ارشيف من :أخبار عالمية
خاص "الانتقاد.نت"..مباحثات الرئيسين السوري والفنزويلي.. تطابق كامل في المواقف تجاه مجمل القضايا
الأسد يعتبر تدويل الأزمة مع بغداد "شأن عراقي لا يعنينا"
وشافيز يصف إسرائيل بـ"المجرمة" وأوباما بالرجل الذي "لا يجيد إلا الكلام".
وشافيز يصف إسرائيل بـ"المجرمة" وأوباما بالرجل الذي "لا يجيد إلا الكلام".
الرئيس شافيز:
*إسرائيل دولة مجرمة ومبيدة للشعوب ومعادية للسلام وتبشر بالحروب في أميركا اللاتينية.
*أوباما لا يجيد إلا الكلام، وهو أمبريالي يقتل ويعتدي على الدول.
*إن كان هناك أحد يريد أن يتعلم كيف يجب أن تُقاوَم الامبريالية فليأتِ إلى سورية.
*نطالب بإعادة الجولان إلى سورية وبفك الحصار الإسرائيلي الظالم على الشعب الفلسطيني.
الرئيس الأسد:
*التدخل الدولي في لبنان منذ عام 2004 لم يكن حيادياً و حقق فقط المآسي.
*التدويل دليل ضعفنا، وهو اعتراف منا بعدم أهليتنا بإدارة شؤوننا.
*بالنسبة لنا، كل الحكومات الإسرائيلية متشابهة في المضمون والجوهر والفرق بينهم هو فرق في التكتيك والمظهر.
*ما خرب العالم خاصة في التسعينيات وحتى اليوم هو طغيان النفاق السياسي، حيث الكل ينافق للكل والكل يكذب على الكل.
دمشق - "الانتقاد.نت"
ردَّ الرئيس السوري بشار الأسد على مساعي الحكومة العراقية لتدويل أزمتها الدبلوماسية التي افتعلتها مؤخراً مع سورية بأن اعتبر الأمر "شأن عراقي لا يعنينا" لكنه حذر من "المآسي" التي يمكن أن يجلبها التدويل بشكل عام بسبب "عدم حياديته" واستشهد في هذا السياق بالقضية الفلسطينية "التي نشأت بسبب التدويل" وبالوضع في العراق "المدول منذ عام 1991" وبالوضع في أفغانستان و"بالتدخل الدولي في لبنان منذ عام 2004" مؤكداً في الوقت عينه أن "الحلول الصحيحة تأتي من أبناء المنطقة تحديداً" قبل أن يشير إلى أن "التدويل دليل على ضعفنا (...) وهو اعتراف منا بعدم أهليتنا بإدارة شؤوننا".
وكان الرئيس الأسد يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الفنزويلي هوغو شافيز الذي وصل سورية اليوم الخميس في زيارة عمل تستمر يومين يرافقه خلالها وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى.
ونشأت الأزمة بين سورية والعراق بعد تفجيرات بغداد الدامية في 19 آب/أغسطس الماضي التي استهدفت وزارتي الخارجية والمالية موقعة نحو 95 قتلاً وأكثر من 600 جريح.
واتهمت الحكومة العراقية سورية بإيواء عناصر من حزب البعث المنحل مسؤولة عن التفجيرات وطالبت دمشق بتسليمهم، وسحبت على إثرها سفيرها من العاصمة السورية.
وردت سورية بعد ساعات بإجراء مماثل وطالبت العراق بتقديم ما لديه من أدله على اتهاماته وأبدت استعدادها لاستقبال وفد عراقي للاطلاع منه على هذه الأدلة، وأعلنت لاحقاً أن أي وفد لم يزر دمشق ولم يتم إطلاعها على أية أدلة.
وأعلنت الحكومة العراقية أنها بصدد التوجه إلى الأمم المتحدة للطلب منها تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المتورطين بتفجيرات بغداد الأخيرة.
ورداً على سؤال يتعلق بهذا التوجه قال الرئيس الأسد: لم أفهم ما الذي يمكن أن يدول في العراق.. فالعراق كل وضعه مُدوَّل منذ عام 1991.. منذ غزو الكويت.. لكن بغض النظر عن العراق.. وهذا شأن عراقي.. نحن نتحدث عن مبدأ.. والواقع أن القضية الفلسطينية منذ نشأت بسبب التدويل.
وأشار الرئيس الأسد إلى تدويل الأوضاع في العراق وأفغانستان وإلى "التدخل الدولي في لبنان منذ عام 2004" متسائلاً: هل حقق لنا التدويل عبر تاريخنا الحديث أي إنجازات أم كان حياديا أم حقق فقط مآسي.
وأجاب: التدويل لم يكن حيادياً ولم يحقق إنجازات حقق فقط مآسي لنا، وأوضح أنه لا يتحدث عن موضوع العراق "فهذا موضوع لا يعنينا، أنا أتحدث عن المبدأ بشكل عام، نحن دائماً في كل خطابنا السياسي في سورية نقول: الحلول الصحيحة تأتي من أبناء المنطقة تحديداً.
وبعد أن أشار إلى أن المنظمات الدولية "محكومة بعدد محدود من الدول وقراراتها تابعة لمصالح هذه الدول وليست لمصلحتنا" قال الرئيس الأسد: من يرد أن يتحدث عن التدويل فعليه أن يكون صريحاً ويقول نقلنا هذا الموضوع إلى هذه الدول وليس للعالم" معتبراً أن "التدويل هو دليل على ضعفنا، دليل على عدم قدرتنا أو عدم أهليتنا، وهو اعتراف منا بعدم أهليتنا بإدارة شؤوننا سواء كانت هذه الشؤون صغيرة أم كبيرة".
من جانبه، أكد الرئيس شافيز مطالبة فنزويلا "بإعادة الجولان إلى سورية وبفك الحصار الإسرائيلي الظالم على الشعب الفلسطيني"، ووصف إسرائيل بأنها "دولة مبيدة للشعوب ومعادية للسلام وتبشر الآن بالحروب أيضا في أمريكا اللاتينية وتعتدي على شعوبها ولقد تحولت إلى ذراع تنفذ السياسة الأميركية.
وأشاد الرئيس شافيز بمواقف سورية النضالية وأغدق عليها الثناء الكثير متحدثاً عنها بوصفها مدرسة للمقاومة وللمقاومين "فنحن نحترم سورية ومقاومتها والشعب السوري مهندَسٌ ومصمَمٌ للمقاومة ونحن الشعوب الذين قررنا أن نقاوم علينا أن نتعلم المقاومة منه لتحقيق النصر". وأضاف: إن كان هناك أحد يريد أن يتعلم كيف يجب أن تُقاوَم الامبريالية فليأتِ إلى سورية".
وشن الرئيس الفنزويلي هجوماً عنيفاً على نظيره الأميركي باراك أوباما وقال إنه "لا يجيد إلا الكلام، ولا ينسجم مع كلامه ولا يسحب الدعم العسكري عن دولة إسرائيل"التي وصفها بـ"المجرمة"، مطالباً أوباما برفع الغطاء عن إسرائيل "لكي يكون منسجماً مع أقواله وإلا فسنقول إنه متكلم جيد فقط، أو مدعي كبير".
ووصف شافيز أوباما بأنه "أمبريالي يقتل ويعتدي على الدول، يعتدي على اميركا اللاتينية" وانتقد قيامه بتوقيع اتفاقاً مع كولومبيا لإقامة سبع قواعد عسكرية فيها بهدف "تحويلها إلى إسرائيل أميركا اللاتينية، ويريد أن يمنع الوحدة ويزرع الخصام ويقتل ونحن لن نسمح بذلك".
وحول الموقف السوري من المساعي الأميركية لإنشاء قواعد في أميركا اللاتينية قال الرئيس الأسد "نحن ضد مبدأ القواعد ونشر الدرع الصاروخية ومن البديهي أننا ضد أي هجوم على أي دولة مستقلة ذات سيادة" مشيراً إلى أن سورية رفضت مبدأ الانحياز في الوقت الذي كانت فيه علاقتها قوية مع الاتحاد السوفيتي ورفضت مبدأ وجود قواعد عسكرية أو أي وجود عسكري بدون هدف.
وجدد الرئيس الأسد الموقف السوري "المتمسك بالسلام الذي يعني عودة الأرض كاملة من دون نقصان حتى خط عام 1967"، وقال إن "إسرائيل بشكل عام غير مهيأة في الوقت الحاضر وفي المدى المنظور لتحقيق السلام" مشيراً في هذا الإطار إلى استطلاعات الرأي الإسرائيلية التي "تؤكد بأن الإسرائيليين بشكل عام غير مستعدين للسلام بعد طالما أنهم لايريدون إعادة الأرض كاملة".
وأضاف الرئيس الأسد "بالنسبة لنا كل الحكومات الإسرائيلية متشابهة ومنذ عام 1991 وحتى اليوم لم يتحقق أي شيء جدي في عملية السلام وبالتالي الفرق بينهم هو فرق في التكتيك والمظهر أما في المضمون فالجوهر واحد" وهو رفض السلام، وعرقلة تحقيقه في المنطقة.
ووصف الرئيس الأسد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه "مجزرة تشمل جميع الفلسطينيين من دون استثناء" مبيناً أنه بحث مع الرئيس شافيز "كيفية التحرك دوليا لمحاولة تحريك ولو جزءا من العالم لرفع هذا الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني".
ونوه الرئيس الأسد بنتائج لقائه مع الرئيس شافيز حيث اتسم اللقاء "بالوضوح والشفافية والحرية، ولا يخضع لأي اعتبارات على الاطلاق سوى الاعتبارات الوطنية لبلدينا، واعتمد على الوضوح السياسي بدلا من النفاق السياسي السائد الآن في العالم، واعتمد على المعايير الدقيقة والعادلة بدلا من المعايير المزدوجة السائدة اليوم في العالم".مشيراً إلى أن "ما خرب العالم خاصة في التسعينيات وحتى اليوم هو طغيان النفاق السياسي، حيث الكل ينافق للكل والكل يكذب على الكل، هناك فوضى سياسية تضاف إلى فوضى المنظمات الدولية".
ولاقت مواقف الرئيس الأسد هذه موافقة الرئيس شافيز الذي رأى أنه "آن الأوان للتخلي عن الأحادية القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب يتسع لعوالم كثيرة حيث يتسع للجميع على مستوى واحد دون أن توجد هناك هيمنة من أحد على أحد لأننا أحرار ونختار مصيرنا".
كما أشاد الرئيس الأسد بمواقف الرئيس شافيز "فالمواقف السياسية بالنسبة لسورية هي جانب أساسي، والمعروف عن الرئيس شافيز أنه واضح.. والمعروف عن السياسة السورية بأنها واضحة.. ومن الطبيعي أن نلتقي في هذه النقطة".
وقال الرئيس الأسد: إن التطور الكبير للعلاقات السورية الفنزويلية ومع أمريكا اللاتينية له عدة عوامل أولها الدينامية العالية في الجانب السياسي الموجودة لدى الرئيس أوغو شافيز إضافة إلى المواقف السياسية لفنزويلا العادلة والواضحة والموضوعية والأخلاقية والإنسانية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن "وقوف فنزويلا إلى جانب القضايا العربية والعالمية العادلة عزز العلاقة بين سورية وفنزويلا" وقال: لا نستطيع أن نفصل السياسة عن الاقتصاد فنحن شعوب تعيش كل يوم في السياسة وتتأثر اقتصادياً ونفسياً ومعنوياً بها، كل هذه العوامل اجتمعت لتوجد العلاقة المتينة بين سورية وفنزويلا.
كما لفت الرئيس الأسد إلى وجود "رغبة قوية لدى دول وشعوب أميركا اللاتينية لخلق علاقة قوية مع العالم العربي" وقال: من أهم أوجه التشابه في ثقافة الشعوب في المنطقة العربية وأميركا اللاتينية هي النزعة القوية للاستقلال من الاستعمار القديم والحديث والمعاصر.
وأضاف الرئيس الأسد: هناك نزعة في نفس الإطار هي استقلالية القرار أي بناء القرارات التي نأخذها بشكل إفرادي أو ثنائي أو جماعي على المصالح الوطنية بعيدا عن أي إملاءات.
وحول العلاقات الثنائية مع سورية قال شافيز "هناك مراجعة للاتفاقيات وفتح أفق جديدة للتعاون والاندماج والتحالف الحقيقي وأفق لاستراتيجية جديدة قوية سياسية وإنسانية بيننا".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018