ارشيف من :أخبار عالمية
نصرُ الجنوب السوري يغيّر معادلة الصراع مع العدو الصهيوني
يستمر الجيش السوري بعملياته العسكرية على مواقع التنظيمات الإرهابية المسلحة في الجنوب السوري، خططٌ عسكرية مُحكمة تُعيدُ سيطرة الجيش السوري على نقاطٍ وتلال استراتيجية مهمة كان آخرها تل الحارة بريف القنيطرة الذي يشرف على القسم الجنوبي من الجولان السوري المحتل بالإضافة إلى عدد من القرى المحيطة به، ما يعني أنّ الجيش يقترب من خط الجبهة مع العدو بريف القنيطرة بعد استعادته لمعظم أراضي درعا، وبكل تأكيد فالحرب السورية قد غيّرت قواعد الاشتباك مع العدو ومعادلة الصراع معه.
الخبير الاستراتيجي والسياسي الدكتور طالب ابراهيم قال في حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري إنّ " تل الحارة الذي سيطر الجيش السوري عليه هو منطقة استراتيجية بالغة الأهمية و الحساسية، وله بعد مكاني وعسكري استراتيجي، و آخر سيكولوجي نفسي مرتبط بذاكرة الصراع العربي الصهيوني، ومن الناحية الجغرافية فتل الحارة هو أعلى تلال ريف القنيطرة ويشرف على القسم الجنوبي من الجولان السوري المحتل ويكاد يعادل في أهميته الاستراتيجية أهمية جبل الشيخ وبالتالي فإن السيطرة عليه ستسمح للجيش السوري بالانتقال إلى موقع متقدم ومفتاحي في الصراع العربي الصهيوني الذي أصبح صراعاً سورياً صهيونياً فقط؛ محور المقاومة كاملاً يدعم فيه سوريا. أما من الناحية العسكرية الاستراتيجية فأهمية تل الحارة تتبين من سعي العدو الصهيوني بكل إمكانيته خلال حرب تشرين للسيطرة عليه وفشلت في ذلك، إذ كانت السيطرة على تل الحارة أهم إنجاز بالنسبة لشارون أو غيره من مسؤولي العدو إلا أنّ هذا التل كان وما زال وسيبقى شوكة في خاصرته"، مضيفاً أنّ " إعادة السيطرة عليه تعني السيطرة المطلقة للجيش على ريف درعا الغربي وإشرافه على ريف القنيطرة والجولان المحتل بما في ذلك إمكانية استعادة السيطرة على هضبة الجولان كما أنه على المدى البعيد إعادة لتصويب بوصلة الصراع مع العدو الصهيوني".
عودة الجيش السوري إلى خط الجبهة مع العدو الصهيوني أمرٌ مفروض بقوة الدبابات السورية وبنيران جنوده، هذه حقيقة وإذا أراد العدو الصهيوني غير ذلك فالميدان أمامه بحسب حديث طالب ابراهيم الذي أكد لـ"العهد" الإخباري أنّ " الخطوط الحمراء الأمريكية والصهيونية قد سقطت وسقط الأسد المتأهب في الأردن، ولا وجود للعدو الصهيوني في وعي محور المقاومة فكيف سيكون لخطوطه الحمراء وجود، والجيش السوري سيعود للانتشار على كامل خطوط اتفاق فك الاشتباك عام 1974"، مشيراً إلى أنّ " قوات الأندوف قد تعود إلى خطوط فك الاشتباك وقد لا تعود لأن من طردها ليس الجيش السوري بل العدو الصهيوني ووكلاؤه الإرهابيون".
وختم طالب ابراهيم حديثه لـ"العهد" قائلاً إنّ " الجبهة الشمالية التي يسميها العدو الصهيوني بهذا الاسم لم تعد نفسها التي كانت قبل عام 2010 فالمعطيات على الأرض قد تغيرت ومحور المقاومة أصبح محوراً قوياً جداً، فمجاهدو حزب الله الذين أُريدَ لهم الضعف قد باتوا أُشد قوةً و بأساً وهم الآن من أفضل المقاتلين على وجه الأرض يؤازرهم الجيش السوري الذي قدم آلاف الشهداء وقاتل في كل الظروف؛ في البر والصحراء والمستنقعات والمدن، وعلى العدو الصهيوني أن يحسب ألف حساب فالمعادلة الاستراتيجية قد تغيّرت في المنطقة لمصلحة محور المقاومة".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018