ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: حان وقت الحساب

باختصار: حان وقت الحساب
كتب محمد يونس
سبع سنوات مرت على اللغز الذي غير وجه العالم، سبع سنوات من الاستغلال الأميركي البغيض لحادثة ما زالت الشكوك تدور بقوة حول هوية مرتكبيها، سبع سنوات والعالم كله يعاني من ويلات الحادي عشر من أيلول إلى درجة ان ضحايا تداعيات ذلك التاريخ قد فاقوا بأضعاف مضاعفة ضحايا الحادثة نفسها والمسلسل لما ينتهي بعد.
فمنذ الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 والعالم يعيش حالة من الفوضى والضياع سببتها إدارة المحافظين الجدد في البيت الأبيض، الذين فتحوا الباب على مصراعيه لآلاتهم العسكرية المباشرة للفتك بكل من يقف في طريقهم من دون أن يأبهوا بمشاهد الدماء وهي تسيل أنهارا من أجساد المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، وكل ذلك بحجة الانتقام لضحايا نيويورك وبنسلفانيا وواشنطن.
وقد أخذ العالم كله في بداية الأمر بهول المشهد والكل وقف متفرجا على ما تفعله الديمقراطية الأميركية وهي تكشف عن حقيقة صورتها المزينة بأنياب مغروسة في قلوب أبرياء أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين. امتعض البعض من دون أن يتطور هذا الامتعاض إلى أبعد من ذلك، بينما راح الآخرون يبررون النزعة الانتقامية بكل نتائجها.
ومرت السنون السبع العجاف لتبدأ الشكوك تحوم بقوة حول هوية مرتكبي هجمات الحادي عشر من أيلول وهوية داعميهم والمخططين ربطا بالأهداف التي تحاول واشنطن تحقيقها عبر استغلال دماء ما يقارب أربعة آلاف أميركي سقطوا في ذلك اليوم، وبدأت التحليلات والمعلومات تتواتر لتكشف عن شبهات تطال أكثر من مسؤول في فريق بوش السياسي والعسكري، تظهر تواطؤاً مريبا سهّل تنفيذ هذه الهجمات.
ولكن بغض النظر عن هذه الحقيقة التي يبدو أنها تأخذ طريقها رويدا رويدا نحو النور، لا يجب أن يغيب عن بال المجتمع الدولي بشكل عام والإسلامي بشكل خاص ضرورة محاسبة الولايات المتحدة على جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبتها بقواها العسكرية المباشرة في المنطقة أقله وفي أضعف الإيمان لأن الانتقام المزعوم الذي قامت به واشنطن لا يتناسب أبدا مع حجم ونوعية حوادث 11 أيلول إن كان على الصعيد الانساني أو السياسي أو الاقتصادي أو حتى على صعيد المفاهيم الدولية والشرائع الانسانية.
الانتقاد/ العدد1298 ـ 12 أيلول/ سبتمبر 2008
2008-09-12