ارشيف من :أخبار عالمية
الصهاينة والسعي المحموم للتطبيع مع البلدان المغاربية
يسعى الكيان الصهيوني الغاصب منذ استحواذه ظلماً على أرض فلسطين إلى إيهام العالم أنه تمت استساغة وجوده من قبل شعوب المنطقة وذلك تغطية على جرائمه البشعة التي فاقت كل التوقعات. فنرى مثلا شمعون بيريز يسعى جاهدا في جنازة الملك المغربي السابق الحسن الثاني إلى التقاط صورة مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مستغلا تقدم الأخير في السن ومستغلا أيضا ضعف بصره وحالة التعب والوهن التي يعاني منها.
كما يسعى الكيان الصهيوني في كل مرة إلى إرسال رجال استخبارات إلى تونس بجوازات سفر أوروبية ثم يبرزهم على أنهم مراسلون صحفيون يعملون لقنوات صهيونية موهماً العالم بأن القنوات التلفزيونية للكيان تعمل بحرية في تونس وأن هناك قبولاً من التونسيين بهذا الكيان الدموي. وقد تكررت الحادثة الأمر جعل التونسيين يتخذون إجراءات أكثر صرامة مع القنوات الأجنبية العاملة في تونس ومع كل أجنبي يحمل معه آلات تصوير لإنجاز شيء ما له علاقة بالقطاع السمعي البصري.
صادرات مغربية
وكانت وسائل إعلام صهيونية تحدثت مؤخرا، عن ارتفاع في صادرات المغرب إلى الكيان الاسرائيلي بلغ 25 مليون دولار بعد أن كان الأمر لا يتعدى الـ5 ملايين دولار قبل خمس سنوات. وبدا في تصريحات الإسرائيليين الكثير من التباهي بهذا "الانجاز" مع بلد ينتمي إلى فضاء عربي وإسلامي كثيراً ما سعى الكيان في تصريحاته العلنية الـ"سكيزوفرينية" المبنية على عقد ورواسب نفسية إلى تقزيم شعوبه و إلصاق أسوأ التهم بهم رغم إدراكه أنهم في عمومهم يتفوقون عليه من كل النواحي وخصوصاً من ناحية القيم والأخلاق والموروث الحضاري والإنساني.
في المقابل، نفى الناطق بإسم الحكومة المغربية مصطفى الخليفي، وجود تطبيع إقتصادي أو أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكأن الأمر يتعلق بوباء، يسعى للتنصل من أية علاقة له به أمام الشعب المغربي وأمام العالم. فكل ما في الأمر بحسب المسؤول المغربي أن هناك وسطاء دوليين يشترون بضائع من المغرب ثم يبيعونها إلى الكيان الصهيوني وهو أمر خارج عن نطاق بلاده، نافياً أن يكون للمغرب أية علاقات رسمية من أي نوع كان مع الكيان.
عقدة المغتصب
في هذا الإطار، يرى الباحث في المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق مروان السراي في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن الصهاينة يعانون من عقدة مفادها إدراكهم أنهم مغتصبون يستحوذون على ما لا يملكون وولد هذا لديهم سعيا محموما لإقناع أنفسهم و العالم بأن شعوب المنطقة قد تقبلت وجودهم بصدر رحب. بحسب السراي "هم غرباء، خلافاً للأساطير والترهات التي يسعون لإيهام العالم بها والتي لم تجد إلى اليوم دليلا علميا، ومن هذه الترهات وجود الهيكل المزعوم مكان الحرم القدسي".
يضيف السراي "هم يعتقدون أنهم إذا ابتعدوا عن المشرق العربي وتوجهوا إلى غرب العالم العربي سيجدون شعوبا تتقبل وجودهم بصدر رحب وتساعدهم على إنجاز دعايتهم، لكنهم واهمون لأن شعور الإنتماء إلى الأمتين العربية والإسلامية قوي في البلاد المغاربية. ونصرة فلسطين والأقصى وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين أمر بديهي وفطري لدى أحرار بلاد المغرب الكبير الذين يعرفون أكثر من غيرهم مرارة الإستعمار وخاضوا أروع الملاحم لدحر المحتلين أصحاب مشاريع الهيمنة".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018