رفض جمع من المصلين في سويسرا الصلاة خلف إمام الحرم المكي والرئيس العام لرئاسة شؤون الحرمين السعودي عبد الرحمن السديس، وذلك أثناء تواجده في أحد مساجد البلد أثناء زيارة رسمية له، على خلفية مواقفه التي وصفها المصلون بـ"المتخاذلة" إزاء السياسات السعودية الداخلية والخارجية، وأبرزها العدوان السعودي على اليمن والتطبيع الذي بات علنيا مع الكيان الصهيوني.

وتداول نشطاء عبر موقع "تويتر" مقطعا مصورا أظهر مجموعة من المصلين الغاضبين من وجود الخطيب السعودي عبد الرحمن السديس داخل مسجدهم في سويسرا، وأعلنوا رفضهم الصلاة خلفه، وخرجوا من المسجد تباعًا.

كما ندد المصلون بمواقف السديس، إذ قال أحد الغاضبين "إنه صدم لمواقف السديس الأخيرة، حيث لم يقل كلمة حق بشأن ما يجري داخل الرياض، وفي اليمن ومناطق أخرى".

ويظهر الفيديو أحد الأشخاص يتحدث ويعبر عن غضبه من عدم تعبير السديس والخطباء والعلماء عن مواقفهم من مسارات التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتي تشهد تسارعا كبيرا بالمنطقة، وأيده في ذلك شخص آخر كان يقف إلى جانبه، موضحا أنه لا صلاة خلف شخص مثل السديس طبَّع مع النظام السعودي مع الكيان الصهيوني.

وعلت في الفيديو أصوات أشخاص خارجين من المسجد وهم يشتمون السديس ويهتفون ضد آل سعود مرددين "آل سلول"، الأمر الذي دفع البعض لإغلاق باب المسجد.

ولم يكن هذا الحادث هو الأول الذي يصادفه السديس خلال جولته في سويسرا، إذ سبقه قبل أيام مقطع مماثل وجهت فيه انتقادات حادة من ناشط حقوقي جزائري ألقى أسئلة على السديس، وطلب منه أجوبة حول كيف يمكن أن تقود السعودية والولايات المتحدة العالم نحو "السلام"، في ظل حصار قطر، والعدوان على اليمن، والانتهاكات التي تحصل بحق المدنيين.

وكان الناشط الجزائري نفسه ذكّر السديس بتصريحات أدلى بها منتصف أيلول/سبتمبر الماضي لقناة الإخبارية السعودية على هامش مؤتمر نظمته رابطة العالم الإسلامي في نيويورك، وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر السديس خلال قيامه بإلقاء إحدى محاضراته، حينها قاطعه الناشط الجزائري قائلا "أنتم تحدثوننا عن الأمن وتحاصرون إخوانكم في اليمن وفي قطر وكنتم سبب إسالة الدماء عام 1992 في الجزائر وانقلاب مصر وانقلاب تركيا"، وأضاف "وكيلكم الله.. أنتم تساندون آل سعود وأنتم مسؤولون يوم القيامة.. لا سمع لكم ولا طاعة يا عبيد أميركا..أنتم الطواغيت".