ارشيف من :أخبار عالمية

الجمهورية الاسلامية وفنزويلا: صفعة قوية في وجه الامبريالية

الجمهورية الاسلامية وفنزويلا: صفعة قوية في وجه الامبريالية
الكيان الصهيوني ينتقد الزيارة ويصف موقف وتصريحات تشافيز بـ"المشينة"


تقرير: ليلى سرعيني


هي ليست زيارة عابرة من أجل البحث في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وانما هي خطوة إيجابية على كل الدول التي خاضت ثورات ضد الانظمة الطاغية، لكنها بالتأكيد سلبية من وجهة نظر الدول الامبريالية المتسلطة.
ففي خضم المناقشات والتهديد بفرض عقوبات على طهران، جراء تطورها في الملف النووي ، وفي ظل الهجمة الغربية على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الحاكم، جاء الرئيس الفنزولي هوغو شافيز، ليقلب المعادلة، في زيارة "دعم وصمود" في وجه الدول الاستكبارية.


من سوريا المحطة الاولى, الى إيران المحطة الثانية والمهمة. والتي تحمل في طياتها أبعادا إستراتيجية واضحة، حيث وصفها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، بأنها نهاية العهد الاستكباري، مؤكدا أن مهمة إيران وفنزويلا تكمن في مساعدة الشعوب المستضعفة والثورية وتوسيع الجبهة المناوئة للامبريالية في العالم.
وفي هذا السياق ، اوضح الرئيس نجاد خلال إستقباله الرئيس تشافيز "ان الشعبين المبدئيين والثوريين الايراني والفنزويلي سيكونان دوما جنبا الى جنب"، مضيفا "ان تطوير العلاقات بين ايران وفنزويلا يعدا امرا ضروريا في ضوء المصالح والاصدقاء والاعداء المشتركين".
من جهته، أشار تشافيز في جلسة المباحثات الى التعاون بين إيران وفنزويلا في الجبهة المعادية للامبريالية العالمية، معتبرا أنه يجب على طهران وكاراكاس ومن خلال توسيع وتوطيد علاقاتهما المتنامية، مساعدة الشعوب الثورية.

تشافيز الذي أعرب عن تقديره لهذا البلد، حل ضيفاً عند قائد الثورة الاسلامية في إيران، آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، الذي أكد للرئيس الفنزويلي والوفد المرافق له، على ضرورة قيام البلدين بتوسيع التعاون من اجل توفير الارضية لتعزيز جبهة الاستقلال الحديثة التأسيس ، من خلال تعزيز القيم المعنوية والروحية من متطلبات المقاومة في مواجهة الاعداء، مضيفا أنه "اذا امتلك الانسان روح الصمود والمقاومة، فلن تحدث في ميدان العمل كذلك اية هزيمة".
واشار الامام الخامنئي الى الخسائر والنفقات الباهظة التي تحملتها امريكا في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين، مؤكدا ان اخفاقات امريكا فيما يتعلق بالجمهورية الاسلامية الايرانية كانت اكثر حدة من باقي المناطق.

بدوره اعرب تشافيز في هذا اللقاء، عن ارتياحه البالغ للقاءه الامام الخامنئي، واصفا محادثاته مع الرئيس الايراني بانها ايجابية للغاية، كما تطرق الرئيس الفنزويلي الى "الإخفاقات" التي تعرضت لها الولايات المتحدة في مناطق العالم المختلفة، معتبرا ان "الهزائم المتلاحقة التي منيت بها أميرکا وأفول شموخها وعظمتها في مناطق العالم المختلفة، مؤشر على الحقيقة غير القابلة للإنكار، بحصول التغيير في العالم".

الى ذلك، أكد الرئيس الفنزويلي خلال زيارته الى مدينة مشهد المقدسة على ضرورة تعزيز الاتحاد بين الجمهورية الاسلامية وفنزويلا بإجراءات اقتصادية وتجارية.
وخلال زيارته الى مدينة مشهد المقدسة برفقة مضيفه الرئيس نجاد، أشار تشافيز الى موضوع التجارة بين البلدين، معتبرا أن التجارة موضوع لابد ان نهتم به من أجل مستقبل أفضل، مضيفا انه علينا ان نتمكن من "منح الهوية للاتحاد الموجود بين البلدين وان نعززه بإجراءات اقتصادية وتعاون تجاري وتبادل في التقنية والكوادر الانسانية، من اجل ان نصل الى العدالة".
وأعلن الرئيس الفنزويلي انه تقرر خلال الاجتماع التنسيقي للجمعية العامة للبنك الايراني الفنزويلي، ان يودع كل من البلدين مبلغ 30 مليون دولار في هذا البنك، خلال شهر.

وفي جانب آخر من حديثه اشار شافيز الى التوقيع على اتفاقية لتصدير البنزين من فنزويلا الى ايران، واصفا إياها بأنها تحظى بأهمية كبرى، وأوضح انه بناء على هذه الاتفاقية تقرر تصدير 20 ألف برميل من البنزين من فنزويلا الى ايران يوميا، بدءا من الشهر القادم، بقيمة 800 مليون دولار، حيث يتم ايداع هذا المبلغ في صندوق مسجل في ايران، ويتم تسديد مبالغ المبيعات الايرانية الى فنزويلا من هذا الصندوق، من قبيل المعدات والتقنيات والادوية، مشيرا الى ان فنزويلا تحتاج الى ما قيمته 50 مليون دولار من الادوية الايرانية سنويا.

وشدد تشافيز على انه "ما يمكن أن نحققه ونتوصل إليه، هو رهن بإتحادنا وتضامننا مع البلد الصديق والشقيق ايران، مضيفا اننا تجاوزنا مراحل الشركات متعددة الجنسيات والاستثمارات"،وعبر شافيز عن دعمه للبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، مؤكدا عدم وجود "دليل واحد على أن إيران تنتج سلاحا ذريا".
بدوره، إعتبر الرئيس نجاد أن وجود الكيان الصهيوني يمثل أكبر إساءة الى البشرية، مؤكدا ان هذا الكيان المجرم يفرض نفسه على المنطقة وفلسطين ويتصرف بعنجهية.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنزويلي، قال نجاد "ان وجود الرئيس تشافيز هنا مؤشر على عمق الاعتقادات المشتركة بين الشعبين ودليل على عمق العلاقات الأخوية والمستديمة بين البلدين"، مشددا على عزم البلدين على الوقوف الى جانب بعضهما البعض في الدفاع عن المظلومين في العالم .
ودان الرئيس احمدي نجاد السياسات التوسعية التي تمارسها القوى الاستكبارية في أمريكا اللاتينية، داعيا اولئك الذين تسلموا زمام الأمور رافعين شعار التغيير، الى إظهارهذا التغيير في العمل، وقال "لقد ولى زمن خداع الشعوب ، وان رفعكم لشعار السلام والصداقة من جهة وزيادة عدد القواعد العسكرية من جهة أخرى يمثل خدعة مكشوفة ".

وردا على تصريحات شافيز، أدان "الكيان الإسرائيلي" بحزم ما أسماه بـ"الموقف والتصريحات المشينة"، وأكد الناطق باسم وزارة خارجية العدو أن "موقف تشافيز وتصريحاته مشينة للشعب الفنزويلي، ذلك البلد الذي يعتز بنفسه والصديق لإسرائيل". مضيفا أن تشافيز ليس بمستوى "التقاليد البوليفارية" لتاريخ بلده ، في إشارة إلى سيمون بوليفار بطل استقلال المستعمرات الإسبانية السابقة في أمريكا اللاتينية في القرن التاسع عشر.وكان شافيز وصف كيان العدو خلال زيارته الى دمشق بأنه "تحول إلى دولة قاتلة في خدمة الامبريالية" .

2009-09-07