ارشيف من :أخبار لبنانية
فتحعلي: الهجمات على إيران بسبب احتضانها القضية الفلسطينية

شدد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي، على أن يوم القدس هو يوم تقرير مصير الشعوب المستضعفة التي تعاني هيمنة الجبابرة المستكبرين وفي طليعتها الشعب الفلسطيني الذي يعاني ظلم الاحتلال الصهيوني وعنصريته، قائلاً إنه كلما اقتربنا من طريق تحرير فلسطين كلما ازدادت المؤامرات وحيكت الفتن بين أبناء الأمة الواحدة لحرفها وصرفها عن عدوها الأساسي الذي يتربص بها لتنشغل بنفسها عما يُراد لها من ذل واستعباد تفرضه إرادة الاستكبار الأميركي الصهيوني.
وفي كلمة له خلال حفل إفطار أقامته السفارة الإيرانية في الفياضية لمناسبة يوم القدس العالمي حضره وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ونواب ووزراء حاليون وسابقون وممثلون عن قوى وأحزاب وطنية وإسلامية لبنانية وفلسطينية وشخصيات ديبلوماسية واجتماعية وإعلامية، حيّا فتحعلي الجهاد البطولي للشعب الفلسطيني الذي يتحمل ما يتحمل من الظلم والاعتداءات والاعتقالات وانتهاك حقوق الإنسان، معتبراً أن كل خطوة من خطوات المتظاهرين المنتفضين وجهادهم ستُخلد في التاريخ؛ لجهاد شعب حرّ أبيّ يواجه الاحتلال الصهيوني في ظروف صعبة وفي ظل انحياز وصمت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان عن كل جرائم العدو وانتهاكاته.
وشدد على أن قضية فلسطين هي قضية كل الموحدين والمؤمنين والأحرار في هذا العالم؛ وهي بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية أمر بنيوي أساسي ناشئ من الاعتقاد الإسلامي والقيم الإنسانية.
وجدّد فتحعلي التأكيد على أننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي ظل القيادة الحكيمة للقائد الإمام الخامنئي دام ظله الشريف وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني، ندعم هذه القضية لأنها قضية مبدئية وعقائدية ينبغي متابعتها؛ وما الهجمات الشرسة التي تشهدها الجمهورية الإسلامية ومحاربتها إلا لاحتضانها القضية الفلسطينية وجميع حركات المقاومة ضد العدو الصهيوني والتي ستبقى داعمة لها لترسيخ نهج المقاومة وتحقيق الانتصار وتحرير فلسطين؛ كل فلسطين؛ من النهر إلى البحر من براثن الاحتلال الصهيوني.
وعلى مشارف نهاية مهامه الدبلوماسية في لبنان، توجه فتحعلي إلى الشعب اللبناني بالقول بلغة القلب والعاطفة والوجدان بعيدًا عن الرسميات والبروتوكولات، إنه من الصعب على المرء أن يقف موقف الوداع لأعزاء من وطن شقيق يتعلق الإنسان به وبأناسه الطيبين؛ قضى فيه شطرًا من العمر مشاركاً الأفراح والأتراح. فلبنان هذا المكون الفريد من نوعه في جغرافيته وموقعه وتاريخه القديم والحديث الحافل بالأحداث؛ المتنوع الثقافة والحضارة والدين؛ الغني بإنسانه الذي جاب البحار والقفار طلبًا لعلم أو رزق أو ناشرًا لكليهما عصيًا على التطويع والهيمنة؛ عزيز الكرامة والعنفوان؛ متمردًا على القهر والحرمان؛ منتفضًا كالمارد رغم سنوات عجاف طوال من الظلم التاريخي والمستمر العدوان الكيان الصهوني ؛ ورادًا كيده وعدوانه ومسجلا ً بأحرف من نور أعظم نصر على أعتى قوة متجبرة في المنطقة في أيار عام 2000 ليعود ويسجل بتلاحم أبنائه وصمود إنسانه وبطولة مقاوميه التي عز لها النظير وسيخلدها التاريخ لانتصار إلهي عظيم سجل بالدم والروح والعز والكرامة في تموز عام 2006 ومن ثم نصرًا مؤزرًا على القوى التكفيرية والإرهابية. وطن كهذا الوطن وشعب كهذا الشعب كيف للمرء أن لا يحبه ويحترمه ويحني الهامات إجلالا ً لعظمة انتصاره؛ شعب أضحى للكرامة والعزة عنوان وللوعد والصدق والشرف ميزاناً.
وأعرب فتحعلي عن اعتزازه بأدائه لمهامه الدبلوماسية في هذا الوطن العزيز "الذي نكن له في الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة ً وشعبًا كل معاني الحب والتقدير والاعتزاز" مضيفاً "إنني سأترك لبنان ورسالتي إليه أن وحدتكم هي سر انتصاركم؛ وتنوعكم الطائفي مصدر غنى وتنوع وحضارة ليكون لبنان عنواناً دائمًا للحضارة والمقاومة والتطور والازدهار".