ارشيف من :أخبار عالمية

الإمام الخامنئي: لا ثقة بالأمريكيين..

الإمام الخامنئي: لا ثقة بالأمريكيين..

شدّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي على أن "التفاوض مع أمريكا لا يجدي نفعًا ولا يعود بالفائدة، مشيرًا الى عدم إمكانية الثقة بكلام الأمريكيين وحتى بتوقيعاتهم".

وفي كلمة له خلال استقباله مسؤولي وزارة الخارجیة الإيرانیة والسفراء والقائمین بالأعمال التابعين لها، قال سماحته إن "تصوّر معالجة المشاكل في البلد وحلّها عبر التفاوض أو إيجاد العلامات مع أمريكا خطأ فاضح وواضح، لأن أمريكا تعادي أساس النظام الإسلامي بصورة مبنائية، إضافة إلى أن الكثير من البلدان في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لها علاقاتها مع أمريكا ولكنها ما تزال تعاني من مشاكل جمة"، وأضاف أن "الأمريكيين يحاولون العودة إلى مكانتهم في إيران قبل الثورة ولا يرضون بأقل من ذلك"، معتبرًا أن "حضور إيران في المنطقة يعدّ من عناصر قوتها واقتدارها وأمنها ويعتبر عمقًا استراتيجيًا لها، ولهذا السبب تجد الأعداء يعارضون هذا الحضور ويناوئونه".

ورأى الإمام الخامنئي أنه "ينبغي توسيع العلاقات المتعددة الأطراف ولاسيما الثنائية والاهتمام الخاص بالتكتلات الإقليمية، ويجب على السفراء والقائمين بالأعمال الإيرانيين في الخارج أن يكون لديهم اطلاع تام على قدرات وطاقات الشعب والبلد"، لافتًا الى أن "السلطات الأمريكية أقرّت في الآونة الأخيرة بما يتمتع به الشعب الإيراني من استعداد وموهبة، وهذا ما شدّدت عليه منذ سنوات بأن الموهبة الإيرانية تفوق متوسط الموهبة العالمية، وهذه الحقيقة تعد من الطاقات الذاتية الهامة، كما أن الإيمان والشجاعة والإيثار واعتزاز الشعب بالمبادئ والقيم هي الأخرى من عناصر قدرات الشعب وطاقاته".

الإمام الخامنئي اعتبر أنه "يجب على الدبلوماسي الإيراني أن يفخر بالثورة وأن تتجلى في أعماله العزة والشعور بالقوة والاقتدار والثقة بالذات، وهذا السلوك الثوري بالطبع يختلف عن الإدلاء بكلمات غير معقولة وإثارة الصجيج والصخب"، وتابع "لقد وضع الأعداء في جدول أعمالهم الرئيسية في الحرب النفسية توجيه التهم لإيران على الدوام، ويعزفون باستمرار في إعلامهم وتحقيقًا لهذا الهدف على وتر رهاب إيران ومقارعتها وانتهاك الديمقراطية وفقدان الحرية ونقض حقوق الإنسان في إيران.. الغربيون هم مظهر انتهاك حقوق الإنسان وهم يتهمون إيران بوقاحة تامّة بطريقة تضع الإنسان في حيرة لما يشاهده من شدة وقاحتهم وصلافتهم".

وأردف سماحته "نظرًا إلى الظروف الراهنة والجبهة الواسعة التي تشكّلت لمواجهة الإسلام والجمهورية الإسلامية، تنطوي الجهود الدبلوماسية على أجر إلهي وفخر تأريخي ووطني في الدفاع عن أحقية الشعب الإيراني.. الإنسان الغيور والصبور والعاقل في خضم التحديات يضاعف من جهوده ومن أعماله كمياً ونوعياً، ومن هذا المنطلق لابد وأن تتسع روح تحديث الأنشطة والفعاليات في الجهاز الدبلوماسي".

وأشار الى أن "الحفاظ على السلامة الدينية والطهارة الروحية والمعنوية لأنفسكم ولأهليكم والالتزام قولًا وعملًا بالمسائل الشرعية تعد من أهم الواجبات لمسؤولي وكوادر وزارة الجارجية ولاسيما السفراء وأعضاء الممثليات الإيرانية في خارج البلد"، ولفت الى أن "الجهاز الدبلوماسي يمثل الجزء الرئيس لسياسة البلد الخارجية وواجهة نظام الجمهورية الإسلامية، ومن هنا يجب على مسؤولي وزارة الخارجية ولاسيما السفراء أن يلتزموا بمبادئ الإسلام وقيم الثورة أيما التزام وأن تعكس أفعالهم وأقوالهم هذه المبادئ والقيم"، موضحًا أن "الهدف الأساسي والحقيقي للعمل الدبلوماسي هو الحفاظ على المصالح الوطنية المقتبسة من مبادئ النظام وسياساته الرئيسية، والتعامل أو التقابل لا يشكلان إلا أساليب لتحقيق المصالح الوطنية".

وقال سماحته إن "البعض يتحدث خاطئين عن ضرورة الفصل بين الدبلوماسية وبين الآيديولوجية، والحال أن الدبلوماسية الآيديولوجية لا ضير فيها، وإلقاء التقابل بين الآيديولوجية وبين المصالح الوطنية أمرٌ عارٍ عن الصحة والمنطق.. ذلك أن الغاية من تأسيس الجمهورية الإسلامية هو الحفاظ على المصالح الوطنية والاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية والقوة والاقتدار والأمن القوي، والآيديولوجية تسعى وراء تحقيق وحفظ المصالح الوطنية".

وشدّد على أن "التواصل الحكيم والذكي والهادف والمنطقي مع العالم ناجم عن النظرة الإسلامية للنظام ومنطبق مع الدبلوماسية الآيديولوجية تمامًا".

2018-07-21