ويتكرر خصوصاً بعد العام 2005 في رئاسة الجمهورية.
الحكومة الحالية، سواء كانت حكومة تصريف أعمال أو حكومة كاملة الصلاحيات، حكومة من دون رئيس ومن دون رأس. وهذا الوضع يثير قلق وحفيظة القيادات السنية إذا طال مع صعوبة وتعذر تشكيل حكومة جديدة مع ما في ذلك من إخلال بالتوازن الطائفي «الميثاقي».
الأزمة بين لبنان والسعودية لم يسبق أن وصلت إلى هذه المستويات وإذا كان لبنان الرسمي نجح في احتواء الشق الداخلي، وإذا كان حزب الله وحلفاؤه نجحوا في تحويرها وتغليب البعد السعودي على استقالة الحريري، أي أنها نتاج وضع سعودي داخلي أكثر مما هي نتاج صراع سعودي ـــ إيراني في لبنان والمنطقة. فإن الأزمة في شقها المتعلق بالعلاقة مع السعودية تزداد تفاقماً وتأزماً. وهذا ما عكسه تصريح الوزير ثامر السبهان الذي قال: «حزب الله» أصبح أداة قتل ودمار للمملكة ويشارك في كل العمليات الإرهابية في المملكة وفي إطلاق الصواريخ من اليمن، وعلى اللبنانيين أن يعلموا أن الوضع خطير، وعلى الحكومة اللبنانية أن تعلم أنها ستعامل وكأنها حكومة إعلان حرب على السعودية طالما أن حزب الله ممثل فيها، وعليها أن تعي أخطار ذلك وتعمل على تدارك الأمور قبل وصولها إلى نقطة لا رجعة فيها.
د. حمد سعيد الشامسي
السفير
7/11/2017
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 عون: لا يوجد دليل على مشاركة «حزب الله» في حرب اليمن

في ما يأتي، برقية أرسلها السفير الإماراتي في بيروت حمد الشامسي إلى بلاده، يوم 10 تشرين الثاني 2017، تتضمّن محضر لقائه مع رئيس الجمهورية

العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، من ضمن المشاورات التي كان يجريها رئيس الجمهورية مع السفراء الأجانب بشأن الأزمة التي نشأت إثر احتجاز الرئيس سعد الحريري في الرياض قبل 6 أيام. وبدا واضحاً من اللقاء أن عون حاول دفع الإمارات إلى لعب دور إيجابي لحل الأزمة:
اللقاء مع رئيس الجمهورية اللبنانية
يستكمل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون مشاوراته ولقاءاته، وقد اجتمع مع سفراء المجموعة الدولية لدعم لبنان من أجل شرح الموقف الرسمي من التطورات الأخيرة بعد استقالة الحكومة من الخارج والملابسات التي رافقت هذا الإعلان. ثم التقى سفراء الدول العربية، كلاً على حدا، بداية بالقائم بالأعمال السعودي وليد بخاري ثم سفير الإمارات وصولاً لسفير مصر نزيه النجاري وبقية السفراء.
وخلال اللقاء الذي جمعني على مدار 20 دقيقة بالرئيس اللبناني في القصر الرئاسي ـــ بعبدا بناء على طلبه وبحضور وزير الخارجية والمغتربين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل تم التطرق إلى المواضيع التالية:
رئيس الجمهورية:
شرح الرئيس عون أن استقالة الرئيس الحريري من خارج لبنان تعتبر خطوة «غير ميثاقية وغير دستورية».
شدد على ضرورة عودته وتقديم الاستقالة وفق الأصول المعتمدة ومن ثم تبدأ الاستشارات النيابية الموجبة مع القوى السياسية بحسب ما نص عليه الدستور والتي تحدد إما قبول الاستقالة أو الرفض أو تكليف رئيس جديد لتأليف حكومة جديدة.
فنّد الوضع الداخلي اللبناني وتداعيات الأزمة والمشاورات التي يقوم بها انطلاقاً من موقعه سعياً وراء شرح الموقف الرسمي اللبناني وهو: «عودة الرئيس الحريري إلى لبنان».
سفير الدولة:
أكدت للرئيس عون أن ما تقوم به الرياض يصب في مصلحة أمن السعودية ودول الخليج.
أوضحت أن موقف الإمارات ينطلق من الوقوف صفاً إلى صف بجانب المملكة العربية السعودية في خطواتها كونها تعتبر شريكاً استراتيجياً في الحفاظ على الأمن الخليجي، ومن هنا مشاركتها في إطار التحالف العربي للقضاء على الانقلابيين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح في اليمن.
تطرقت للدور التخريبي الذي يقوم به «حزب الله» في السعودية والإمارات ودول الخليج عموماً، وهو دور لا يستهان به، لا سيما تشكيل خلايا نائمة وتمويلها وتقويتها بما يزعزع أمن وسلامة هذه الدول.
أكدت أن الخلايا التي يدعمها «حزب الله» تقويه وتدعم نشاطاته التخريبية داخل لبنان وخارجه.
شددت على أن ما يقوم به «حزب الله» من إطلاق صواريخ على المملكة العربية السعودية كما حصل أخيراً أمر يهدد سيادة الدول ووحدة أراضيها.
لفت إلى أن نفوذ «حزب الله» بات خطراً داهماً على الأمن العربي برمته.
في مداخلة على ما أوردته من معلومات عن الدعم والنشاط الذي يقوم به «حزب الله»:
علّق الرئيس عون بالقول: لا يوجد دليل واضح على مشاركة «حزب الله» في ما يجري باليمن.
ومن ثم تحول مباشرة للقول:
الإمارات تمثل نموذجاً يحتذى به في العالم العربي، معولاً على حكمة قياداتها في محاولة التدخل لما يصب في مصلحة لبنان.
قال إن الإمارات يمكن أن تكون لاعباً إيجابياً في هذه الظروف التي يمرّ بها لبنان وأن اللقاء اليوم هو لوضع الجميع في الجو العام نظراً لحساسيته.
سفير الدولة:
التحالف العربي يمتلك معلومات دقيقة وبراهين وأدلة موثقة تدين «حزب الله» ودوره في التورط بدعم الحوثيين وحليفهم صالح، كما أن هناك كوادر وقيادات فنية تعلب دوراً محورياً وتقود مخططات ضد المملكة انطلاقاً من الأراضي اليمنية، وهذا ما يعرفه كل متابع للوضع السياسي بالمنطقة.
* من خلال موقعكم يا فخامة الرئيس ولكونكم شخصية عسكرية وسياسية ندرك تماماً ونعلم أن المعلومات الاستخباراتية تكون استناداً إلى الواقع الميداني، ونحن نخوض حرباً حقيقية في اليمن وكل المعلومات تصلنا من عدة مصادر مزودة بالأدلة والبراهين.
الوزير باسيل:
من جهته، أثنى الوزير باسيل على التعاون القائم بين البلدين وما تلقاه الجالية من اهتمام وتقدير في الإمارات، طالباً نقل تحياته إلى سمو الشيخ عبدالله بن زيد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي.
تحليل:
اللقاء كان إيجابياً والرئيس عون يحاور بطريقة «ديبلوماسية ناعمة» من أجل إيصال رسالة للإمارات بأن يكون لها دور فعال وحيوي في الملف اللبناني من دون التطرق أو نقد أو التهجم على المملكة العربية السعودية.
الرسالة السياسية التي يمكن الخروج منها أن لبنان يعي حكمة ودور الإمارات ونفوذها على الساحتين الإقليمية والعالمية، وهو لذلك يعوّل على دور ما في إيجاد حل للأزمة.
استمر الرئيس عون بنفي تورط حزب الله في حرب اليمن وذلك انطلاقاً من تفاهمه مع الحزب والتزامه بالنقاط العامة المتفق عليها بين الطرفين، ما يعني استمرار سياسة إنكار الوقائع وعدم اعتماد رؤية أو مقاربة واقعية على رغم التحذير السعودي والكلام العالي النبرة.
اللقاء مع الرئيس عون يؤكد أنه مستمر بتفاهماته مع حزب الله، وهو يحاول التحرك داخلياً وعبر السفراء والشخصيات لإيجاد حلول من دون معالجة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الأزمة وتصوير الموضوع على أنه أزمة آنية لا نتيجة سياسات خاطئة على المدى الطويل.
على رغم دعوته إلى العودة السريعة للرئيس الحريري ولكنه لم يتطرق إلى احتجازه أو وجوده في شكل غير إرادي في الرياض.
د. حمد سعيد الشامسي
السفير
10/11/2017
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مبادرة السفير الفرنسي: استقالة الحريري وحكومة تكنوقراط!
في ما يأتي نص برقية أرسلها السفير الإماراتي في بيروت إلى بلاده يوم 10 تشرين الثاني 2017، يتحدّث فيها عن مبادرات حل أزمة اختطاف الرئيس سعد الحريري في السعودية:
ملخص تنفيذي عن دخول لبنان مرحلة جديدة شديدة الحساسية والتعقيد بعد استقالة الرئيس سعد الحريري:
لم تؤدِّ حركة المشاورات الكثيفة التي تجرى منذ أكثر من 5 أيام على مختلف الصعد والاتجاهات، إلا في احتواء وحصر تداعيات الاستقالة والتخفيف من وقعها ووطأتها، ومن دون أن تبلور حلولاً للأزمة وخريطة طريق للخروج منها. وحتى الآن تبرز أفكار ومقترحات وترسم خطوط عريضة وسقوف عالية تنذر بمواجهة سياسية غير مسبوقة.
برز الموقف المصري المغاير لسياسة السعودية وذلك من خلال التصريحات التي أعرب عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكانت معلومات أشارت إلى أن الرئيس السيسي، وفي خلال لقائه مع الرئيس نبيه بري في شرم الشيخ بحضور مسؤولين كبار، دعا إلى التهدئة والمحافظة على الاستقرار في الداخل اللبناني. وحمّل بري رسائل ثلاثاً للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: أن لا يرد في خطابه على الحريري، أن لا يستفز الشارع السني، وأن لا يستفز حزب الله إسرائيل بغية عدم إعطائها أي ذريعة. وطلب منه الرئيس بري المساهمة في رد أي تداعيات محتملة تنتج من الاستقالة، فكرر الرئيس المصري تمسك بلاده باستقرار لبنان وسيادته وأمنه الداخلي.
يعول الموقف الأوروبي على إجراء استشارات نيابية وتأليف حكومة جديدة من دون حزب الله كما محاولة تحسين شروط التسوية لتشكيل حكومة جديدة تستند إلى: وقف الحملات ضد السعودية، خروج أو وعد بخروج "حزب الله" من الساحات العربية، إعادة إحياء طاولة الحوار للبحث باستراتيجية دفاعية وطنية، الالتزام بما يسمى بـ«مفهوم حزب الله» (لبننة الحزب)، وهو تعبير جديد يحمل تفسيرات كثيرة.
دخلت فرنسا على خط الأزمة اللبنانية من خلال سفيرها الحالي الذي عمل على إنجاح وساطة تقوم على قبول استقالة الحريري والذهاب نحو تشكيل حكومة تكنوقراط لا يشارك فيها حزب الله، لكن هذا المسعى اصطدم بعائقين:
الأول: لبناني وهو رفض الاستقالة قبل عودة الحريري من الخارج.
الثاني: سعودي، إذ إن السعودية لن ترضى بتشكيل حكومة لا تضم حزب الله فقط، فيما الحزب يحافظ على سلاحه ونشاطه، بمعنى أن الشرط السعودي يبلغ حدّ منع الحزب من المشاركة في القتال في سوريا واليمن وتسليم سلاحه، أو وضعه على سكة الحل، وعدم احتضان المعارضات الخليجية في بيروت (تحويل لبنان منصة لشخصيات معادية لدول الخليج).
يمكن الربط بين الوساطة الفرنسية وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأبو ظبي أمس ولقاءه ولي العهد سمو الشيخ محمد بن زايد، وتنقل مصادر مقربة من آل الحريري أن العائلة تلقت بارتياح تدخل سمو الشيخ محمد لدى الرئيس الفرنسي واقناعه بالسفر إلى السعودية والضغط على ولي العهد السعودي لإعادة الحريري إلى لبنان.
ينتظر ما سيتبلور عن اللقاءات التي سيجريها الوزير ثامر السبهان في واشنطن، خصوصاً أنها تأتي في ظروف شديدة الدقة والحساسية وما سينتج منها سيحدد الموقف الرسمي الأميركي، خصوصاً أن الخطوات السعودية لن تكون بمعزل عن القرار الأميركي الذي جدد وصف "حزب الله" بأنه "منظمة إرهابية».
د. حمد سعيد الشامسي
السفير
10/11/2017

2018-04-17