ارشيف من :أخبار عالمية
مجزرة جديدة للتحالف الدولي بريف دير الزور.. والمدنيون ضحية
تتكرر الأفعال الإجرامية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في سوريا، عشرات المجازر قد ارتكبها طيرانه الداعم لقوات سوريا الديمقراطية في أنحاءٍ متفرقة من البلاد بحق المدنيين العزل، ابتداءً بالرقة و ليس انتهاءَ بمجزرة يوم أمس في ريف دير الزور الشرقي التي راح ضحيتها عشرات المدنيين بذريعة عمليات محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي لا يتواجد سوى في جيبٍ صغير بريف دير الزور الشرقي على الضفة الشرقية لنهر الفرات، إنهاء وجوده فيها على ما يبدو أنه أمرٌ ليس على سلم عمليات التحالف الدولي نظراً لأنه الذريعة الوحيدة للوجود العسكري الأمريكي في سوريا.
في مجزرة جديدة ارتكبها طيران التحالف الدولي يوم أمس حيث استشهد ثلاثون مدنياً وجرح عشرات آخرون، جراء قصفه لمنازل المدنيين في قرى باغوص فوقاني والسوسة بريف دير الزور الشرقي على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وجهت وزارة الخارجية السورية رسالة تنديد بها إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، مبينةً أنّ هذه الغارات للضغط على الأهالي الذين رفضوا دخول قوات سوريا الديموقراطية إلى قراهم.
مصدرٌ أهلي من قرية باغوص فوقاني أكد لموقع "العهد" الإخباري أنّ "المروحيات والمقاتلات الأمريكية قصفت قرى الجيب الذي ينتشر فيه "داعش" بريف دير الزور الشرقي شرق نهر الفرات، ومساحة هذا الجيب تضم أكثر من ثلاثين ألف مدني يعيشون وسط حالة انعدام في مواد المعيشة الأساسية والطبية وقطع قوات سوريا الديموقراطية لكافة الطرق باتجاه المناطق الآمنة في محيطه"، مضيفاً إنّ "الطائرات الأمريكية استهدفت منازل المدنيين في قريتي الشعفة وباغوص فوقاني إضافة إلى إغارتها على قرية هجين التي تعتبر أكبر النقاط التي ينتشر فيها تنظيم "داعش" الإرهابي ضمن الجيب المحاصر فيه، نافياً أن تكون الأخبار التي روجتها "قسد" عن سيطرتها على هذه القرية حيث ما تزال الاشتباكات دائرة بين الطرفين على الأطراف الشمالية والشمالية الغربية للبلدة.

قوات قسد لم تتمكن من تبديل خارطة السيطرة في المنطقة وسط عمليات يقوم بها تنظيم "داعش" في عمق مناطق سيطرتها من خلال المجموعات الانغماسية التابعة له، إذ هاجم إرهابيوه إحدى نقاط مسلحي قسد جنوب الشدادي وفي محيط حقل الحريجة دون أن يُحدث تغييراً في خارطة السيطرة أيضاً حسب حديث المصدر الأهلي ذاته الذي أكد لـ"العهد" الإخباري أنّ "هذه المنطقة التي ينتشر فيها المدنيون باتت مهددة بكارثة إنسانية بسبب عجز المدنيين عن النزوح إلى المناطق الآمنة الواقعة خارج مناطق اشتباك وقصف طائرات التحالف إضافة إلى انعدام المواد الأساسية والطبية لدى المدنيين حيث يحتكر إرهابيو "داعش" هذه المواد ضمن هذا الجيب وبالتالي بات المدنيون بين فكي كماشة، بمعنى أنهم واقعون بين ممارسات "داعش" الإرهابية والقصف الإجرامي لطائرات التحالف الدولي".
مصدر سياسي سوري شدد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري على أنّ "قصف طارات التحالف عادة ما يترافق مع مفاوضات سرية بين قوات قسد و"داعش" لتسليم المناطق التي يسيطرون عليها والانسحاب إلى مناطق أخرى، وهو السيناريو الذي حدث في مناطق عديدة منذ بدء التحالف الدولي عملياته في سوريا، أبرزها منبج ومديمة الطبقة بريف الرقة وأرياف دير الزور الشمالية والشرقية، لكن لا يمكن لتنظيم "داعش" الإرهابي الانسحاب من هذا الجيب المحاصر به إلى منطقة أخرى نظراً لأنه لم يبق له سوى منطقتين اثنتين ضمن شرق الفرات، أولها التي شن التحالف غاراته عليها يوم أمس، والثانية في أقصى ريف دير الزور الشمالي الشرقي جنوب الحسكة، الأمر الذي يؤكد أن البيانات التي أصدرتها قوات قسد حول سيطرتها على ريف الحسكة الجنوبي الشرقي غير دقيقة حيث ما تزال عشر قرى في هذه المنطقة تحت سيطرة "داعش" الإرهابي".
وأضاف المصدر السياسي السوري ذاته أنّ "التحالف الدولي لا يريد حسم العمليات العسكرية في هذا الجيب الذي يحاصر فيه "داعش" و لا يهمه مصير آلاف المدنيين العالقين فيه، لأن وجود "داعش" هو الذريعة الوحيدة لتبرير الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، حتى يستمر بسرقة النفط والغاز الطبيعيين وتهريبهما نحو إقليم كردستان العراق ثم نحو تركيا فالأسواق الأوروبية".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018