ارشيف من :أخبار عالمية
استمرار أعمال العنف في "بور جانتي" بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية
تقرير: ليلى سرعيني
لم تهدأ الأجواء بعد في الغابون، بعد إعلان فوز علي عمر بونغو في الانتخابات الرئاسية. فقد ضاقت المعارضة ذرعا بإمكانية تجديد العهد لآل بونغو بعد 41 عاما من تولي عمر بونغو رئاسة الحكم بدعم من الفرنسيين. وسرعان ما بدأت أعمال الشغب، والاعتداءات وأعمال النهب، تجتاح مدينة بور جانتي، ثاني أكبر المدن الغابونية، بعدما صدرت النتائج التي أبرزت ترجيح الكفة لعلي بونغو على المعارض بيير مامبوندو.
وعلى الرغم من الاجراءات الامنية المشددة، وحظر التجول الذي فرضته السلطات الامنية الغابونية، فلا تزال أعمال العنف والتخريب والسرقة تتواصل بشكل كبير. في حين إشتكى الكثير من المواطنين الماكثين في "بور جانتي"، من إستهداف مصالحهم، وتعرضهم للتهديد والاعتداء، وعلى رأسهم اللبنانببن.
بعض اللبنانيين، الذين تربطهم علاقة جيدة بالسلطة، أكدوا أن موجة الاعتداءات أجبرتهم على الاختباء في منازلهم لحين انتهاء الأزمة، وذلك بسبب الخوف من أن تتطور أعمال العنف، وأن يتعرضوا للأذى الجسدي، وخصوصاً أن عددا من اللبنانيين تعرضوا للاعتداء والسرقة بعد دخول مجموعة من الغابونيّين إلى منازلهم.
وروى لبناني آخر ما حصل معه ومع عائلته المؤلّفة من زوجته وبناته الثلاث خلال وجودهم في منزلهم. وقال إنه بعدما تعرض متجر الأدوات الكهربائية الذي يملكه للنهب، دخل منزله مجهولون وسرقوا ما خفّ حمله وغلا ثمنه. وأوضح أن نحو 20 شخصاً اقتحموا منزله وقيّدوه وأفراد أسرته قبل أن يسرقوا مبالغ مالية ومصاغاً، ويحطّموا أثاث المنزل. وأشار إلى أن أحد الأشخاص قال له "أنتم اللبنانيين أسهمتم في إنجاح علي بونغو، ونريد أن نقتلكم".
ورغم حظر التجول المفروض، فإن الجيش الغابوني يعاني عجزا في ضبط الأوضاع بسبب عدم التزام أنصار المعارضة، ومواصلتهم عمليات السرقة. ويتركز وجود الجيشين الغابوني والفرنسي بشكل خاص في المناطق المكتظّة ذات الكثافة السكانية، حيث المحال التجارية.
أما عن الإجراءات التي اتخذتها السفارة اللبنانية لحماية الجالية، فقد قامت وزارة الخارجية والمغتربين مع بدء شرارة الاضطرابات أول من أمس، وبالتزامن مع بدء صدور النتائج، بالتواصل مع السفيرة اللبنانية، ميشلين باز، التي أجرت سلسلة من الاتصالات مع المسؤولين في كلٍّ من وزارة الداخلية والخارجية الغابونيتين، والجيش الفرنسي، لتأمين الحماية للبنانيين.
الى ذلك، فقد جرى أمس التوصل إلى اتفاق مع السفارة الفرنسية يقضي بقيام اللبنانيين، في حال ارتفاع وتيرة الاضطرابات وتطوّرها بطريقة دراماتيكية تهدّد سلامتهم، باللجوء إلى ثكنة الجيش الفرنسي في المنطقة، على أن يتولى حمايتهم وإجلاءهم، فيما تحدث البعض عن تحديد أحد الفنادق القريبة من الشاطئ في "بور جانتي" ليكون موقع التجمّع للبنانيين.
الى ذلك، فقد أقدم المئات من الشبان المناصرين للمرشح مامبوندو الذي أصيب بجروح خطيرة في الاحتجاجات، على اقتحام أحد السجون في المدينة وحرروا السجناء.
وإستهدف المحتجون المصالح الفرنسية في الغابون احتجاجا على الدعم الفرنسي لحكم بونغو ، فقاموا باحراق قنصلية فرنسا في مدينة "بورجانتي".
ونقل عن شبان مناوئين للرئيس المنتخب ولفرنسا قولهم إن باريس "فرضت" على الغابونيين ابن الرئيس الراحل عمر بونغو. كما هدد أحد هؤلاء الشبان قائلا "البيض.. سنقتلهم! لقد ضقنا ذرعا من الفرنسيين، يجب اصطيادهم وقتلهم".
وفي أحد الأحياء الشعبية غرب "ليبروفيل" قال أحد السكان إن "أشخاصا كسروا ما استطاعوا من محلات وإن الفوضى تعم الحي".
وردا على هذه التطورات قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إن بلاده جاهزة لاتخاذ إجراءات لحماية رعاياها العشرة آلاف في الغابون في حال استهدافهم، معبرا عن أمله في عدم اللجوء لخطة طوارئ.
وكانت المحكمة الدستورية في الغابون، قد أقرت انتخاب علي بونغو رئيسا للبلاد، وذكرت رئيسة المحكمة ماري مادلين مبورانتسوو في خطاب بثه التلفزيون المحلي "نعلن المرشح علي بونغو أونديمبا عن الحزب الديمقراطي الغابوني منتخبا بـ141.952 صوتا أي 41.73% من مجمل الأصوات".
كما أكدت نتائج المرشحين الآخرين أن وزير الداخلية السابق أندري مبا أوبامي حل ثانيا بـ88.028 صوتا (25.885)، أمام المرشح بيير مامبوندو بـ85.797 صوتا (25.22%)، مذكرة بأن أمامهما عشرة أيام للاعتراض.
وكان المرشحان قد نددا بالنتائج المعلنة متحدثين عن "تزوير" و"احتيال"، بمن في ذلك مبا أوبامي الذي انتقد المحكمة الدستورية قائلا إنها "هنا مثل برج بيزا، مائلة دائما لنفس الجانب".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018