ارشيف من :أخبار عالمية
خاص "الانتقاد" :الرئيس الفنزويلي دعا لإنشاء تواصل استراتيجي وتكامل اقتصادي بين دمشق وكاركاس
شافيز من سورية ينتصر للبنان والجولان والشعب الفلسطيني
دمشق ـ "الانتقاد.نت"
انتصر الرئيس الفنزويلي "هوغو شافيز" للبنان اليوم بمطالبته الكيان الصهيوني المتغطرس "بالكف عن تهديداته وعدوانه على الشعب اللبناني"، كما أغدق الثناء والمديح على سورية "الأرض ذات البطولات التي سيبقى فؤادي فيها" وعلى شعبها "الذي أُعلِنُ حبي الأعظم له، والملتزم معه التزامي مع شعوب أمريكا اللاتينية " وعلى شهدائها، وعلى قيادتها واصفاً الرئيس بشار الأسد "بالقائد الكبير الذي تجاوز بشخصه حدود سورية وانتشرت شجاعته وثباته في أنحاء الوطن العربي وكل الشرق الأوسط".
وفي احتفال شعبي كبير أقيم تكريماً له في مدينة السويداء جنوب دمشق، جدد شافيز الذي يزور سورية حالياً دعوته إلى "إعادة الجولان المحتل إلى سورية وتوقف "إسرائيل" عن اضطهاد الشعب الفلسطيني وإبادة الناس والكف عن تهديداتها وعدوانها على الشعب اللبناني وأن تسحب أيديها من جنوب أمريكا اللاتينية".
وازدان مكان الاحتفال بصور الرئيسين الأسد وشافيز وبالأعلام السورية والفنزويلية، ولاقت مواقف شافيز إعجاب وتقدير آلاف المشاركين بالاحتفال الذين قاطعوه مرات عدة بالهتاف والتصفيق المطوَّل.
واعتبر الرئيس شافيز: "أن "إسرائيل" تحولت إلى مجرم قاتل حليف للامبريالية" كما أدان "الحكومة الصهيونية المجرمة التي تلاحق الشعب الفلسطيني وتمارس التفرقة العنصرية لهذا الشعب ولاسيما في قطاع غزة".
وأضاف الرئيس شافيز: "إن سورية وفنزويلا تواجهان العدو نفسه وهو الامبريالية وحلفاؤها سواء في الشرق الأوسط أو في أمريكا اللاتينية"، محذراً من أن الامبريالية الأميركية تحاول أن تنشئ "إسرائيل" أخرى في أمريكا اللاتينية.
وعبّر الرئيس الفنزويلي عن حبه لسورية أرضاً وشعباً كما نوّه بأن قلبه يسير حيث تسير قوافل الحب إلى أرضها الطاهرة المقدسة والوطن العظيم الكبير والحب للتاريخ" لافتاً إلى أنه ملتزم مع الشعب السوري التزامه مع شعوب أمريكا اللاتينية وقال: "أشعر بأن دمشق بيتي والسويداء داري".
وأعرب الرئيس شافيز عن إعجابه بالشعب السوري المقاوم رجالاً ونساء، وبشهداء هذا الشعب، وبجذوره المتأصلة في التاريخ، وبالقائد الخالد المناضل حافظ الأسد الذي بنى سورية وانتشرت مواقفه في العالم كما هو القائد الكبير الرئيس بشار الأسد الذي تجاوز بشخصه حدود سورية حيث أن قيادته وشجاعته وثباته تنتشر في أنحاء الوطن العربي وكل الشرق الأوسط.
وأشار شافيز إلى أنه كان يرى خلال حملاته الانتخابية آلاف الصور للرئيس بشار الأسد على النوافذ والشرفات وفي البيوت الفنزويلية تعبيراً عن حبهم له وتقديرهم لمواقفه.
وأشاد الرئيس شافيز بمدينة السويداء ذات الأرض الصخرية السوداء الأقوى والأصلب في العالم، التي أنجبت سلطان باشا الأطرش (قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد المحتل الفرنسي) الذي قدم للشعب السوري كما قدم سيمون بوليفار للشعب الفنزويلي" وقال إن "فنزويلا دار مفتوحة للشعب السوري".
وأعرب شافيز عن كامل تقديره لتاريخ سورية واصفا اياه بانه تاريخ المقاومة ضد كل أشكال الإمبريالية والاستعمار والاضطهاد والشعب السوري بطل في المقاومة ومنوهاً بـ"الدور الكبير والهام لسورية في الشرق الأوسط".
ولفت الرئيس الفنزويلي إلى أهمية أن تطّلع سورية والوطن العربي على أخبار أمريكا اللاتينية لكي يعرف العرب تاريخنا وثقافتنا وأفكارنا السياسية والسياسة البوليفارية كما أنه سيكون رائعاً أن تظهر على شاشات فنزويلا وأمريكا اللاتينية محطة سورية لتتعرف شعوبنا على الثقافة السورية والتاريخ السوري".
وتوجه الرئيس شافيز إلى الشعبين السوري والفنزويلي بالقول: "يجب أن يقوم كل واحد منا بالعمل فكراً وروحاً وعملاً لكي نتقدم بشكل دقيق وبسرعة في تكوين الوطن الإنساني الشامل الذي يجب بناؤه من أصغر جزء منه من سورية ويجب أن نجتهد أكثر لتعزيز التعاون بين سورية وفنزويلا".
ودعا الرئيس شافيز إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية والتعليمية بين البلدين، معبراً عن رغبته في أن يأتي الكثير من شباب فنزويلا ليدرسوا في سورية وأن يذهب الكثير من شباب سورية ليدرسوا في فنزويلا في مختلف مجالات المعرفة.
ورأى الرئيس الفنزويلي أنه: "يمكن التعاون مع سورية في مجال الاتصالات وتمويل التكنولوجيا في الهواتف الثابتة والخلوية وكل الخدمات"، موضحاً أن فنزويلا أصبحت من الدول المنتجة لأجهزة الهاتف المحمول الرخيص والعملي إضافة للكابلات الضوئية.
وقال الرئيس شافيز: "إن سورية وفنزويلا تعملان لإنشاء تواصل استراتيجي وتجهز خطة عمل للتكامل الاقتصادي"، مشيراً في هذا الصدد إلى "اتفاق البلدين لإنشاء شركات مشتركة فنزويلية - سورية لرفع إنتاج الزيتون في سورية وتعزيز التعاون الزراعي" لافتاً إلى أن وزير الزراعة الفنزويلي سيقوم بزيارة سورية لهذا الغرض.
وأشار الرئيس الفنزويلي إلى أن البلدين بدآ ببناء مصفاة بترول مشتركة في سورية سيتم تدشينها في حمص عام 2013 وستنتج 150 ألف برميل تقريباً ومواد أخرى تستخدم للصناعات البلاستيكية الضرورية.
وختم الرئيس شافيز كلمته بالقول: "إن فؤادي سيبقى في سورية وأعلن حبي الأعظم لسورية..الأرض ذات البطولات.. تحيا سورية.. يحيا الرئيس بشار الأسد.. ويحيا الشعب السوري".
وكان الرئيس شافيز زار السويداء وسط استقبال شعبي حافل حيث دشن شارع جمهورية فنزويلا البوليفارية في حي تشرين وغرس شجرة تفاح فيه بمناسبة اطلاق اسم بلاده على هذا الشارع الممتد بطول 2 كم .
كما وضع الرئيس شافيز حجر الاساس لمقر جمعية "الصداقة" العربية السورية الفنزويلية وحديقة باسم "سيمون بوليفار" في منطقة ظهر الجبل في السويداء .
يذكر أن جمعية الصداقة السورية الفنزويلية تأسست عام 2004 وتضم في عضويتها نحو 1000 عضو من المغتربين والمقيمين السوريين في فنزويلا .
وتبلغ المساحة الإجمالية لمشروع اقامة الحديقة والجمعية 8640 م2 ويتضمن مشروع مقر الجمعية شققاً فندقية وصالة متعددة الاغراض تشغل مساحة تقارب الـ 3057 م2 .
وفي دمشق، التقى الرئيس الأسد بالرئيس شافيز في مقر اقامته، حيث تم استعراض ما تم إنجازه وتوقيعه من اتفاقيات خلال زيارة الرئيس شافيز إلى سورية واتفقا على مواصلة التنسيق والتشاور بينهما بخصوص تنفيذ هذه الاتفاقيات.
وأعرب الرئيسان عن ارتياحهما لما وصلت اليه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
وأثمرت زيارة شافيز لسورية عن توقيع البلدين عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم للتعاون المشترك في عدد من المجالات الاقتصادية والزراعية والثقافية والصحية والبيئية والرياضية والدبلوماسية.
كما تضمنت الاتفاقيات اتفاقية الغاء سمات الدخول من جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية وجوازات سفر الخدمة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018