ارشيف من :أخبار عالمية

الأسد يرفض تدويل الأزمة مع العراق وشافيز يصف أوباما بـ “الإمبريالي”

الأسد يرفض تدويل الأزمة مع العراق وشافيز يصف أوباما بـ “الإمبريالي”
اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أمس، أن سعي الحكومة العراقية إلى تدويل الأزمة مع سوريا شأن داخلي، مشيراً إلى أن "العراق مدول والقضية الفلسطينية نشأت بسبب التدويل"، فيما وصف الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز نظيره الأمريكي باراك أوباما بأنه "إمبريالي يقتل ويعتدي على الدول"، مطالباً إياه بأن يسحب دعم "إسرائيل" كي ينسجم مع أقوله.

وتساءل الأسد في مؤتمر صحافي مشترك مع شافيز في دمشق "هل حقق التدويل عبر تاريخنا أي أنجازات أم حقق فقط المآسي". وأضاف "نحن نقول إن الحلول الصحيحة تأتي من أبناء المنطقة. تحديدا النظام الدولي". وتابع "منظمات الأمم المتحدة محكومة بعدد محدود من الدول وستكون القرارات تابعة ومرتبطة بمصالح هذه الدول وحتما لن تكون لمصلحتنا"، لافتاً إلى أن "التدويل دليل على ضعفنا وعدم قدرتنا واعتراف منا بعدم أهليتنا".


وبشأن عملية السلام، جدد الأسد موقف بلاده وقال "الموقف السوري متمسك بالسلام الذي يعني فقط عودة الأرض دون نقصان أي شبر حتى خط عام 1967". وأضاف "بالنسبة لنا كل الحكومات "الإسرائيلية" متشابهة ومنذ عام 1991 وحتى اليوم لم يتحقق أي شيء جدي".


وعن مباحثاته مع الرئيس الفنزويلي قال الأسد إن لقاءه مع شافيز "اتسم بالوضوح والشفافية وكان غنيا جدا والنقاش كان حرا بشكل كامل واعتمد على الوضوح السياسي والمعايير الدقيقة بدلا من النفاق السياسي السائد في العالم". وأضاف أن زيارة شافيز مهمة في توقيتها ومضمونها بسبب التحولات المهمة اليوم، مشيراً إلى أن النقاش "كان حرا بشكل كامل ولا يخضع لأي اعتبارات سوى الاعتبارات الوطنية لبلدينا التي تعكس المصالح الوطنية لشعبينا".


وعن موقف سورية من سعي الولايات المتحدة إلى إنشاء قواعد في أمريكا اللاتينية، قال "نحن ضد مبدأ القواعد والدرع الصاروخية ومن البديهي أننا ضد أي هجوم على أي دولة مستقلة".


من جهته، قال الرئيس الفنزويلي "نحترم سوريا ومقاومتها والشعب السوري مهندس ومصمم للمقاومة وعلينا أن نتعلم المقاومة منكم لأجل النصر وإن كان هناك أحد يريد أن يعلم كيف يجب أن تقاوم الإمبريالية فليأت إلى سورية".


وطالب بعودة الجولان إلى سورية وبفك الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني. وأضاف "إسرائيل" تحولت إلى دولة مبيدة للشعوب ومعادية للسلام وهي تبشر الآن بالحروب في أمريكا اللاتينية وتعتدي على شعوبها. وتابع إن "إسرائيل" ذراع ينفذ سياسات الإمبريالية الأمريكية، واصفاً أوباما بأنه لا يجيد إلا الكلام. وقال "أوباما لا ينسجم مع كلامه ويسحب الدعم العسكري عن دولة "إسرائيل" المجرمة ونطالبه بذلك كي يكون منسجما مع أقواله وإلا فسنقول أنه متكلم جيد فقط، أو مدع كبير".


وحول العلاقات الثنائية مع سورية، قال شافيز "هناك مراجعة للاتفاقيات وفتح أفق جديدة للتعاون والاندماج والتحالف الحقيقي وأفق لاستراتيجية جديدة قوية سياسية وإنسانية بيننا".


وكانت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أفادت بأن الأسد "عقد جلسة مباحثات مع الرئيس الفنزويلي". وأكد التلفزيون السوري أن خصوصية الزيارة تكمن في أن "سوريا وفنزويلا تنتهجان سياسات مستقلة قائمة على إعلاء الإرادة الوطنية وتعارضان سياسة الهيمنة وتدعوان إلى إقامة نظام دولي عادل ومتعدد الأقطاب"، مكررا "الترحيب" بالرئيس الفنزويلي.


وزار شافيز في جولته ليبيا والجزائر، وينتظر أن يواصلها في إيران، وبيلاروس، ثم روسيا.


وكان دعا في ختام زيارته إلى الجزائر إلى إنتاج مشترك للنفط بين الجزائر وفنزويلا، وقال عقب محادثات أجراها مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلقة "إنني اقترحت على بوتفليقة أن تشارك الشركة الجزائرية للمحروقات في إنتاج النفط مع نظيرتها الفنزويلية". كما دعا إلى التعاون في مجال الصناعة البتروكيميائية، والتعاون أيضا في مجال إنتاج الغاز المسال.


من ناحية أخرى، دعا شافيز الرئيس الجزائري إلى المشاركة في قمة إفريقيا أمريكا الجنوبية هذا الشهر بجزيرة مارغريتا الفنزويلية، التي يحضرها 30 رئيس دولة وحكومة. وقال "إننا متفقون على أن لا تكون هذه القمة مجرد قمة لإلقاء الخطب وتوقيع الوثائق المحضرة مسبقا".


من جهتها، اعتبرت الحكومة الأمريكية أن جولة شافيز تعد "قرارا سياديا" لفنزويلا. وأبرز المتحدث باسم الخارجية الأمريكية تشارلز أوفرستريت أن "جميع رؤساء الدول يقومون بزيارات خارجية ونحن نحترم القرار السيادي لكل دولة بشأن استمرار أو قطع علاقتها".


من جهة أخرى، أقرت روسيا بأنها وقعت عام 2007 عقدا مع سوريا لبيعها مقاتلات من طراز "ميغ-31 اي"، في أول تأكيد روسي لهذا الأمر. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة الجوية الموحدة الروسية "او ايه كي" الكسي فيودوروف لصحيفة كومرسانت انه "قبل عامين تم توقيع عقدين، احدهما ينص على تسليم (سوريا) طائرات ميغ-39 ام والآخر على تسليمها طائرات ميغ-31". وأضاف أن "العقد الأول يجري تنفيذه حاليا، أما العقد المتعلق بطائرات ميغ-31 فلم يدخل بعد حيز التنفيذ".


في غضون ذلك، تلقى الأسد رسالة من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد نقلها المستشار بالديوان الأميري محمد عبد الله أبو الحسن الذي وصل إلى دمشق فجر أمس. ونقل بيان رئاسي أن الرسالة "تتعلق بمستجدات الأوضاع في المنطقة".


2009-09-04