ارشيف من :أخبار عالمية
قائد أنصار الله: مستمرون في قصف السعودية والإمارات ما لم توقفا عدوانهما علينا
أكد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الموقف الرسمي الفرنسي يأتي بعد البريطاني في سلبيته تجاه الشعب اليمني وإسهامه في العدوان، مشيرًا إلى أن الدول الغربية تتعامل مع مشاكل وحروب المنطقة من زاوية المصالح الاقتصادية مستغلّين الحرب لبيع صفقات سلاح وكذلك لعقد صفقات لتنفيذ أنشطة وأعمال عسكرية مقابل مبالغ ماليّة.
وفي حوار له مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، قال السيد الحوثي "من المضحك أن يطلب أحد من اليمنيين أن ينسحبوا من الحديدة لتسليمها للإمارات، ومن يطلب ذلك يُخالف المواثيق والأعراف الدولية فماذا لو طلبت بريطانيا من الفرنسيين الانسحاب من باريس أو مدينة فرنسية أخرى وتسليمها للبريطانيين هل هذا طلب منطقي!؟".
وأكد السيد الحوثي الاستعداد لوقف القصف الصاروخي على السعودية والإمارات إذا أوقفتا قصف بلدنا لأن موقفنا من الأساس هو الدفاع عن النفس.
وفيما يلي نصّ المقابلة:
ماهو ردكم على فرنسا لعدم دعوتكم إلى المؤتمر الانساني الدولي الذي عقدته في 27 حزيران/يونيو في باريس؟
الدول الغربية تتعامل مع مشاكل وحروب المنطقة من زاوية المصالح الاقتصادية والمكاسب المادية، حتى ولو كان على حساب حقوق الإنسان وانتهاك القانون الدولي، وهذا ما يحدث تجاه الحرب الذي يقودها تحالف العدوان على بلدنا اليمن، حيث يستخدم النظام السعودي الأسلحة المحرمة دولياً بتأكيد منظمات دولية ويقتل المدنيين ويستهدف المنشآت الخدمية والمدنية ويرتكب مجازر الإبادة الجماعية، وقد نشرت وسائل الإعلام المحلية مشاهد مصورة وموثقة لآلاف جرائم القتل للمدنيين، ووثقت منظمة الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى ومحلية جرائم كثيرة ارتكبها النظام السعودي في عدوانه على اليمن، إلا أن بعض الدول الأوروبية تستغلّ الحرب لعقد صفقات سلاح وتنفيذ أنشطة وأعمال عسكرية مقابل مبالغ ماليّة وحتى بيع مواقف سياسية كما أنها تبني مواقف خاطئة تجاه الشعب اليمني لصالح النظامين السعودي والإماراتي، وتقييمنا للموقف الرسمي الفرنسي أنه يأتي بعد البريطاني في سلبيته تجاه الشعب اليمني وإسهامه في العدوان ، بينما هناك دول أوروبية موقفها أكثر اعتدالا ولذلك ففرنسا التي لها تجربة مريرة مع أحداث استهدفت أمنها من قبل "القاعدة" و"داعش" ترتكب خطأً بوقوفها إلى جانب النظامين السعودي والإماراتي اللذين يدعمان في اليمن "داعش" والقاعدة كفصائل تخوض المعركة جنبا إلى جنب مع الفصائل الأخرى الموالية للنظام السعودي من جماعة هادي وبعض الحراك الجنوبي وحزب الإصلاح ، كما أنها تتنكّر للمبادئ والقيم الإنسانيّة ولمواثيق الأمم المتحدة وتسيء إلى علاقتها بالشعب اليمني وتؤثر سلبا على مصالحها في المستقبل مع الشعب اليمني.
إن الشعب اليمني هو شعب عزيز ومسالم والذي يريده هو حقه في الحرية والاستقلال ولا يمانع بأن يكون له – مع احترام هذا الحق – علاقة إيجابية مع الدول الأخرى والبلدان الأخرى باستثناء "إسرائيل" التي هي كيان غاصب.. موقفه واضح من السلوك الأمريكي العدواني والتخريبي والداعم لـ"إسرائيل" و"داعش"، أما بقية الدول فمن يحترم منها حق شعبنا في الحرية والاستقلال يمكنه أن يحظى بعلاقة إيجابية مع الشعب اليمني وسياسية واقتصادية ولفرنسا مصالح اقتصادية كبيرة من الأفضل أن تلحظ الحفاظ عليها في المستقبل مع شعبنا اليمني وأن تراجع سياستها السلبيّة وتسعى لتكون أكثر اعتدالا وتوازنا وتدعم السلام بدلا من دعم الحرب وتكفّ عن خطواتها المنحازة تحت أيّ عنوان ومن ذلك المؤتمر المسمى بالإنساني وهو بطلب من النظام السعودي بهدف التغطية على جرائمه والإساءة إلى الشعب اليمني المظلوم.
– لماذا رفضتم مقابلة المبعوث الفرنسي الذي كان مستعدًا لزيارتكم في صنعاء؟
لم نرفض مقابلته إنما طلبنا توضيحًا لدور فرنسا في العدوان على اليمن بعد أن نشرت صحيفتكم خبرا عن مشاركة عسكرية فرنسية والذي بلغنا أن تحالف العدوان هو الذي اعترض على مجيئه.
– هل تستطيع فرنسا لعب دور وساطة لوقف الحرب في اليمن ؟
من يرغب أن يلعب دور الوسيط من المهم أوّلاً أن يكون متوازنًا وحياديًا وحريصًا على تحقيق السلام.
– يزعم أعداؤكم ان معركة الحديدة ستتوقف اذا انسحبتم من المدينة، هل أنتم مستعدون للانسحاب من الحديدة لتفادي المزيد من الضحايا وخاصة المدنيين؟ وما هي شروط قبولكم بذلك؟
من المضحك أن يطلب أحد من اليمنيين أن ينسحبوا من الحديدة لتسليمها للإمارات، ومن يطلب ذلك يُخالف المواثيق والأعراف الدولية فماذا لو طلبت بريطانيا من الفرنسيين الانسحاب من باريس أو مدينة فرنسية أخرى وتسليمها للبريطانيين هل هذا طلب منطقي؟!
– هل أنتم مستعدّون للقبول بخطة الأمم المتحدة وتسليمها إدارة ميناء الحديدة أو ايداع إيراداتها في البنك المركزي؟
لم نمانع وجود دور رقابي ولوجستي للأمم المتحدة في الميناء بشرط وقف العدوان على الحديدة ولم نمانع جمع إيرادات الموانئ بما فيها ميناء الحديدة وإيرادات النفط والغاز في مأرب وشبوة وحضرموت وتخصيصها للمرتبات بإشراف أممي على أن تصرف من صنعاء مرتبات المناطق الحرة التي لم يتمكن السعودي والإماراتي من احتلالها.
– كيف تردّون على اتهامات السعودية والإمارات والأمم المتحدة لكم بتلقي أسلحة ومعدات إيرانية عبر ميناء الحديدة؟
النظامان السعودي والإماراتي يعرفان أنهما يكذبان لأن أي ّسفينة لا تدخل أساساً إلى الميناء إلا برخصة وإذن من تحالف العدوان وترخيص من الأمم المتحدة وضمن آلية مشددة تماما كما يحدث في قطاع غزة. القطع الحربية البحرية لتحالف العدوان منتشرة بكثافة في محاذاة الساحل وتراقب بشدة كل السفن الوافدة ولا يدخل شيء إلا وفق آليتهم وطريقتهم وبترخيصهم وإذنهم.. الجميع يعرف أن الإمارات تسعى للسيطرة على الموانئ في اليمن تحت إشراف وحماية أمريكية لأهداف استعمارية وأطماع اقتصادية وأمور أخرى.
– ما هي شروطكم لوقف إطلاق النار والاتفاق على العودة الى طاولة المفاوضات التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيت؟
المبادرة التي قدمها المبعوث الأممي مارتن غريفت تتعلق بالميناء من حيث نقل الرقابة المباشرة إليه ومن حيث مسألة الإيرادات ونحن تفاعلنا بإيجابية،، وهو نقل إلينا مطالب الإمارات التي يتفاعل معها نائبه كما يبدو وذكرنا له أن الذي يعنينا معه مبادرته وليس مطالب الإمارات وأطماعها.
– هل أنتم على استعداد للتخلي عن الصواريخ البالستية مقابل وقف استهداف قوات التحالف وإقامة حكومة انتقالية بناء على اقتراح غريفيت؟
نحن مستعدون لوقف القصف الصاروخي على السعودية والإمارات إذا أوقفتا قصف بلدنا، لأن موقفنا من الأساس هو الدفاع عن النفس.. إذا توقف العدوان وتحقق حل سياسي وتشكلت حكومة شراكة فعلى جميع الأطراف تقع مسؤولية معالجة الموضوع، وفي ظلّ وضع يتأكد فيه وقف الاستهداف والعدوان على شعبنا اليمني.
– بموجب أية شروط توافقون على الانسحاب من صنعاء وتسليم السيطرة لحكومة يمنية مستقبلًا تشاركون فيها؟ وما هي مطالبكم لتكونوا جزءا منها؟
الكلام عن انسحاب أهل اليمن من صنعاء لصالح النظامين السعودي والإماراتي كما لو طلب أحد انسحاب الفرنسين من باريس لصالح الإمارات، ألا يبدو ذلك غريبا وغير منطقي؟ مسألة تشكيل حكومة يمنية ضمن حلّ سياسي على قاعدة الشراكة كانت ممكنة من البداية بشهادة المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر والحرب على اليمن ليست من أجل ذلك، بل هدفها الحقيقي السيطرة على اليمن أرضًا وإنسانًا.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018