ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
بعد قمة بوتين ترامب: ترقّب لتطوير العلاقات وبناء الثقة

انتقد الباحث دوغ باندو المواقف الأمريكية المعادية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا الى وجود إجماع بين الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة حول شيطنة بوتين.
وفي مقالة نشرها موقع "ذا أميركان كونسارفاتيف"، تناول باندو المزاعم التي تتحدّث عن أن موسكو تدخلت بالانتخابات الرئاسية الاميركية الاخيرة عام 2016. وهنا لفت الى ما يقوله الخبراء حول إن الحكومة الاميركية بين عامي 1946 و2000 تدخلت نحو ثمانين مرة بانتخابات جرت بدول مختلفة، بما في ذلك انتخابات جرت في روسيا عام 1996. كما لفت الى ان ضباطًا استخبارتيين اميركيين سابقين يعترفون بأن واشنطن سعت دائما الى التأثير على الانتخابات بدول أخرى.
وأشار المقال الى أن واشنطن تدعم "الحرب الوحشية" الذي تشنها السعودية والامارات ضد اليمن. وهنا لفت الى ان منظمات حقوق الانسان تتفق على ان الاغلبية الساحقة من حالات الوفيات بين المدنيين واغلبية الدمار انما سببها القصف السعودي والاماراتي بمساعدة مباشرة من واشنطن، لافتًا الى أن التداعيات الامنية تشمل تقوية تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية.
وحول الانتقادات التي توجهها الولايات المتحدة الى روسيا على خلفية دعم الاخيرة للنظام في سوريا بحربه على المجموعات الارهابية، شدد الكاتب على ان واشنطن ليست في موقع يسمح لها بتوجيه مثل هذه الانتقادات. ووصف التدخل الاميركي بسوريا بالكارثي، متهما بلاده بإعاقة الحل التفاوضي ودعم الراديكاليين بمن فيهم جماعة تابعة للقاعدة، كما اشار الى ان واشنطن تحالفت بنفس الوقت مع الاكراد والاتراك.
وتابع الكاتب ان روسيا اقله هي موجودة في سوريا بناء على طلب "حكومة معترف بها"، وهناك أسباب وجيهة لوجود روسيا، مشيرا الى ان تحالف موسكو مع سوريا يعود الى الحرب الباردة وهذا التحالف لا يشكل أيّ تهديد لأميركا، مضيفا أن ترامب يمكنه ان يطرح خلال القمة ان تنسحب كل من اميركا وروسيا من سوريا.
ورأى الكاتب أن أميركا تتسلّح دائمًا بالاقتصاد حيث تقوم بفرض عقوبات اقتصادية على دول مختلفة والتي تستهدف ليس فقط الشركات الاميركية بل الشركات من الدول الاخرى. كما لفت بهذا الاطار الى ان ادارة ترامب تصر على ان كل الشركات في كل دول العالم يجب ان توقف العمل التجاري مع ايران، وحتى فرض عقوبات على حلفائها الاوروبيين.
وبالنسبة الى ما يقال في اميركا عن سجل روسيا السيء في مجال حقوق الانسان، شدد الكاتب على ان العديد من الدول الحلفية لواشنطن لديها سجل سيء بهذا المجال. وذكر هنا كل من تركيا ومصر والسعودية.
وخلص الكاتب الى أن الولايات المتحدة وروسيا لا يمكن ان تتحملان تدهور العلاقات لدرجة اندلاع حرب باردة جديدة، مثنيًا على أهمية روسيا في أكثر من ملفّ، بما في ذلك دورها كقوة وازنة للصين التي تعتبر التحدي الجيوسياسي الاكبر للولايات المتحدة. وأمل في الختام بأن تبدأ عملية إعادة بناء علاقات العمل بين واشنطن وموسكو بعد عقد القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين.