"الانتقاد.نت" -  محمد حسين سبيتي

زيارة الرئيس الفنزويلي الى الجمهورية الاسلامية الايرانية السابعة اتت ضمن سياق مسلسل الزيارات التي تهدف الى توجيه رسائل الى الولايات المتحدة الاميركية بان هناك مساعي جادة وحثيثة من اجل استحداث نظام دولي جديد مغاير للنظام القديم الذي بدأت معالم انهياره في الظهور وآخرها عجز اميركا عن ايجاد حلول لمشاكلها في منطقة الشرق الاوسط.

الخبير الاستراتيجي في القضايا الايرانية السيد محمد صادق الحسيني شرح في حديث لـ "الانتقاد.نت" اهداف زيارة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الى الجمهورية الاسلامية الايرانية فقال: "اذا اخذنا بعين الاعتبار ان ثمة عالماً ظالماً يأفل نجمه (محور اميركي - اسرائيلي) فهناك ثمة عالم مقابله هو العالم العربي الاسلامي والذي انضم اليه "لاهوت التحرير الاميركي - اللاتيني" ( نوع من التحالف بين الدين المسيحي الاصيل الذي يؤمن برؤية السيد المسيح لرفض هيمنة المال والثروة وبين دعاة التحرير والعدالة ) وهو عالم ينهض مقابل المحور الاستعماري.

أضاف السيد الحسيني: "زيارة شافيز السابعة الى طهران كانت في طريق تعزيز وتحكيم هذا العالم الجديد، وهي نوع من اعلان التحرر من معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية الذين فرضوا نظاما ظالما"، لافتا الى ان الهدف الرئيسي من زيارته للجمهورية الإسلامية هو لاجل العمل على خلق معادلة جديدة تصد الظالمين في العالم وتقف بوجه المطامع الاستعمارية، وهذه النواة يبحث عنها رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد احمدي نجاد والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز"، مشيرا الى تأييد قائد الثورة الاسلامية في ايران السيد علي الخامنئي (دام ظله ) لهذ المعادلة بقوله ان تراجع اميركا دليل على ان نجمها افل ودليل على انكم تتقدمون.

وحول الامور التي تبناها الرئيسان نجاد وشافيز بعد اجتماعهما، قال الحسيني انهما " اتفقا على انشاء "بنك استثماري مشترك"، وعلى انشاء خطة "تكامل دفاعي امني مشترك" بين البلدين، كما شددا على تقوية ودعم الارادة السياسية للبلدين للوقوف الى جانب بعضهم البعض في وجه كل التحديات، واتفقا ايضا على ان تقوم فنزويلا بتقديم 20 الف ليتر بنزين يوميا الى ايران في محاولة لكسر الحصار عليها".

وفي الموضوع النووي، اوضح الخبير الاستراتيجي في القضايا الايرانية ان تصريح شافيز حول حق ايران في امتلاك الطاقة النووية السلمية هو بمثابة دعم لطهران في مواصلة جهودها بهذا الخصوص".

ولفت الحسيني الى ان شافيز ابلغ نجاد ان الاميركيين بدأوا باستحداث قواعد اميركية في كولومبيا، موضحا ان هذا الامر يشكل خطرا كبيرا حيث سيواجه بشدة.
وواصل الحسيني حديثه لـ"الانتقاد.نت"، لافتا الى ان " المسعى الايراني - الفنزويلي لتشكيل نواة صغيرة تكون بديلا للمعادلة الاميركية التي تحكمت بالقرار الدولي واثرت وضغطت على الارادة الدولية هو المرحلة الاولى في سبيل انشاء منظمة دولية على غرار مجلس الامن"، مشيرا الى ان ايران دولة مراقبة في منظمة "شنغهاي" وتسعى بدعم من الصين وروسيا لتصبح دولة عضو في المنظمة، كما ان هناك منظمة ما يسمى "اوبك الغاز" التي تضم روسيا، ايران، قطر، الجزائر، وليبيا، ودول اخرى وهؤلاء يحضرون لمنظمة اقتصادية عالمية، واصفا هذه المنظمة بانها ائتلاف الطامحين مقابل مجموعة الثمانية، ومشيرا الى ان من حقهم ان يظهروا بقوة اقتصادية جديدة خصوصا ان مستقبل الغاز اقوى من النفط.

واكد الخبير الاستراتيجي في القضايا الايرانية السيد محمد صادق الحسيني في ختام حديثه لموقعنا الالكتروني بانه لم يعد هناك آحادية قطبية تسيطر على العالم لافتا الى ان العالم الجديد يتجه نحو التعددية ومحاربة الاميريالية .